الإسلام لا تقوده جماعة تشطح وتنطح

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، مساء أمس الأول في قاعة عبدالله عمران تريم في مقر الاتحاد في معسكر آل نهيان محاضرة بعنوان “الوسطية في الإسلام” للدكتور جاد الرب أمين عبدالمجيد أستاذ الحديث وعلومه وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين في جامعة الأزهر في القاهرة، ضيف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، قدّم المحاضرة الدكتور أحمد الموسى، خبير البحوث والدراسات في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وحضرها حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ونخبة من الكتاب والأدباء .
وقال الدكتور أحمد الموسى إن مفهوم الوسطية من أهم الموضوعات التي تشغل الساسة والعلماء والحكماء والأدباء والمفكرين ويتم الحديث عنه اليوم مع اقتراب الذكرى العاشرة على وفاة القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي جسّد مفهوم الوسطية في كل شيء في شعب يعشق السلام والوئام والتضامن والاعتدال ويقيم بينه أكثر من 200 جنسية .
وقال الموسى “الوسطية هي المساحة التي وسعت الناس ولولاها لضاق الإسلام بأهله ولضاق الناس بالإسلام، ولولاها لما نعمت مجتمعات ولا نهضت حضارات، لكننا للأسف الشديد شهدنا خلال الفترات المتأخرة انزياحات عن تلك المساحة ذات اليمين وذات الشمال” .
وأكد الدكتور جاد الرب أمين عبدالمجيد أن الإسلام لا يصح أن تقوده جماعة تشطح أو جماعة تنطح، بل يقوده أولو الفكر والعقل والفطرة السليمة الصحيحة، مشيراً إلى أن الوسطية تبدأ من القمة، من العقيدة التي ترمز للوحدانية ونبذ الشريك أو الند أو الواسطة مع الخالق .
وتوقف المحاضر عند مفهوم الوسطية وقال إنها لا تعني تتبع الرخص، بل تعني الاعتدال والموازنة بين الإفراط والتفريط، لأن الإسلام يتميز عن سائر الأديان بالموازنة بين متطلبات الروح والجسد، ولا يعترف بالرهبانية، وهذا ما جعله يلائم كل البشر ويصلح لكل زمان ومكان .
ولفت المحاضر إلى أن وسطية الإسلام تكمن في سورة الفاتحة لأن الصراط المستقيم هو عين الوسطية، وكل نصوص القرآن الكريم تدل على الوسطية منهجاً وسلوكاً وممارسة حياتية وعملية، كما تدل الأحاديث النبوية على أن الدين يسر لا يكلف أحداً فوق طاقته ولا يحمّله ما لا يقدر عليه ويرفع عنه الحرج والإصر والتقييد وينأى به عن الإفراط والتفريط، كما تجسّد القواعد الأصولية التي استنبطها علماء الأصول الوسطية في أبهى صورها .
وقال حبيب الصايغ في مداخلته إن ظاهرة التطرّف التي وصلت إلى الإرهاب هي نتيجة مباشرة لترك الوسطية، وتساءل كيف يمكننا أن نواجه الإرهاب الذي يهدّد أمتنا ويؤدي إلى تقسيم البلدان والأوطان؟ خاصة وأننا على مشارف الذكرى العاشرة لوفاة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي تبنى نهج الوسطية في الإمارات والانفتاح وكان من نتائج ذلك هذه النهضة التي نعيشها اليوم في ظل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، مؤكداً أن ما يميز دولة الإمارات إضافة إلى تقدمها في التنمية والاقتصاد والرفاه وهو العدل والأمن والاستقرار والتسامح والانفتاح، واتباع نهج الوسطية حتى غدت أنموذجاً يصدّر التفاؤل على صعيد المنطقة .