«البطل» يتحرّك ضدّ الفساد

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

 

فاتن حموي

 

 

دعا المغني والممثّل غسان صليبا إلى اعتصام في 23 آب الحالي، عند الثانية من بعد الظهر، في ساحة الشهداء، للتوقيع على العلم اللبناني. جاء ذلك بمبادرة يقودها مع مجموعة من الفنانين والمثقفين منهم جورج قرداحي، والياس الرحباني، ورفيق علي أحمد، وجورجيت جبارة، وعبد الغني طليس، وزاهي وهبي، وميشال جحا وغيرهم. يقول صليبا في حديث لـ «السفير»: «هذه الدعوة تأكيد على أنّ العلم اللبناني هو رمز وحدتنا. إنّها خطوة للقول إنّ الفنان يجب عليه أنّ يقدّم شيئاً لبلده، وأن يتحرّك، ويدفع إلى التحرّك في اتجاه التغيير. ربما يساهم عندها بكسر الخوف المسيطر على الناس». ويضيف: «التحرّك ليس ضدَّ أحد أو مع أحد، بل مع الناس ومطالبها، تحت راية العلم اللبناني. إنّه تحرّك ضدّ الفساد. فالجميع يتحدّثون عن الفساد ويزدرونه، ويريدون مواجهته، ويقولون: «فلان سارق، وفلان فاسد. ويبقى الفلان في منصبه. نريد أن نعيش بكرامة من دون تمنين من أحد للحصول على أمور هي من أبسط حقوقنا». وخلال الاعتصام، يطلق صليبا أغنية جديدة للعلم اللبناني، من تأليف الشاعر ميشال جحا، وألحان الياس الرحباني، ويقول مطلعها: «متوّج علمك يا لبنان/ بأرز الربّ اللي ما بينطال/ بزهر الثلج وبالإيمان/ وبدمّ الشهداء الأبطال».

بالرغم من الأزمات المتفاقمة على الساحة المحليّة حالياً، خصوصاً أزمة النفايات الحاليّة، والفراغ الرئاسي، يرى صليبا في المهرجانات الصيفيّة النشطة في جميع المناطق اللبنانيّة، بصيص أمل. «نحن شعب استثنائي، يبحث دوماً عن الفرح. النشرات الإخباريَّة والبرامج الحواريَّة تدفع بنا إلى الكآبة، من هنا أجد إحياء المهرجانات أمراً مهمَّاً وعظيماً في ظلّ أزمة السياسيين والنفايات، علينا أن نصنع إرادتنا، وخلاصنا بيدنا».

قيل الكثير عن عمل درامي من المقرّر أن يجمع صليبا بابنه الممثل وسام الذي أطلّ خلال رمضان الفائت بدور أحمد في مسلسل «أحمد وكريستينا». يقول صليبا إن لا كلام جدياً حول العمل المنتظر إلى الآن. كان لنجم المسرح الرحباني تجربة دراميّة ناجحة في مسلسل «وأشرقت الشمس»، حيث أدّى دور «البطل» أو الشيخ خليل، الثائر في وجه الاحتلال الفرنسي، والمدافع عن حقوق الفلاحين المسلوبة. تعيد «أل بي سي آي» عرض المسلسل الآن، عند الثامنة والنصف مساءً من الاثنين إلى الجمعة. وعن العروض التي تلقّاها بعد نجاحه في المسلسل يقول: «عُرض عليّ الكثير من الأعمال، ولكنّها لم تتوافق مع طموحي، أريد أن أكون في عمل أجد نفسي فيه وأحبه باختصار. فبعد تقديم عمل كبير يجب التروي في اتخاذ القرار، وعلى العمل المقبل أن يكون موازياً لمستوى العمل الأول على الأقل».

وردَّاً على سؤال حول رأيه بالأعمال الدراميّة اللبنانية في رمضان 2015، يثني صليبا على جميع العاملين فيها، لأنّهم «ينجزون أعمالهم من دون أي دعم من الدولة، ضمن ظروف إنتاجيّة صعبة، لا بل إنّ الدولة تشدّ بالدراما إلى الوراء، وصنّاع الدراما يحاولون جاهدين تحسين مستواها. أجد أن الناس متعطّشة للمسلسل الذي يحكي الواقع اللبناني ويعالج مشاكلنا، نريد مواضيع من بيئتنا اللبنانية تتعلّق بإنساننا، من دون أن يلغي ذلك أهميّة النصوص التي تطرح هواجس تعني كلّ إنسان في العالم».

لدى صليبا فكرة مسلسل يناقشها مع ابنه زياد ومجموعة من الكتّاب. «ما زلنا في بدايات العمل، ومن المبكر الحديث عنه، لكنّنا ننسج الشخصيات سوياً، لنقوم بعد ذلك بالإعلان عنه حين تكتمل عناصره». كما يعدّ صليبا لعمل مسرحي مع أسامة ومروان الرحباني من المقرّر عرضه بداية العام المقبل خارج لبنان، لكنّه يفضّل عدم الخوض في تفاصيله حاليّاً. كما ينتهي من وضع اللمسات الأخيرة على عمل أوبرالي بعنوان «عنتر وعبلة» من كتابة جورج معلوف ولحن مارون الراعي، على أن يعرض بين لبنان ودبي.

المصدر: السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى