افتتاح معرض “هنا هناك” بحديقة متحف الفن الإسلامي

الجسرة الثقافية الالكترونية
تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، تم افتتاح معرض “هنا هناك ” الذي تنظمه “متاحف قطر” لمجموعة كبيرة من الفنانين القطريين والبرازيليين بقاعة الرواق بحديقة متحف الفن الإسلامي وذلك تتويجًا وختامًا لفعاليات العام الثقافي قطر- البرازيل 2014.
وجاء افتتاح المعرض بحضور سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني وعدد من أعضاء البعثات الدبلوماسية في قطر بينهم السفارة البرازيلية، وجمع غفير من الفنانين من كلا البلدين، ويستمر المعرض حتى نهاية مارس 2015 حيث تنقسم قاعة الرواق إلى قسمين أحدهما مخصص للأعمال الفنية القطرية (هنا) والآخر للأعمال البرازيلية (هناك).
ويضم المعرض أعمالًا فنية عديدة تنطق بالحياة من إبداع 42 فنانًا (19 قطريًا و23 برازيليًا) وتتنوع بين أنماط الفنون التقليدية كالرسم والطباعة وغيرها من ألوان الفن الأخرى كالفنون الرقمية والتركيبات الفنية والعروض التفاعلية. كما يتميز المعرض بجمعه نخبة منتقاة بعناية تتألف من فنانين صاعدين يقدمون عروضهم لأول مرة، وآخرين من أعلام الفن المرموقين. وعلى الرغم من تباين ثقافة هؤلاء الفنانين واختلاف تجاربهم وظروفهم الفنية، يظل الشغف بالتعرّف على ثقافة الآخر واحترامها والالتزام بتناول قضايا ذات اهتمام عالمي هو العامل المشترك الذي يجمع بينهم.
وخلال حفل الافتتاح الليلة قال السيد جان باول مدير الفن العام في متاحف قطر: إننا نحتفل معًا بثراء ثقافتين كل منهما فريدة وهما ثقافة قطر وثقافة البرازيل ، موضحًا أن هذا المعرض يعد الفعالية الأخيرة في سلسلة طويلة من الفعاليات ضمن العام الثقافي قطر البرازيل 2014، المبادرة السنوية لمتاحف قطر والتي تهدف إلى بناء علاقات ثقافية بين دولة قطر ودول العالم.
وأضاف أن العام الثقافي قطر البرازيل 2014 أتاح للجميع فرصة للاحتفاء بثراء الثقافتين القطرية والبرازيلية، ولتقدير مساهماتهما المميزة في العالم، وأن هذا العام كان ناجحًا للغاية، وجاء بعد نجاح سنوات الثقافة السابقة، قطر اليابان 2012 وقطر المملكة المتحدة 2013. وهذا العام، رأينا عددًا من المشاريع المثيرة، سواء في قطر أو في البرازيل ومن أهمها: معرض للصور الفوتوغرافية والذي شارك فيه مصورون من قطر والبرازيل، حيث تم عرض كل ثقافة من منظور الآخر، معرض اللؤلؤ في ساو باولو، والذي زاره أكثر من 30,000 شخص، الأسبوع الثقافي القطري بهدف تعزيز الثقافة القطرية والبرنامج التعليمي “1001 اختراع” بهدف تعزيز إسهامات الحضارة الإسلامية في العلوم في البرازيل، الحفل الموسيقي “تكريمًا للبرازيل” الرائعة بقيادة المايسترو البرازيلي كلاوديو كوهين، ومهرجان البرازيل المثير والذي أعطانا فرصة تذوق طعم ثقافات البرازيل الغنية هنا في الدوحة.
وأشار إلى أن هذه الفعاليات وغيرها تشير إلى مساهمة هذه المبادرة في جمع المجتمعات في قطر من خلال التبادل الثقافي ومن خلال أشكال متنوعة من الفنون والثقافة، مؤكدًا أن الحدث النهائي لهذا العام الثقافي هو معرض”هنا هناك “، جاء ليعزز أهداف أعوام الثقافة ألا وهي تسهيل وتوسيع التواصل بين البلدين على المستوى الثقافي والدبلوماسي.
