استعراض سمات الشخصية القطرية عبر التاريخ

استضاف الملتقى القطري للمؤلفين الباحث التاريخي خالد بن غانم العلي، في جلسة حوارية، أدارها الدكتور علي عفيفي علي غازي، تم خلالها تسليط الضوء على «سمات الشخصية القطرية في التاريخ».

حيث أشار العلي إلى أن الشخصية القطرية عبر تاريخها تمتعت بعدد من السمات التي ميزتها في محيطها العربي الخليجي، فالمُتتبع للتاريخ القطري يُمكنه أن يرصد المبادئ المُنظمة لسلوك أهل قطر في تعاملهم مع الأحداث، ومنها أن الغاية لا تُبرر الوسيلة، فالسياسة في الشخصية القطرية لا تنفصل عن الأخلاق، ومنها كذلك المُعتقد الديني، إذ إن للدين تأثيره في الأجيال التي سبقتنا على أرض قطر، وله تأثيره الإيجابي في منحهم القوة النفسية للثبات على المبادئ، التي جاء بها الإسلام، كدفع الظلم عن النفس وعن الغير، بل ومواجهته، حيث لعب المعتقد الديني دورًا مهمًا في حياة المؤسسين، وكان العنصر الأساسي للهُوية القطرية، تفرعت عنه عناصر أخرى مهمة، كاحترام كرامة الإنسان من خلال الدفاع عن المظلوم، ومعاداة الظالم، وإغاثة الملهوف، وحب العلم والعلماء، وهذه العناصر هي عناصر معنوية توجد في القلوب والعقول، وتنعكس في المجتمع من خلال انتشار المساجد في كل مكان، بحيث يندر أن تنظر بعينيك فلا ترى منارة لمسجد هنا أو هناك .

وأوضح أن المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني عُرف بحبه للعلم والعلماء بأن أوقف لهم أصولًا ما زالت موجودة إلى اليوم، حتى إن المعتقد الديني هو الذي دفع المؤسس إلى الانضواء تحت مظلة الدولة العثمانية المُتداعية بدلًا من أن يكون في صف بريطانيا، التي كانت القوة العظمى المُتمكنة حينئذ.

إن وصف كعبة المضيوم أصبح من المسلمات التي لا يمكننا كأهل قطر أن نتنازل عنها، وكانت عاملة ومؤثرة في جيل المؤسس. أما السمة الثالثة فهي الموروث، الذي نعني به ما نرثه من آبائنا، كالصفات التي اكتسبناها كأفراد، وأصبحت سمة جماعية للمجتمع، ومنها الإرادة الحرة، فرغم ثبات قطر على ولائها للدولة العثمانية في جميع الظروف التي واجهتها. والصفة الأخيرة والأهم، هي الذكاء، وهذا الذكاء هو نتاج للعلم، فكلما زاد العلم في الأمة، زاد ذكاؤها، وكلما زاد الذكاء كان الانفتاح على الآخر أسهل وأمكن، فالانغلاق يولد العزلة، ويجعل الأمم تعيش في دائرة مغلقة يمنع وصول العلم إليها، فتظل على بدائيتها، وكأنها من المُتحجرات، التي تعطينا معلومات عن الماضي، ولا صلة لها بالحاضر ولا بالمُستقبل.

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى