البهجة تنتصر على المأساة في مهرجان الشوارع الخلفية

الجسرة الثقافية الالكترونية
محمد الحمامصي
شهدت ورش العمل المقامة على هامش مهرجان “الشوارع الخلفية” الذي ينظمه تياترو الإسكندرية، ومركز المؤسسة الدولية للإبداع والتدريب في الفترة من 16 حتى 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أفقا جديدا يستكمل الحالة الإبداعية المتمثلة في العروض المسرحية وسلسلة الأفلام القصيرة، حيث جمعت ورشة الرقص وتقنيات الاسقاط الضوئي بين ثلاثة وسائط إعلامية وهي الرقص والتكنولوجية الحاسوبية والرسوم الرقمية، وقد بدأت بحصة عن الرقص خاصة انسيابية حركة الجسد، ثم نظرات سريعة على التقنيات التفاعلية، ليتم التعرف بعد ذلك على العلاقة بين الرسوم المتحركة الحية وحركة الأجساد.
أما ورشة الرسم بالضوء فركزت على استخدام مصادر الضوء المختلفة مع الكاميرا وصور التعريض لرسم مسارات ضوئية داخل الصور، وعلى مدار أكثر من ساعتين قدمت الورشة للمشاركين من الشباب أساسيات هذه التقنية وأدواتها المختلفة مع التدرب عليها.
وقدم مركز ريزودانس بالاسكندرية من خلال المدرب الأميركي جوناثان روبرتس ورشة حول برنامج آركاوس وتقنيات الاسقاط الضوئي، وقد استغرقت الورشة يومين ركز فيهما المدرب الأميركي على اكتشاف قدرات المشاركين على تطبيق تقنية البروجكشن على الأجسام ثنائية وثلاثية الأبعاد بما فيها المباني. ومن خلال برنامج آركاوس تعرف المشاركون على طريقة استخدام جهاز العرض الواحد لعرض محتوى الفيديو على الأجسام المختلفة، وهكذا مزجت الورشة بين النظريات التقنية والتطبيق العملي لأجهزة العرض وبرنامج آركاوس.
ومن جانب آخر واصل المهرجان عروضه حيث قدم “سيرك آيريو” مجموعة من الأفلام القصيرة من إنتاج سيرك آيريو عرضت ألوانا مختلفة من فنون السيرك من خلال وصفها وفحصها عبر الكاميرا لتقدم منظورا مختلفا يصعب عرضه على خشبة المسرح مثل اللعب بالنار والقفز والتدحرج على كرة ضخمة.
وتناول الفيلم البلجيكي الفرنسي “رومبا” الذي عرض بمقر تياترو الإسكندرية كيف يمكن تجاوز المآسي التي قد تضرب حياة الإنسان وذلك من قصة زوجين سعيدين فيونا ودوم اللذين يعملان بإحدى المدارس الريفية، ولديهما اهتمام وشغف بالرقص والغناء والاحتفاء بالبهجة، ولكن في إحدى الليالي أثناء عودتهما من مسابقة للرقص، يتعرضان لحادث سيارة، حيث سعى توم لتفادي الاصطدام بشخص كان ينتوي الانتحار تحت عجلات قطار أو سيارة، يتعرضان للحادث وتنقلب حياتهما رأسا على عقب حيث تفقد فيونا إحدى ساقيها ويفقد دوم ذاكرته، فيشتعل منزلهما ويخرج دوم وينسى من أين خرج وأين يقع منزله، وتبدأ فيونا في البحث عنه. المعالجة جاءت كوميدية رغم مأساوية بعض الأحداث، كما قدم الفيلم لوحات راقصة بديعة.
وتميز العرض الأميركي “لغة الحظ” الذي استغرق ساعة ونصف الساعة وأقيم على المسرح الكبير بمكتبة الاسكندرية برشاقة فنانيه الفائقة وقدراتهم المتميزة على التشكيل، حيث قدم لوحات بديعة من خلال الألعاب الأكروباتية والبهلوانية على الحبال المعلقة والأطواق.
لقد سعى “لغة الحظ” إلى استكشاف المعنى والفوضى عبر الشقلبات الأمامية والخلفية والاتزان على الحافة الرفيعة، ستة من لاعبي الأكروبات ـ لاعبان وأربع لاعبات ـ يبحثون عن عشوائية الحياة ويتجرأون بلاد تردد على الطيران والتحليق رغم المخاطر، وأثناء بحثهم عن قصة ينسجون قصصهم. لكل لاعب قصته دون أن يفتقد الآخرون حضوره ومشاركته، فهم جميعا مترابطون دون أن يخل ذلك بخصوصية وتفرد عالم كل منهم. صاحب العرض الذي صمم رقصاته كاثيرين ريد معزوفات لكيه تي نيوف، وإليزابيث كلوب.
المصدر: ميدل ايست اونلاين