بدورها قالت السيدة فيفيان ريوس بالبينو القائمة بأعمال السفارة البرازيلية في الدوحة خلال حفل افتتاح معرض”هنا هناك ” لقد عملنا بشكل مباشر في تنظيم وتقديم “العام الثقافي قطر- البرازيل 2014” الذي مر بلمح البصر، منذ حفل الافتتاح الواعد في يناير إلى بداية العمل في الربيع وبدايات الصيف وإلى الانشغال التام ببطولة كأس العالم والفعاليات التي أقيمت في ساو باولو بعد ذلك وإلى مهرجان البرازيل الرائع الذي أقيم الشهر الماضي واليوم الليلة مع “هنا هناك”.
وأضافت قائلة “انسجامًا مع الرؤية الجديدة لقيادة قطر في الترويج للفنون في البلاد، فإن السنة الثنائية الثالثة للثقافة المنظمة من قبل متاحف قطر ووزارة الثقافة والتراث والفنون تختتم من خلال معرض طموح – يجمع فنانين قطريين وبرازيليين مشهورين معًا، وفي الحقيقة إنها المرة الأولى التي سيتم بها عرض أعمال لمعظم الفنانين البرازيليين المشهورين في قطر، مشيدة بمستوى الأعمال الفنية والإبداعية المعروضة.
وأوضحت أن عام 2014 كان عامًا خاصًا للبرازيل التي استضافت بطولة كأس العالم للمرة الثانية، كما تم إنجاز انتخابات رئاسية سلمية ونزيهة ونحن فخورون بما وصلنا إليه، ولكن مازال الدرب طويلًا أمام البرازيل من ناحية تأمين العدالة الاجتماعية لمواطنيها، وندرك هذا التحدي ونريد كمجتمع أن نواجه هذا التحدي، وثقافتنا هي العنصر الأساسي الذي يربطنا ويساعدنا للوصول لغايتنا، فبغض النظر عن المكان الذي يقطنه أي برازيلي سيبتسم إذا ما طلب منه التحدث عن الكرنفال، السامبا، أو الكابويرا (والتي بالمناسبة قد تم ضمها الأسبوع الماضي داخل الـ UNESCO كتراث ثقافي غير مادي) وأن المواطن البرازيلي فخور بهذه الثقافة ويستطيع أن يشرح كيف حافظت اللغة البرتغالية على وحدتنا كبلد واحد على الرغم من الأبعاد القارية، والأصول العرقية المتنوعة.
واستطردت السيدة فيفيان ريوس قائلة: تُعدّ فعاليات العام الثقافيّ من المحاور الرئيسية لرؤية متاحف قطر باعتبارها وسيلة فعّالةً لتوطيد العلاقات الثقافية بين قطر وغيرها من البلدان في شتى أنحاء العالم. ويأتي هذا المعرض ليؤكد لهذا المفهوم عبر استكشافه لطبيعة الحياة البيئية والثقافية والاجتماعية في كلا البلدين من منظور مجموعة من أبرز المواهب الفنية بهما، ومكملًا في الوقت نفسه لمسيرة ممتدة من التبادل الثقافي بين الدولتين احتفاءً بالروح الثقافية المشتركة التي تجمعهما سويًا.
وتوجهت في ختام كلمتها إلى دولة قطر بالشكر على هذه الفرصة التي منحت للبلدين عرض تراثهم الثقافي الفريد، آملة إلى بناء إرث طويل الأمد من التعاون الثنائي في مجالات الفنون والثقافة وأن تقوم الدولتان بالعمل على بناء إستراتيجية للعلاقات المستقبلية ليس فقط بين قطر والبرازيل وإنما بين قطر وأمريكا اللاتينية ككل، كما تمنت لدولتي قطر وتركيا الأفضل للعام 2015، وقالت أنا على ثقة أنه سيحقق نجاحًا باهرًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الراية