افتتاح معرض المرقعات الصفوية والمغولية بالفن الإسلامي

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-
أفتتح أمس للجمهور الجزء الثاني من معرض “بناء مجموعتنا الفنية” لیلقي الضوء على المرقعات المغولیة والصفویة، ویشرح المعرض من خلال معروضاته أسباب اقتناء متحف الفن الإسلامي للقطع الفنیة، ویفسر الدور الذي تلعبه أسالیب الاقتناء والعرض في تشكیل فھم المتلقي للفن الإسلامي، حيث یعتبر الاطلاع على القطع من خلال المعارض والبرامج فرصة للمشاھد كي یتعرّف على القصص التي تحملھا القطع، بدءاً من صناعتھا وسیاقھا التاریخي، مروراً بانتقالھا بین البلدان وسیرتھا الذاتیة، ومن ثم صیانتھا والاھتمام بھا باعتبارھا جزءاً من مجموعة متحف الفن الإسلامي، كما یلقي المعرض الضوء على العلاقة التي تربط بین ھذه الروائع الفنیة التي تؤلف مجموعات الفن الإسلامي، ویركز على أھمیتھا الفنیة والتاریخیة والتعلیمیة الواسعة، حيث یركز الجزء الثاني من المعرض على المرقعات الصفویة والمغولیة، وھو المعرض المقرر له أن یستمر من 17 سبتمبر إلى 21 فبرایر 2015.
یعرّف ھذا الجزء المشاھد على مجموعة المتحف من المنمنمات والخط العربي من بلاد فارس الصفویة والھند المغولیة، ویتناول تأثیر أسالیب الاقتناء، التي اتبعتھا النخبة الآسیویة، على البریطانیین إبّان فترة استعمارھم للھند، وكیف تم تبني تقلید جمع المجلدات من البلاط الصفوي في القرن السادس عشر من قبل أباطرة الھند المغول واعتماد ھذه التقالید لاحقا من قبل بعض الشخصیات البریطانیة النافذة في الھند. تكشف ھذه المجموعة المختارة من اللوحات المنمنمة والخطیة النقاب عن رحلة التطور الفني الذي خضعت له فنون الشرق الأوسط وآسیا وأوروبا عبر القرون، وھي تمكننا من فھم أھمیة اقتناء الفنون الإسلامیة على مرّ التاریخ والطریقة التي تشكل بھا ھذا الجانب من متحف الفن الإسلامي. أشرفت على إعداد معرض المرقعات الصفویة والمغولیة د. نور سوبرز خان، أمین تركیا في متحف الفن الإسلامي.
ویرافق المعرض فیلمان قصیران من إنتاج متحف الفن الإسلامي یظھران مساھمات موظفي المتحف في بناء مجموعة مقتنیات الفن الإسلامي الرائعة وإجراء الأبحاث علیھا وتفسیرھا، كما یلقیان الضوء على الأسالیب المختلفة التي یمكن بواسطتھا جذب المجموعات الطلابیة والزوار إلى قطع المعرض.
في بدایة ھذا العام تم تقدیم الجزء الأول من معرض بناء مجموعتنا الفنیة الذي ضمّ قطعا خًزفیة نادرة وجمیلة تعود إلى فترة السیطرة الإسلامیة على إسبانیا.
تستضیف قاعات الطابق الرابع معرض بناء مجموعتنا الفنیة، والدخول إلیھ مجاني. ترافق المعرض باقة متكاملة من المواد التعلیمیة تشمل الجولات الإرشادیة العامة، ومحاضرات یلقیھا خبراء في الفن الإسلامي، مع إتاحة الفرص للمدرسین لاستكشاف المتاحف باعتبارھا أماكن للعلم والإلھام.
وقد ركز الجزء الأول من المعرض وهو خزف الأندلس والذي استمرّ حتى نهاية أغسطس الماضي على بعض القطع الخزفية النادرة والجميلة التي وصلت من إسبانيا، وتتنوّع بين الأباريق ذات البريق المعدني التي كانت تستخدم كأوانٍ طبية لتخزين المراهم الصيدلانية والعقاقير العشبية المجففة، وأواني الوضوء المزخرفة بالرسوم، والأطباق التي تحمل شعارات وأوسمة ملكيّة، والتي تبرهن على امتزاج العناصر الفنية المسيحية والإسلامية.
يشار إلى أن الأمینة المسؤولة عن الجزء الثاني من معرض بناء مجموعتنا الفنیة الذي یركز على المرقعات الصفویة والمغولیة هي د. نور سوبرز خان ھي، وقد حصلت د. سوبرز خان على شھادة الدكتوراه في التاریخ العثماني عام2012 من كلیة الدراسات الآسیویة والشرق أوسطیة في جامعة كامبردج، بعد حصولھا سابقا عًلى شھادة بكالوریوس في الدراسات الشرقیة (العربیة والفارسیة) من نفس الجامعة عام 2006 . وقدّمت محاضرات تناولت التاریخ الاجتماعي والثقافي للشرق الأوسط والمناطق الواقعة على البحر الأبیض المتوسط والمحيط 2013 أمینة مؤسسة التراث الإیرانیة للمخطوطات الفارسیة في المكتبة – الھندي. عملت بین عاميّ 2012 البریطانیة حیث وضعت نظاما لًلمراجع الرقمیة الخاصة بالمخطوطات الفارسیة الموجودة ضمن مقتنیات المكتبة البریطانیة.