“التي سكنت البيت قبلي” مجموعة شعرية جديدة لرشا عمران

خاص (الجسرة )
بريهان الترك
أصدرت الشاعرة السورية رشا عمران عن منشورات المتوسط في إيطاليا مجموعتها الشعرية “التي سكنت البيت قبلي” تأخذ قصائد المجموعة منحى مختلفا قليلًا عما نطالعه في الشعر السوري في هذه المرحلة، إذ تذهب النصوص باتجاه الحديث عن الشخصي الذي تعيشه الشاعرة، الذي يعطي انطباعا بأنه شخصي بالمطلق، ولا يحاولُ ادعاء أكثر من ذلك. لكن هذا الشخصي ليس مفصولًا عن السياق عام.
كما تمعن الشاعرة النظر في الوحدة، تتغلغلُ في أدق تفاصيلِها، في محاولة لفهمها وفكفكة رموزِها. ولصعوبة هذا التمعن ومشقته، تحاول خرقه بخلق شخص آخر في المكان، فتختار ثيمة لمجموعتِا، تمنحها بعدًا إضافيًا، وزاويةً جديدة لرؤية هذه الوحدة، الثيمةُ التي اتخذتها الشاعرة عنوانا للمجموعة.
من أجواء الديوان ومن نص «في خزانة الحائط»، نقرأ: «ثمة دفتر قديم/ وجملة واحدة فقط مكتوبة بخط قلق: وحيدة.. كيتيمة تشتهي أن يمشط أحد شعرَها المبلل/ الجملة التي كتبتها المرأة التي سكنت في المنزل قبلي وضعت فوقها/ خصلةَ شعر بيضاء رقيقة ورحلت/ كل ما فعلتهُ أنني كتبت اسمي تحت الجملة وعلقت الورقة على الحائط الفارغ/ ثم أخذت مشطًا وسرحت خصلة الشعر البيضاء الرقيقة/ وهكذا/ كنتُ أعيدُ المشهد كلّ يوم/ كما لو كنت أسلي وحدتي/ كي لا تبدأ بقضم/ أصابع قدمي.
وفي نص آخر تقول فيه: “أفكرُ أحيانًا/ أن النساء الوحيدات يشبهن الشرفات النافرة/ يتسعنَ لأحواض الزرع/ ولحبل الغسيل المزدوج/ ولكرسي وحيد يعرف الفرق بين الشموس وضوء القمر».