الأدب الفارسي.. منــذ عصـر الجـامي وحـتى أيـامنـا

الجسرة الثقافية الالكترونية –
عرض: د. عباس عبدالحليم عباس
تأليف: د. محمد رضا شفيعي
ماذا نعرف عن أدب فارس؟ سؤال ربما تكون إجابته محدودة ، مع أنّ التفاعل الحضاري ، والتثاقف الأدبي بين الحضارتين: العربية ، والفارسية ، أوسع مدى من أي إجابة نتوقعها. وهذا الكتيّب الذي بين أيدينا ، “الأدب الفارسي: منذ عصر الجامي وحتى أيامنا” ، لمؤلفه د. محمد رضا شفيعي ، الأكاديمي والمؤلف والشاعر والمترجم ، يقدّم صورة واضحة ، عن أدب الفرس ، للقاريء المعاصر ، وقد ترجمه عن الفارسية الأكاديمي الأردني د. بسام ربابعة ، خريج جامعة طهران ، والمهتم في أدب فارس وثقافتها. صدر الكتاب عن سلسلة §عالم المعرفة§ الكويتية ، عدد شهر تشرين الأول ، ,2009
ويرى المترجم ، في مقدمته ، أنّ الأدب الفارسي ، خاصةً المعاصر منه ، غفلت عنه الجامعات العربية ، حتى كدنا نجهله. يقع الكتاب في ستة فصول ، فقد جاء الفصل الأول موسوماً بـً”العصر التيموري” 1350( – 1486م) ، واشتمل على دراسة وتحليل للشعر الفارسي في هذا العصر ، مبيناً الظروف التي أحاطت بالأدب الفارسي ، وناقداً مقولة “انتهاء العصر الذهبي ، للشعر الفارسي ، بوفاة حافظ الشيرازي (المتوفي سنة 790هـ ، 1369م)” ، ومعرفاً بعبد الرحمن الجامي ، وآثاره الكثيرة.
وجاء الفصل الثاني تحت عنوان “العصر الصفوي” 1486( – 1724م) ، وتناول المؤلف ، فيه ، الشعر والنثر الفارسيين بالنقد والتحليل ، مبيناً الأساليب الشعرية ، التي كانت سائدة ، في هذا العصر ، وخصائصها ، من حيث المضمون والأفكار ، والصور الشعرية ، التي استعملها الشعراء ، في أشعارهم ، موضحاً ذلك من خلال الأمثلة الشعرية ، واختتم الفصل بتوضيح وضع النثر الفارسي ، في هذا العهد.
وتناول المؤلف في الفصل الثالث العوامل التي تركت تأثيرها الواضح في الأدب الفارسي ، في هذه المرحلة ، ومن أبرزها سقوط الأسرة الصفوية ، مبيناً خصائص الشعر الفارسي ، من حيث المضمون واللغة الشعرية والوزن والقافية ، ذاكراً أشهر شعراء هذه المرحلة ، وشارحاً وضع النثر الفارسي فيها.
ووسم المؤلف الفصل الرابع بـً”العصر الدستوري” ، وتناول فيه السنوات التي أدّت إلى “حركة 1920 الدستورية”. وقد عكست آداب هذه المرحلة جهود الإيرانيين من أجل الوصول إلى حكومة قانونية ، والخلاص من النظام الاستبدادي. وجاء هذا الفصل بالترجمة ، والأغراض والتيارات الشعرية ، وختمه المؤلف بالترجمة لأشهر شعراء هذه المرحلة ، كَمَلًك الشعر ، بهار ، والسيد أشرف الدين الحسيني ، نسيم الشمال ، وفرخي اليزدي ، ونيما يوشيح ، رائد الشعر الفارسي الحديث ، وبروين اعتصامي.
وجاء الفصل الخامس تحت عنوان “ما بعد انقلاب 1920م” ، وتناول المؤلف فيه الأوضاع التي كانت تعيشها إيران ، في هذه المرحلة ، وبين تيارات الشعر الفارسي ، التي كانت سائدة ، آنذاك. كما عمل على توضيح جهود نيما يوشيج ، وتجاربه من أجل الخلاص من قيود الشعر الكلاسيكي ، والتغييرات التي أحدثها في الشعر الفارسي المعاصر في كل من الشكل ، والأفكار ، والمضامين ، والصور الأدبية ، واللغة الشعرية ، وموسيقى الشعر.
أما الفصل السادس فكان خاتمة الكتاب ، وجاء بعنوان “بعد الحرب العالمية الثانية” ، وتناول المؤلف فيه وضع الشعر الفارسي المعاصر ، بعد السنوات التي تلت الحرب ، مبيناً التيارات الشعرية ، التي ظهرت في هذه المرحلة ، وأشهر شعرائها: أحمد شاملو ، وأخوان ثالث ، وفروغ فرخزاد ، وسهراب سبهري. كما تناول المؤلف ، في هذا الفصل ، الكتابة القصصية الحديثة ، في إيران ، بالبحث والدراسة والتحليل ، مبيناً جهود رائد القصة القصيرة ، في الأدب الفارسي المعاصر ، محمد علي جمال زادة ، وصادق هدايت (وهما من أشهر الأدباء الإيرانيين في القرن العشرين) ، وبزرك علوي ، وجلال آل أحمد ، وصادق جوبك ، وإبراهيم كلستان ، ومحمود اعتماد زادة ، وسيمين دانشور ، وهوشنك كلشيري وغيرهم.
ومن خلال القراءة المتمعّنة ، لهذا الكتاب ، نجد المؤلف ضليعاً في اللغة العربية ، ومطلعاً على الأدب العربي ، وما يجري في الدول العربية. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار السنة التي صدرت فيها الطبعة الأولى ، فإن هذا الكتاب يعد رائداً في التعريف بالشعر العربي المعاصر ، في إيران. وكما أعلم ، لم يسبق المؤلف شخص آخر ، في هذا المجال ، بل يمكن القول إن المؤلف لفت انتباه الآخرين إلى هذا الجانب ، خاصة أنه كان قد نشر بعض مقالات هذا الكتاب ، والأشعار المترجمة في المجلات المعروفة ، التي كانت تصدر في طهران ، قبل أن يقدم على طباعته. ومن الجدير بالذكر أن هذا الأستاذ الفاضل عمل على ترجمة مجموعة من أشعار عبد الوهاب البياتي ، صدرت في طهران عام 1969 ، بعنوان “آوازهاى سندباد” ، أي أناشيد السندباد.
إن حركة الترجمة ، بين العربية والفارسية ، التي بدأها عبد الله بن المقفع بترجمة كتاب “كليلة ودمنة” ، أثمرت ترجمة كثير من الكتب ، منذ ذلك الزمان حتى أيامنا هذه ، غير أنّ حركة الترجمة هذه تعاني كثيراً من العلل ، ويعترض طريقها عدد من المعضلات. وفي النتيجة فإن عدد الكتب التي تترجم من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية قليل ، جداً ، وهذا يعود إلى جملة من الأسباب لعل أبرزها القطيعة السياسية ، وسبب جوهري آخر آلا وهو أنّ القلة القليلة ، من العرب ، هم وحدهم الذين يهتمون في الأدب الفارسي ، برغم كوننا الأقرب ، تاريخياً وثقافياً وجغرافياً ، إلى الفرس ولغتهم. والحقيقة أنّ في الثقافة الفارسية وآدابها كثيراً من الكنوز والروائع الأدبية ، التي تستحق الترجمة والنقل إلى اللغة العربية. فالأدب الفارسي أدب غني وجميل ، سواء كان الأدب الكلاسيكي أم الأدب المعاصر ، الذي نكاد نجهله ، في عالمنا العربي. ومن هنا فإنني أرى أنّ الكتب الأدبية والثقافية هي الأكثر إلحاحاً ، والتي آمل أن نعنى بها عناية خاصة.
وإذا كانت ملامح الأدب الفارسي ، في عصوره القديمة ، قد باتت إرثاً ماضياً ، وتاريخاً ثابتاً ، فإن هذا الأدب ، في مطلع نهضته ، أي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، أو ما أسماه المؤلف بـً”مرحلة الإبداع وبسط التجربة” ، يدعو الباحث إلى المزيد من التمعن في محاولات التجديد والتطوير ، التي لحقت بأدب فارس ، في هذه المرحلة ، ويجد القارئ أنّ عدد الشعراء الشباب ، الذين كان قد سئموا من الشعر القديم ، وشكله ، ووزنه ، ازداد شيئاً فشيئاً في عام م1948 ، وفي السنوات التي تلته ، وأصبح تأثير نيما أكثر انتشاراً ، وانتشرت ترجمة الأشعار الأوروبية (الفرنسية ، والروسية ، والإنجليزية) ، وظهرت مقالات عن حدود نطاق إصلاح الشعر ، أيضاً ، مع معلومات أفضل ، وحرية أكبر.
ويرى المؤلف أنه قد ظهرت في الشعر الفارسي ، سواء المعتدل منه أم المتطرف ، مدرستان منفصلتان: أولئك الذين تركزت نظرتهم في المسائل الاجتماعية ، وأولئك الذين اهتموا في العوالم الداخلية ، من مثل: العشق ، والقلب ، أو كانوا مغرمين بالطبيعة. ومن هؤلاء يمكن ذكر الشعراء: نيما يوشيج ، ومنوجهر الشيباني ، وسياوش كسرائي ، وهوشنك ابتهاج (في بعض أشعاره) ، وأحمد شاملو. ومن الأشخاص الذين اهتموا بالعالم الداخلي ، وكانوا مغرمين بالطبيعة ، وباشروا بإنشاد نوع من الشعر الغنائي ، يمكن ذكر فريدون توللي ، وكلجين الكيلاني ، ومحمد علي إسلامي ندوشن ، ونادر بور.
إنّ أول تيار ظهر في الشعر الفارسي الجديد ، من بعد ظهور شعر نيما ، هو ذلك الذي يجب اعتباره نوعاً من الرومانسية. والشخصيات البارزة في هذا النوع من الشعر هم: برويز خانلري ، وفريدون توللي ، وكلجين الكيلاني ، ونادر بور. وكان لهؤلاء نظرية خاصة في باب عناصر الشعر ، ولعله يمكن مشاهدة زبدتها في مقدمة فريدون توللي لأول مجموعة من أشعاره ، وهي بعنوان “رها” ، أي “الخلاص” (طهران )1951 ، فقد هاجم توللي ـ في هذه المقدمة شديدة اللهجة ـ أنصار التقليد الكلاسيكي ، والأسلوب القديم ، وانتقد ـ بأسلوب مقنع ، وفكاهي ـ الصور النمطية لأشعارهم ، وألفاظهم المكررة والقديمة ، وابتعادهم عن الموسيقى ، أيضاً. وإذا اعتبرنا هذه المقدمة البيان الشعري للرومانسيين ، فإنه ليس بعيداً عن الحقيقة أنّ المبادئ ، والقواعد التي يطرحها للشعر الجديد (والتي قَبًلَها هو نفسه ، والمشاطرون له في أفكاره التي استعملوها في أشعارهم ، إلى حد معين) هي: التناسب الدقيق للأوزان والحالات الشعرية: جدة المضامين والتشبيهات والاستعارات: عدم تقييد المتكلم باستعمال المحسنات اللفظية: الامتناع عن الإخلال بوزن الشعر ، ولو بوقفة بسيطة: الابتعاد عن استخدام القوافي والردائف الصعبة: إيجاد التراكيب الجديدة وذات الإيقاع الجيد ، والاستفادة من الكلمات الحية التي نسيت: معرفة أفضل الكلمات ، وانتخابها: الامتناع عن الحشو في البحور.
التيار الثاني المهم ، الذي برز في الشعر الفارسي الجديد ، بعد الرومانسية – حسب رأي المؤلف – هو النهضة التي انبثقت من داخل شعر نيما. وهذا النوع من الشعر يمكن تسميته بنوع من الرمزية الاجتماعية ، وأفضل شعرائه هم: أحمد شاملو ، وأخوان ثالث ، وفروغ فزخزاد ، وسهراب سبهري ، وبضعة شعراء آخرين. ولعل من الأفضل أن نعتبر حديث الشاعرة فروغ فرخزاد ، الذي كتب عام م1960 ، وبعد عشر سنوات من نشر بيان الرومانسيين ، أهم انتقاد لوضع الشعر الرومانسي ، الذي كانت مشغولة به بضع سنين ، في تلك السنة ، إذْ كتبت:
“يخشى شعر اليوم تسمية الأشياء والأماكن التي تشغلنا صباح مساء: شعر اليوم ليس عميقاً من حيث المحتوى ، إذ يتلاعب الشاعر بكلمات وتصاوير طفولية ، والصور الشعرية ، لشعره ، تشبه المرأة الحسناء التي فارقت الحياة ، والتي إذا فتحوا جفونها فإنها لن تعبًّر عن أي فكرة: إن العشق ـ في هذا الشعر ـ سطحي ، بشكل كامل ، ويلخص بالعلاقات الأكثر سطحية ، وبالرغبات الجنسية: اندثار الملحمة من شعر اليوم: لغة هذا الشعر مزيفة ، إذ إن الكلمات التي لها معان متشابهة ، في موضوع عمومي ، تتنحى جانباً لمصلحة الكلمات الأخرى ، التي تعد أكثر جمالاً ، وأفضل إيقاعاً ، فشاعر اليوم يهتم بجمال الكلمة وليس بمفهومها: يحتاج الشعر الفارسي إلى بعض الألفاظ الجديدة ، ويجب أن يجد الجرأة على إدراجها في أشعاره”.
انتعش الشعر الفارسي ، كما يقرر المؤلف ، وجرى الدم في عروقه ، مرة أخرى ، في حدود عام م1969 ، وما تلاه ، وكان ذلك بسبب التغييرات التي ظهرت في الأوضاع ، والمحيط الاجتماعي للتقدميين ، ورواد الأدب الإيراني. فقد تبدلت الرؤية القديمة ، من اليأس والانهزامية ، إلى الأمل والرجاء ، وسرى “الدم” و”الشقائق” و”الغابة” و”طائر الطوفان” في الفضاء الوسن والمخدر ، للشعر الفارسي ، وأعطاه حياة جديدة. كما كان بضعة من الشعراء الشباب ينشدون مثل هذه الأشعار ، فانعكست ـ في أشعارهم ـ الروح الجديدة للأوضاع الاجتماعية ، وإن كانت غير صريحة ، تماماً.
وبالاضافة إلى ذلك ، فإن الكتب التي نشرت ، أخيراً ، تحتوي على أشعار أشخاص يَنْظُمون الشعر بالأسلوب الذي كان سائداً قبل ألف سنة ، ويتمحور شعرهم حول: الشمع ، والورد ، والفراشة ، والبلبل ، ومدح النظام القائم ، أو حول فوائد الرياضة ، أو وصف “غليون الحشاشين”.
إذن ، يمكن البحث عن تيار أكثر حداثة ، في الشعر الفارسي ، وهو الذي ظهر في السنوات العشر الأخيرة ، والذي يتجلى ، الآن ، في آثار أشخاص من مثل: إسماعيل الخويي ، وميمنة ميرصادقي. ومن البديهي أنّ هنالك عدداً كبيراً من شعراء العقود الأخيرة.
أمّا ما يخصّ الآثار الأدبية الأخرى ، كالكتابة القصصية والمسرحية ، فيرى المؤلف أنّ القصة ـ بمعناها الجديد ـ ليس لها ، في الأدب الفارسي ، تاريخ طويل (أكثر من نصف قرن ، بقليل). فقد افترب الأدب ، في العصر الدستوري ، على إثر التطورات التي أشير إليها ، سابقاً ، من جماهير الشعب أكثر مما كان متوقعاً. وأحد الأدلة ، على ذلك ، رواج الأنواع الأدبية الجديدة ، كالقصة والمسرح ، وانتشارها. وبرغم أنّ للكتابة القصصية ، بمفهومها الواسع ، تاريخاً طويلاً ، في إيران ، فإن تاريخ المسرح ـ في شكله الابتدائي الشرقي ـ يعود إلى بضعة قرون. لكن هذه القصص والمسرحيات ليس لها أي علاقة ، أو ارتباط مع القصة الجديدة ، والمسرح الإيراني المعاصر.
بدأت الكتابة القصصية الحديثة ، في إيران ، على شكل الرواية التاريخية ، مع كتّاب من مثل: موسى النثري ، وصنعتي زاده الكرماني. وهذه القصص ، من حيث التقنية ، والأصول الأساسية لكتابة القصة ، كمًثْل كل اكتشاف ثقافي جديد ، ابتدائية وسطحية ، جداً.
وبالإجمال ، ظهرت ، في القصة الفارسية ، عدة من أجيال: الجيل الأول: سعيد نفيسي ، وشين برتو ، وجهانكير جليل ، ومحمود مسعود: الجيل الثاني: درويش ، ورسول برويزي: الجيل الثالث: بهمن فرسي ، وبابا مقدم.
وفي ما يخص المسرح الفارسي ، فإنّ الملاحظة المهمة هي أنّ الأدباء الإيرانيين والإسلاميين كانوا غافلين عن المفهوم الدرامي والمسرح ، ومن هذا المنطلق كان يبدو ـ في نظرهم ـ أنّ القسم الكوميدي والتراجيدي ، من كتاب “فن الشعر” ، لأرسطو ، غير قابل للترجمة. وعندما أراد المفسرون المسلمون أن يبينوا رأيهم في شأن هذه المفاهيم ، في آثار أرسطو ، فإنهم كانوا يكتبون أشياء لا معنى لها ، أو إنهم كانوا لا يميزون بين التراجيديا والرثاء ، أو بين الكوميديا والهجاء: لأن الهجاء والرثاء كانا رائجين في الأدب العربي.
ظهر جو ممتاز لازدهار الفن ، بعد أيلول من عام م1941 ، وازدهرت كذلك الآداب المسرحية ، التي تأخذ ـ على عاتقها ـ وظيفة نقدية جديرة بالاهتمام. وبدأت ، في تلك السنوات ، ترجمة كثير من الآثار الكلاسيكية لأدباء العالم الكبار ، من مثل: شكسبير ، وأخيلوس ، وشيلر ، ومولير ، وغوغول ، وتشيخوف ، وغوركي ، وسارتر ، وكامو وآخرين.
واهتم كتّاب إيرانيون ، مثل صادق هدايت ، وعبد الحسين نوشين ، وصادق جوبك بكتابة المسرحية ، وظهرت في طهران والمحافظات الأخرى مسارح مختلفة ، ويمكن القول إنّ عبد الحسين نوشين شخصية مرموقة في المسرح الإيراني بعد الحرب العالمية الثانية.