البطلة تحاكم المؤلف: “عزيزي إبسن: أنا نورا”

الجسرة الثقافية الالكترونية

أحمد ضيف #
ماذا سيحدث لو التقى هنريك إبسن بـ نورا هيلمر، بطلة مسرحيته “بيت الدمى”؟ هذا هو السؤال الذي طرحته جريسلدا جامبارو، إحدى أهم كُتّاب المسرح الأرجنتينيين، وحاولت الإجابة عنه في نصها “عزيزي إبسن: أنا نورا”، وهو إعادة كتابة نسوية للعمل المسرحي الشهير، الذي أخرجه سيلبيو لانج، وتقوم ببطولته بيلين بلانكو، وبدأ عرضه في بوينوس آيرس في أغسطس 2013، ويستمر إلى الآن بالعاصمة الأرجنتينية، بحسب جريدة abc الإسبانية.

في هذا العمل، ترسم جريسلدا جامبارو شخصية بطلتها نورا كمتمردة على إبسن. يقول لانج: “تتحدى المؤلف، تهجر البيت، وتهجر إبسن نفسه”، ويستخدم المخرج كلمة “تدمير البنية”، في الإشارة إلى النص الذي يتمتع، بحسب ما يؤكد، إلى عمق هندسي.

يضيف لانج:”العمل يشير إلى هذه الهندسة النفسية والأخلاقية، ويدمر بيد حديدية بنية نص إبسن”.

في “عزيزي إبسن: أنا نورا” تدفع المؤلفة مؤلف “بيت الدمى”، للصعود إلى خشبة المسرح والتدخل في الدراما، والوقوف في موقف المحقق معه من جانب شخصياته، خاصةً نورا.

هنا يتحتم على إبسن أن يتناقش مع الشخصيات التي أبدعها، ليبرر لها ما يقوله وما يفعله، وبهذه الطريقة لا يكون المؤلف من يجعل الشخصية تتكلم، بل يدخل معها في مفاوضات حول تعديلاتها والتغيرات التي تطرأ عليها في النص.

وتقول نورا في لحظة ما: “قبل ذلك، قبل أن تحاول أن تتحدث بالنيابة عني، يا سيد هنريك، منذ زمن لا تتذكره، كنت أنا أكتب نفسي بنفسي، أنت فقط نسختني على الورق بطريقتك”.

تقول بيلين بلانكو:”نورا شخصية متناقضة، مركبة وصعب تمثيلها”، وتضيف: “تنتقل في هذا النص الجديد من النص الكلاسيكي، من مجرد شخصية إلى شريكة في التأليف، لتعلن بذلك عن التمرد على المؤلف والدفاع عن هويتها الخاصة”.

في مونتاج لانج، يقوم الجزء الجسدي بدور البطولة، تحركات الشخصيات تحدث بشكل مفاجيء ومفرط، وبحسب المخرج:”هناك أيضاً تدمير لبنية حركة الجسد

 

….ثقافة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى