الأديب جميعان: الرواية هيمنت على الأجناس الأدبية كافة

الجسرة الثقافية اتلالكترونية
المصدر / الدستور
قال الأديب والناقد محمد سلام جميعان إنّ الرواية أضحت جنساً أدبيّاً مهيمناً على الأجناس الأدبيّة كافّة، رابطا تلك الهيمنة بسيرورة الحياة، وتحوّلات النفس الإنسانيّة، ومعطيات الواقع.
وأضاف جميعان، إن الفن الروائيّ، بالغ الثراء والتنوّع، وهو من أكثر الفنون تصويراً للواقع الإنسانيّ وتعبيراً عنه، فهو بخلاف الشعر-الذي ينماز بالذّاتيّة- يستغرق مجموعةً من الحيوات التي يعيشها الإنسان التائق إلى الانعتاق من الرتابة الجامدة والتسليم الأعمى بالأشياء، والتمجيد المطلق للموروث. فسواء صوّر الروائيّ الحياة وما فيها من أحداث، أو استنتج أحداثاً مما يعتمل في بركان الحياة، فإنّه غدا أكثر أمانة من المؤرخ، وأصدق من السياسيّ، وأذكى من الواعظ.
وذهب جميعان، في مقدمة كتابه الجديد: «حدّثني قال.. مقابسات في الرواية»، الذي تناول فيه واحداً وعشرين عنواناً روائيّاً، بمناهج نقديّة مختلفة، إلى أن إقبال الناس على الاحتفاء بالفنّ الروائيّ-الذي لم يعد في عصر التحولات الكبرى يُقصَد للمتعة والتسلية وإمضاء الوقت- لأنهم وجدوا فيه الناقل لنبض وجدانهم وجَيَشَان انفعالاتهم، والمعبّر عن حلمهم، والمترجم عن أشواقهم، فالرواية موضوع الحياة لا الفرد، والمجموع لا الشخص، وأزهى ما تقدّمه الرواية هو فهم الطبيعة البشرية وتمييز تجلياتها المختلفة بكلّ ما في هذا العالم من إنسانيّة ووحشية، وانبساطٍ وانطواء، وانفتاح وانغلاق، وسوى هذا من متضادات الحياة، ومتعاكس الشعور.
يقول جميعان إنّ ترتيب دراساته في الكتاب لا علاقة لها بمكانة هذا الروائيّ أو ذاك، بل يخضع لمقتضيات فنيّة محضة، ليدرس: الرواية الميثولوجيّة للصراع في (قربان مؤاب) للدكتور يحيى عبابنة، وإشكاليّة النص في رواية (يحيى) لسميحة خريس، وصراعات الطبيعة والدولة في (سفربرلك) لسليمان القوابعة، وبذور النضال الوطني في (وادي الصفصافة) لأحمد الطراونة، وصراع القبائليّة والإرساليات في (دير ورق) لمحمد رفيع، والشخصية الروائيّة وعلاقتها بالمكان في (خيط الدم) لجمال أبو حمدان، وأزعومات الموروث وسلطة الوهم في (بندورة الحيّة) لمخلد بركات، وصراع السلطة والمثقف في (التميمة السوداء) لحسام الرشيد، ورمزية الحدث في (أنوار) لطاهر العدوان، والرفض والقلق والإدانة في (الغربان) لهزاع البراري، والمنظور الروائي في (عندما تشيخ الذئاب) لجمال ناجي، وإشكالية الهويّة في (غريب النهر) لجمال ناجي، ودورة الإبداع المعكوس في (لا تغرب الشمس) لفخري قعوار، ووحشية السياسة التي تفترس الطفولة في (بلاد الرجال) لهشام مطر، ومتعة السرد إذ تلتبس بالإيديولوجيا في (اليهودي الحالي) لعلي المقري، ومحاكمة الضحيّة للجلاد في (مطر الله) لهدية حسين، والأبعاد الإيديولوجية في (الطريق إليهم) لهدية حسين، والمحنة الجزائرية في روايتي (الشمعة والدهاليز) للطاهر وطار و(ذاكرة الماء) لواسيني الأعرج، وجرأة الحدث ورمزيته في (ظلّ الأفعى) ليوسف زيدان، والاحتفاء بالجسد والخوف والوطن الغائب في (الطاطران) لعبدالستار ناصر، والجنس سبيلاً للخلاص في (حين مات النهد) لحنا مينه.