البحرينية فوزية الرشيد: تصوير الأدب والدراما للمرأة لدينا يتناقض مع الواقع

الجسرة الثقافية الالكترونية
منى الشمري
قالت الكاتبة البحرينية فوزية الرشيد: إن السؤال المقبل من العصور الوسطى عن وجود المرأة في الأدب لم يعد مطروحا على الساحة، حيث أصبحت المرأة مشاركة للرجل في كل المجالات، وأكدت الرشيد أن الحديث عن أدب المرأة في الخليج يقتضي العودة إلى واقع وتاريخ المنطقة، حيث يجهل البعض الهوية الذاتية المتعلقة بدور الرجل والمرأة في المنطقة.
جاء ذلك في ندوة استضافت بها مكتبة الكويت الوطنية بعنوان «أدب المرأة في الخليج العربي» مجموعة من الأديبات الخليجيات، أدارتها الإعلامية أمل عبدالله وتحدثت بها كل من الروائية فوزية الرشيد من (البحرين) والروائية أسماء الزرعوني (الإمارات) والقاصة ليلى محمد صالح من (الكويت).
عودة للجذور التاريخية
وتحدثت فوزية الرشيد عن إسهامات المرأة الخليجية في كافة نواحي الحياة، وليس في الأدب والإبداع فقط، مشيرة إلى أن البعض يجهل واقع المرأة التاريخي وهويتها الذاتية، فالمرأة كما ساهمت قديما في الشعر العربي، ساهمت أيضا في الرواية والمقال والفنون التشكيلية وكافة صنوف الإبداع الإنساني. وفي ما يخص تجربتها أوضحت الرشيد أن الجانب التوعوي شغلها بعض الشيء عن الجانب الإبداعي، مشيرة إلى أنها منذ 20 سنة مضت من خلال مقالاتها كانت تحذر من النظام العالمي الجديد، ومشروع الشرق الأوسط الجديد، والكثير من القضايا الموجودة الآن بقوة وتطرح نفسها على الساحة، وبالتالي أوضحت أن دورها لم يكن محصوراً في الرواية، رغم أنها من السبّاقات في كتابة الرواية في بلدها. وبينت ما أطلقت عليه الجانب التوعوي، مشيرة إلى أن جهودها التوعوية في التذكير بما يحاك لهذه المنطقة منذ بداية الدعوة إلى النظام العالمي الجديد أخذها من الأدب في السنوات الأخيرة، واستعرضت الرشيد بعض الجذور التاريخية لأدب المرأة في الخليج والبحرين، مؤكدة على أن المسافة الزمنية لكتابات المرأة متزامنة مع كتابات الرجل. وأعطت الرشيدة فكرة مبسطة عن تطور الرواية المكتوبة بأقلام نسائية، والفارق الزمني الكبير بين أول رواية نسائية في البحرين عام 1983، وما تلتها من كتابات نسائية أخرى عام 2005 .
وأنهت حديثها بالتأكيد على أن الأدب والدراما في الخليج يصوران المرأة بصورة تتناقض مع الواقع، فهي إما متسلطة أو مظلومة ومضطهدة، وهو ما وصفته بالطرح المتخلف، وطالبت المبدعين في الخليج بعدم الانسياق وراء الحداثة الغربية بحثا عن العالمية والجوائز، وإنما لصالح الأجيال عليهم بالتشبث بالجذور والهوية الخليجية وباللغة العربية.
أدب جيد وأدب رديء
من جانبها قالت الكاتبة الكويتية ليلى محمد صالح أنها لا تتفق مع مقولة الأدب النسائي، حيث رأت أنه لا يوجد أدب ذكوري وأدب نسائي، وإنما هناك أدب جيد وآخر رديء، وتحدثت صالح عن كتابها «أدب المرأة في الكويت» الذي أصدرته عام 1978 الذي يعتبر أول توثيق لكتابات المرأة في الكويت ومنطقة الخليج العربي، وتطور الأدب في الكويت، وما تضمنه من قفزات مهمة للمرأة على كل الأصعدة، مؤكدة أن للمرأة دوراً ريادياً في كافة المجالات الأدبية، ضاربة المثل بشاعرات عربيات مشهورات مثل الخنساء وغيرها، وأوضحت ليلى محمد صالح أن كتابة القصة القصيرة في الكويت واكبت الصحافة الكويتية، وحينما ظهرت الصحافة راجت القصة القصيرة، وحينما توقفت الصحافة توقفت… وتعد مجلة «البعثة» من المجلات الرائدة في المجال الصحافي، وهي مدرسة الصحافة الكويتية، وكانت منفتحة فكريا ومحليا على الإبداعات النسائية في الكويت، وكانت القصص المنشورة في هذه المجلة تتضمن البساطة والمباشرة من أجل إيصال الواقع الذي تعيشه المرأة الكويتية، وظهرت في الستينيات والسبعينيات روايات تنتمي للقصة الطويلة، أكثر من انتمائها للرواية، مثل قصة «قسوة الأقدار» لصبيحة المشاري. وتطرقت صالح إلى الظهور المبكر للرواية التي كتبها الرجل إلى جانب المرأة، وذكرت الكثير من هذه الأسماء التي أثرت الساحة بأعمال أدبية راقية، تتحدث عن قضايا مهمة في المجتمع، ومن ثم وضعها على طاولة الحل والنقاش.
واستعرضت صالح بعض المحطات الكويتية في الأدب النسائي، حيث أشارت إلى أن مجلة «البعثة» التي اعتبرتها مدرسة الصحافة الكويتية كانت أول من فتح الباب امام كتابات المرأة، وأكدت على أن الكتابات الأولى كانت عن وضع المرأة الاجتماعي وتميزت بالبساطة والسرد الاجتماعي، مؤكدة على أن عصر الاستقلال وازدهار الدولة شهد نقلة نوعية في أدب المرأة. والقت صالح نظرة على أدب الأجيال المتوالية من جيل صبيحة المشاري مرورا بجيل ليلى العثمان وفاطمة يوسف العلي وحتى جيل بثينة العيسى وجيل منتدى المبدعين الجدد، وأنهت صالح كلمتها بالتأكيد على أن الرواية الكويتية ظهرت بعد القصة إلا أنها رسخت في الأدب الكويتي وحملت السرد الكويتي إلى آفاق بعيدة.
المرأة سباقة للأبداع
الكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني ألقت الضوء على تجربتها مع الكتابة بقولها إنها نشرت لأول مرة خاطرة في مجلة «عالم الفن» الكويتية، ورغم أنها اشتغلت بالعمل التشريعي في الإمارات فإنها دائما ما تردد أنها كاتبة وروائية، وتحدثت عن تجربتها مع أدب الطفل وروايتها الأولى التي اصدرتها عام 2004. واستعرضت الزرعوني البدايات الإبداعية الأولى للمرأة في الإمارات، فقالت إنها جاءت متأخرة عن مثيلتها في دول الخليج، لكنها اعتبرت أن المرأة سباقة في المجال الإبداعي وسبقت الرجل من خلال غنائها لأطفالها قبل ظهور الكتابة والأشكال الأدبية. وقالت الزرعوني إن المرأة في الخليج والإمارات دخلت جميع المجالات الإبداعية وأثبتت جدارتها في الرواية والقصة والشعر، مشيرة إلى أن الإمارات شهدت أول رابطة للأديبات في العالم العربي وتأسست عام 1989، وأنهت الزرعوني كلمتها بإطلالة على المشهد الأدبي في الإمارات، حيث أكدت على أن ثمة أسماء واعدة تظهر كل يوم، خاصة المرأة المبدعة.
المصدر: القدس العربي