افتتاح معرض (اكتشف الأندلس 2023 – إسبانيا) بمتحف الفن الإسلامي

الدوحة- قنا
كشف متحف الفن الإسلامي، الستار عن المعرض الفني “اكتشف الأندلس 2023 ـ إسبانيا” المستوحى من المعالم التاريخية وتقنيات الفن الإسلامي التقليدية في إسبانيا، ويستمر إلى السادس عشر من الشهر الجاري.
يضم المعرض الذي افتتحته سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية والسيد محمد سعد الرميحي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لمتاحف قطر، أعمالا لعشرة فنانين قطريين هم : (في عبدالله البوعينين، غادة السويدي، روضة السويدي، أحمد نوح، فاطمة المالكي، جابر حنزاب، خالد الجناحي، ملك خالد، خلود الدوسري، ونورة الملحم).. حيث سبق أن زاروا ثلاث مدن في إسبانيا هي: غرناطة، وقرطبة، ومدريد، وذلك في إطار التعاون التعليمي بين وزارة الخارجية ومتحف الفن الإسلامي.
وضمن مبادرة “اكتشف” السنوية، قام الفنانون المشاركون برحلة لزيارة المعالم التاريخية الرئيسية في غرناطة وقرطبة مثل قصر الحمراء، وباتيو دي لوس للعطور، ومعهد آل آيري للفنون، حيث تعلم الفنانون تقنيات وطرق الحفر، وكذلك الرسم بألوان التيمبرا والتذهيب على الجبس، كما زاروا مدينة الزهراء والبيت العربي، حيث شاركوا في ورشة عمل للطباعة بقوالب اللينولين.
بعد ذلك، عكف كل فنان على إنتاج أربعة إلى خمسة أعمال فنية من وحي تلك الرحلة، واستعد للمشاركة في جلسة نقاشية عامة تتعلق بتجربته الإبداعية في إسبانيا.
وقال السيد سالم عبدالله الأسود، نائب مدير متحف الفن الإسلامي للتعليم وتوعية المجتمع: إن المعرض الذي أقيم بالتعاون بين وزارة الخارجية ومتحف الفن الإسلامي، يمثل نتاجا مبدعا لمجموعة من الفنانين القطريين الموهوبين الذين شاركوا في الرحلة، منوها في الوقت نفسه، بأن هذه الشراكة القيمة ساهمت في تعزيز الفن والتعليم وتشجيع المواهب الشابة، وتحقيق الأهداف التعليمية والفنية.
وأكد أن الهدف من هذه الرحلات الفنية ضمن “اكتشف”، هو إيجاد نواة من الفنانين القطريين لديهم معرفة وإلمام بالفنون الإسلامية، حيث إن الفنانين الذين شاركوا في النسختين السابقتين والذين زاروا الهند وتركيا على التوالي يقومون بتوجيه الطلاب في ورش فنية بمتحف الفن الإسلامي، كاشفا في الوقت نفسه، أن الرحلة المقبلة، ستكون العام المقبل (2024) إلى المملكة المغربية.
من جهتها، قالت السيدة نورة المعضادي، رئيس قسم تعليم الفن بمتحف الفن الإسلامي: إن هذا المعرض، هو نتاج رحلة فنية تعليمية فنية لمجموعة من الفنانين القطريين، حيث إنه في كل رحلة يتم اختيار بلد يزخر بمآثر إسلامية.
وأشادت المعضادي بمدى التقدم الهائل لدى الفنانين العشرة المشاركين وما استفادوا منه من خلال ما تم تقديمه لهم في ورش مكثفة، على أيدي فنانين متخصصين في الفن الإسلامي، منوهة بأن ما يعرضه الفنانون في هذا المعرض، هو نتاج بحث وتعلم مستمرين خلال الرحلة.
من جهته، أوضح الفنان العراقي العالمي إسماعيل عزام، عضو لجنة تحكيم “اكتشف”، أن اختيار هؤلاء الفنانين بادئ الأمر، تم خلاله مراعاة التنوع والاختلاف في تجاربهم ومدارسهم ومشاربهم الفنية من أجل إثراء تجربة الرحلة.
وأشار عزام، بأن الفنانين فاجؤوه بما قدموه من أعمال فنية، أكثر مما توقعه، خصوصا أنه أثناء الرحلة الفنية كان يطلع فقط على “الاسكيتشات”، وليس على الأعمال النهائية.
وأكد الفنان إسماعيل عزام، أن رحلة الفنانين المشاركين لن تتوقف عند هذه المحطة، بل سينطلقون إلى عالم أرحب من الإبداع، خصوصا وأن “اكتشف” أكسبتهم الثقة في أنفسهم، وزودتهم بعدد من المهارات.
من جانبهم، أشاد عدد من الفنانين المشاركين، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، بالتجربة الفنية التي خاضوها، واكتشاف الفن الإسلامي في حاضرة الأندلس، منوهين إلى أنها تجربة لن تنسى، أعادتهم إلى قرابة ألف عام، حيث كان المسلمون آنذاك متقدمين في كل مجالات العلوم والفنون، وبنى الذين جاؤوا من بعدهم على ما وصلوا إليه.
وفي هذا الصدد، قال الفنان أحمد نوح:” عندما زرت هذه المآثر الإسلامية الشاهدة على غنى إرث الحضارة الإسلامية في الأندلس، ووقفت على “جنة العريف”، وهي موجودة في قصر الحمراء، وكانت مصيفا للأمراء، آثرت أن أقدم عملا فنيا يتزامن مع افتتاح معرض “إكسبو 2023 الدوحة” للبستنة الدولي اليوم” الإثنين”، من أجل تبيان علم البستنة الذي برع فيه المسلمون وطوروه على يد علماء مشهورين أمثال ابن بصّال الطليطلي، وهو عالم نبات وأحد أشهر علماء الفلاحة في القرن الخامس الهجري، وغيره كثير.
وأشار إلى أن لوحة “جنة العريف”، لم يدخل عليها أي لون، وأنها كلها بتقنية الكولاج عن طريق الورق.
كما أشارت الفنانة فيّ البوعينين، إلى أن الأندلس معروفة بثرائها العمراني الإسلامي، وتعرفت على كيف كان الفنانون المسلمون يستخرجون الألوان الطبيعية الأساسية، فضلا على النهل من الورش الخاصة بالتعامل مع الجبس وطريقة التذهيب، وهو ما استلهمته ووظفته في أعمالها الفنية.
وألقت الفنانة فاطمة المالكي في أعمالها الفنية، الضوء على احترام المسلمين في الأندلس للمرأة والإعلاء من شأنها، حيث إن باحة السلطان كان بها شرفات و”مشربيات”، حيث إن النساء كنّ يتابعن ما يجري من أحداث بعيدا عن أعين الرجال، بالإضافة إلى تصميمها أقراطا مستوحاة من النقوش الجبسية في قصر الحمراء.
بدوره، أعرب الفنان جابر حنزاب عن انبهاره بما وصلت إليه العمارة الإسلامية في الأندلس والتي تعتبر إلى حد الآن إعجازا فنيا وهندسيا رغم مرور ما يقارب ألف سنة عليها.
وأضاف: حاولت أن أنقل ما لفت انتباهي للمشاهد، وذلك بالتقاط صور للمآثر التي زرناها وإضافة رسومات توضح القصة التاريخية التي تأثرت بها.
أما الفنانة غادة السويدي، فأشارت إلى أنها حاولت أن تقدم لوحاتها بألوانها الطبيعية من أحجار وطين، بعيدا عن الألوان الصناعية، حتى تنقل صورة عن مشاهداتها للأندلس، وترحل بالزائر إلى هناك عبر أعمالها الفنية، حتى يشعر أنه في نفس المكان.
في حين أن الفنانة ومصممة الأزياء روضة السويدي، آثرت أن تبدع في مجال تخصصها، ووظفت الزخارف الإسلامية في الأزياء النسائية ودمج العباءة القطرية مع هذه الزخارف التي تزخر بها الأندلس وخصوصا في قصر الحمراء. كما صممت “الشال” بألوان فاتحة من الزهور التي تعبق بها “جنة العريف” في هذا القصر البديع.
جدير بالذكر، أن برنامج “اكتشف”، يعد أحدث الأنشطة التي أطلقتها إدارة التعليم بمتحف الفن الإسلامي، وتهدف إلى إلهام الجيل المقبل من المبدعين من خلال تعريفهم على أشكال جديدة من الفنون.
ووضعت اللجنة المشرفة على البرنامج، عدة معايير للاختيار، منها أن يكون المرشح قطريا لم يسبق له المشاركة من قبل في هذه الرحلة، وأن يتمتع بخبرة جيدة في مجال الفن، وإعطاء فرصة لاكتشاف المواهب القطرية الجديدة التي لم تظهر من قبل، فضلًا عن اختيار بعض الفنانين ذوي الخبرة الكبيرة ودمجهم مع الجيل الناشئ من أجل تبادل الأفكار والخبرات وخلق بيئة جيدة للتعلم.