التراث والهوية يستحوذان على النصيب الأكبر برؤية قطر الوطنية

الجسرة الثقافية الالكترونية
أكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، أن الثقافة أداة أساسية لتقدم ورقي المجتمعات وهي تمثل موسوعة حياة المجتمع حيث تعتمد في أحد أهم أوجهها على تشجيع المجتمع للثقافة والعمل على نشرها بين أفراده، وهي تفرض علينا في ظل التحديات الكبرى التي نواجهها على جميع المستويات والمجالات ضرورة مواكبة التطور العالمي وامتلاك القدرة على المساهمة في صياغة المستقبل والمساهمة في البناء الحضاري للإنسانية. وقال سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا” بمناسبة اليوم الوطني، إن دولة قطر تلعب دورًا محوريًا على الصعيد الدولي وهذا الدور تساهم فيه الثقافة بفضل دعم قيادتنا الرشيدة وتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، مؤكدًا في هذا الصدد،أن السنوات الثقافية التي نظمتها الوزارة كانت فسحة رحبة لإبراز ثقافة وفنون وتراث قطر عالميًا حيث تعكس المشهد الثقافي القطري وتخلق مجالاً للتواصل مع ثقافات العالم وأدت إلى أن العديد من دول العالم سعت لأن تكون للدوحة أعوام ثقافية في بلادها. وأشار إلى الأيام الثقافية القطرية في بلجيكا ولوكسمبورج والتي تألقت فيها الثقافة من خلال فعاليات الفنون التشكيلية والأزياء التقليدية والمجسمات التراثية التي تحاكي الواقع مرورًا بالعروض السينمائية، موضحًا أن سنوات التبادل الثقافي بين الدول الصديقة بعد اليابان 2012 م والمملكة المتحدة 2013 م والبرازيل 2014 م هناك سنة للتبادل الثقافي مع تركيا للعام 2015م.
خطط مستقبلية
وحول خطط الوزارة ومشاريعها المستقبلية ورؤيتها الطموحة للعام المقبل، أكد أن الوزارة تنطلق من رؤية طموحة لتلبية كافة المتطلبات الثقافية من خلال توفير بنية ثقافية تحتية مميزة تسهم في تفعيل العمل الثقافي بكامل مفرداته وذلك من خلال الاهتمام بالمسرح والسينما والموسيقى والأمسيات الشعرية والمحاضرات الثقافية والفكرية والفنية وغيرها. ونوّه، بأن سياسة وزارة الثقافة والفنون والتراث تقوم على رصد وتقييم للأعمال التي تم إنجازها للانطلاق إلى الأفضل في الأعوام القادمة، مشيرًا إلى، أن الوزارة لديها الكثير من البرامج والمشاريع في جدول أعمالها فهناك ما يقرب من 200 نشاط وفعالية تشمل الندوات والمحاضرات والمهرجانات والاحتفالات والمناسبات الرسمية والمعارض الفنية والطباعة وترجمة الكتب إضافة إلى مهرجان الدوحة الثقافي وغير ذلك من أنشطة وفعاليات ثقافية مختلفة. وشدد على، أن الموافقة على المقترح القطري بإقامة فعاليات ثقافية مصاحبة لاجتماعات القمم الخليجية لتسليط الضوء على مختلف الأنشطة الثقافية والفنية المشتركة بين دول الخليج العربية يحسب لدولة قطر بمبادراتها البناءة ورعايتها الدائمة للثقافة والفنون، موضحًا في هذا الخصوص أن مشاركة دولة قطر ضمن فعاليات مهرجان قطر لجائزة قوس النصر وما يمثله الحدث من مكسب دولي وما قدم من خلاله من فعاليات ثقافية وفنية معبرة عن التراث الفني القطري ومعارض الحرف اليدوية لهو خير دليل على أننا نسير وفق خطى ثابتة.
وأضاف،أنه وللعام الثالث على التوالي شاركت الوزارة في معرض لندن للكتاب الذي يعد الثاني عالميًا بعد معرض فرانكفورت والمشاركة في معرض أكسبو أمريكا وفي معرض فرانكفورت للكتاب حيث تقدم الوزارة دعمًا لا حدود له لعالم النشر ولصناعة الكتاب والترجمة من وإلى اللغة العربية لرفد الثقافة العربية والعالمية بمخزونات جديدة وقيمة من المعارف والعلوم، مشيرًا إلى، أن مساهمات الوزارة في تنظيم المعارض الفنية وتقديم الدعم للفن والفنانين عبر إقامة هذه المعارض بكافة أنواعها جعل الحركة التشكيلية في قطر تشهد تميزًا في الأعمال الفنية وتظهر فنًا تشكيليًا رائعًا.
مبادرات ثقافية
وحول أداء الوزارة في إطار رؤية قطر أوضح سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري أن إستراتيجية قطاع الثقافة هي واحدة من أربع عشرة إستراتيجية قطاعية تم تضمينها في إستراتيجية التنمية الوطنية 2011-2016 م وهي تحتوي على مبادرات متعددة صممت لحماية وتعزيز التراث الوطني والمحافظة على الهوية والقيم العربية والإسلامية التي نعتز بها وسط عالم يتسم بالتحديث السريع.
وأضاف، أن الحفاظ على التوازن بين التحديث والقيم التقليدية أمر في غاية الأهمية ومن ثم فإن إستراتيجية قطاع الثقافة طرحت عدة برامج تهدف إلى المحافظة على التراث الوطني وتعزيز القيم والهوية العربية والإسلامية والتنمية حيث لا يمكن أن تكتمل دون الهوية فهما وجهان لعملة واحدة وقد كان للتراث والهوية النصيب الأكبر ضمن البرامج والمشاريع التي تم إدراجها في رؤية قطر الوطنية 2030 م. وأكد، أن الوزارة حققت تقدمًا وإنجازًا في تنفيذ إستراتيجية قطاع الثقافة فقد شهدت دولة قطر طفرة كبيرة في حركتها الثقافية من حيث تنظيم الفعاليات والمعارض الفنية المتميزة ذات الجودة عالية المستوى.. مشيرًا في هذا الخصوص إلى الأحداث الثقافية والمجتمعية التي تستضيفها الوزارة وينظمها الصالون الثقافي ذو الملتقى الفكري للكتاب والمثقفين وقد اهتمت الوزارة بإصدار العديد من المطبوعات الثقافية والفكرية المتميزة إضافة إلى إصدار عدد من المجلات الثقافية مثل مجلة الدوحة التي تعنى بالثقافة العربية ومجلة المأثورات الشعبية التي تعنى بالتراث الشعبي لدولة قطر ولدول الخليج العربية بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام.
وأشار إلى تشجيع الوزارة لحركة البحث العلمي التي تدعم إمكانات قطاع الثقافة حيث تم توفير الدعم المادي والفني لإجراء البحوث العلمية في مجال الثقافة فقد تم تقديم جائزتين في مجال الأدب المسرحي والإخراج الإذاعي ضمن جائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية تحت رعاية سمو أمير البلاد المفدى.. مبينًا أن الوزارة بصدد تسجيل القهوة ضمن قائمة التراث العالمي وكذلك تسجيل المجالس باعتبارها ظاهرة فريدة تختص بها قطر ودول الخليج العربية.
ونوه سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث، بأن الوزارة أدرجت إستراتيجية واضحة لإدماج السياسات والمبادرات الثقافية في الإعلام بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي والتقنيات الجديدة وهي تعمل وفق متطلبات مجتمعية تستوجب من الجميع توظيف قدراتهم وإمكاناتهم للمحافظة على قيمنا ومعتقداتنا وموروثنا في خدمة الأجيال القادمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الراية