استعراض “الكاتاك” يجذب جمهور كتارا

الجسرة الثقافية الالكترونية
نجح استعراض “الكاتاك” الهندي، الذي استضافته المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”، على مسرح الدراما في جذب جمهور كبير من الجاليات الهندية والعربية والأجنبية المختلفة، وذلك بحضور عدد كبير من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة، إضافة إلى العديد من أعضاء البعثات الدبلوماسية والإعلاميين والفنانين.
وقال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للحي الثقافي “كتارا”: إن هذه الفعالية تنظم بالتعاون مع سفارة الهند بالدوحة، وذلك بمناسبة عيد الاستقلال الـ69 للهند، مؤكداً حرص “كتارا” على احتضان مثل هذه الفعاليات كونها ملتقى الثقافات وجسراً ثقافياً يربط الشعوب ببعضها.
ولفت السليطي، خلال كلمته الافتتاحية في الحفل، إلى أن استعراض “الكاتاك” يسلّط الضوء على جانب آخر من جوانب الحضارة الهندية، حيث استضافت /كتارا/ في أكتوبر من العام الماضي معرضاً عن الآثار الإسلامية في الهند، والذي قدّم فرصة ثمينة لزوار “كتارا” للتعرّف على ثراء الهند ثقافياً وتاريخياً من خلال صور المساجد الرائعة في كارناتاكا وكشمير ومناطق أخرى من الهند، وهو ما أبرز التأثيرات الثقافية والفنية للعالم الإسلامي في الهند.
وأشار إلى أن “كتارا” استضافت المهرجان الهندي في مارس الماضي والذي شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً من مختلف الجنسيات والفئات، لاسيما الجالية الهندية التي تعد من أكبر الجاليات الموجودة في دولة قطر، ليأتي “الكاتاك” الآن ليسلّط الضوء على جانب آخر من الفن الهندي العريق.
بدوره، ثمّن سعادة السيد ساجيف أرورا، سفير الهند لدى الدولة، في كلمة مماثلة، الجهود الكبيرة التي تقدمها المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” في التعريف بحضارات وثقافات الشعوب في العالم.. متقدماً بالشكر لإدارة /كتارا/ على استضافتها فعاليات هندية متنوعة، لافتاً إلى أن هذا الأمر يؤكد عمق العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين القطري والهندي والتي امتدت جذورها لعقود مضت.
وأضاف “بمناسبة العيد الـ69 لاستقلال الهند الذي يصادف الـ15 من أغسطس من كل عام، أردنا أن نعرض جانباً من جوانب الثقافة الهندية العريقة وهو استعراض “الكاتاك”، الذي يُعد أحد أشكال الرقص الكلاسيكي الهندي التي نشأت في شمال الهند، خاصة في مدينة “جايبور” بولاية “راجستان”.. موضحاً أن كلمة “كاتاك” مشتقة من كلمة “كاتا” أي “قصة”، وتعنى سرد قصة من خلال الرقص، وفي الهند القديمة كان هناك “الراوي” الذي يقوم بسرد الحكايات للناس من خلال الموسيقى والرقص.
وعلى إيقاع الموسيقى الهندية التقليدية وغناء فلكلوري أشبه بالقصائد الشعرية، أدت الفنانة “براتشي شاه” مجموعة من الرقصات تميّزت بالدقة والاحترافية.
ويؤدي استعراض “الكاتاك” باستخدام الأرجل، حيث يتم التحكم بالخلاخل التي يرتديها الراقصون بمهارة كبيرة، ولا تقتصر الرقصة على مهارة الأرجل، بل تلعب حركات الأيدي وتعابير الوجوه دورها في الرقصة أيضاً، ويمكن للرجال والنساء على حد سواء تأدية رقصة “الكاتاك”، وهم غير ملزمين باتباع حركات أو مراحل ثابتة في الرقص، وبإمكان مؤدي أو مؤدية الرقصة تغيير تسلسل الخطوات بما يتناسب مع مهارة الراقص ونمط الرقص.. كما تتميز “الكاتاك” بنمطها الحر، حيث يتمتع الراقصون بحرية إضافة إبداعاتهم وحركاتهم التعبيرية لجعل الرقصة أكثر جاذبية .
يذكر أن الفنانة “براتشي شاه” ضربت رقماً قياسياً تم تسجيله في موسوعة جينيس للأرقام القياسية بأكبر عدد لفات لرقصة “الكاتاك”بلغت 93 لفة في دقيقة واحدة، وهي من أشهر راقصات /الكاتاك/ في “ساحة الرقص” (جايبور جارانا)، وقدّمت أكثر من 200 عرض في الهند والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وجنوب إفريقيا، وحصدت العديد من الجوائز والألقاب.
المصدر: الراية