الثقافة العراقية.. بين الاهتمام والإهمال

الجسرة الثقافية الالكترونية
* د. علي حسون لعيبي
الثقافة سلة المجتمع الفكرية الدائمة.. تحتاج لمزيد من الاهتمام والمتابعة لشخوصها وهما بكل بساطة الانسان الكاتب المثقف والمتلقي المجتمع والانسان من خلال وسائل نعتقدها ليست صعبة ولا معقده فقط تحتاج الى ايمان من قبل اداراتها بأن الثقافة زاد فكري مهم لتهذيب المجتمع عندها تكون الانطلاقة العملية واضحة ومنهجية وبعيدة عن التخبط الذي يحيطها في ظل أضواء التهميش والاهمال للمثقفين الحقيقيين المؤمنين.
والثقافة بشكل عام وخاصة عندما نرى تسيد قسم ليس بقليل الساحات الثقافية في الادارات والمواقع الثقافية المهمة.. ولو عملنا استبيانا أو احصاء أو جردا نرى الكثير من القامات الثقافية المهمة العراقية في بلدان الجوار أو في الشتات الاوروبي والاميركي، وفي كل انحاء العالم مغتربين.
وهناك القسم الآخر مغيبين في الداخل .. هناك مبدأ أساس من أجل صياغة معنى واضح للتحديات الثقافية مما يجعلها تمتزج بصورة الواقع والمستقبل في آن واحد. هذا المبدأ هو ضرورة نقد الذات الانسانية المستسلمة.. ونقد الواقع المستبد المظلم.
الأول بوصف الذات الانسانية وعياً مؤسساً للفكر المتحرر، والثاني بوصف الواقع ميداناً عملياً لذلك الوعي تتمثل فيه المعطيات والأحداث ومن ثم تتشكل صيرورة لخطاب ثقافي شامل يخدم الثقافة والدولة معا. ولغرض المعالجة الموضوعية لأزمة الثقافة وتحدياتها نعتقد من خلال ما المقترحات التالية:
1- وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن الانتماء السياسي او الطائقي والمناطقي.
2- المتابعة الجدية من خلال دائرة ثقافية مختصة هي من تتابع نشاطات واحوال المثقفين بدون المراجعات المذلة التي طالما تطالهم عند مراجعاتهم الشخصية للمؤسسات الثقافية.
3- نلاحظ أغلب المثقفين يعانون العوز المادي نظرا لعدم وجود مردود مالي ثابت حيث يعتمد أغلبهم على ما يدر عليهم من خلال منتوجاتهم الكتابية التي هي الأخرى اصبحت ضئيلة أو شبه معدومة في ظل افلاس الصحف والتقشف المالي الذي يعيشه البلد. لذا نحتاج لصندق يسمى صندق ضمان المثقفون، يعينهم ويتابعهم.
4- اشراك المثقفين في الوفود الرسمية وغير الرسمية التي تمثل البلاد.. وعمل سفرات اجبارية لهم لغرض الاطلاع وايضا لنقل المنتوج الثقافي باعتبارهم خير سفراء واعين وصادقين.
5- سن قوانين وقرارات تسهل عمل المثقفين مثل تخفيض اجور الطيران وتحصيل الفيز وحث الملحقيات الثقافية للاهتمام بتواجدهم.
وتعد الثقافة احد اهم العوامل الاساسية للتنمية البشرية فهي:
– تُسهم إيجاباً في توجيه افكار الافراد و الشعوب، ودفعها نحو الابداع والتميز.
– تعتبر اداة فعالة لصقل المواهب الفردية وتنميتها.
– كما انها تُضفي على الفرد والمجتمع الكثير من المفاهيم المستحدثة كالرخاء الفكري والحضارة الانسانية.
– وتساعد في ابراز مكامن قوة المجتمع ودفعه نحو الاصلاح والتحسين.
إن الإنسان يتحرك في الحياة من منطلق خبرته وثقافته, فهي تؤثر تأثيرا بالغا في ضبط سلوكه وتصرفاته, وعلاقاته الأسرية والمجتمعية والإنسانية, ومستوى ادائه لعمله وإتقانه له ودرجة وطنيته, وإحساسه بالمخاطر الجسام التي تحيط بوطنه, وأثر العلاقات والتوازنات الدولية والاقليمية علي المصالح الوطنية, ومدى تأثره بها وتأثيره فيها, وكذلك مستوى علاقته وتعايشه مع الآخرين.
ولغرض تعزيز المد الثقافي المجتمعي والفردي باعتباره متلقيا واعيا وايجابيا لا بد من تحقيق ما يلي:
1- إعادة النظر بالمناهج الدراسية في كل المراحل باعتبارها عامل ثقفيف مهم وبنى ثقافية تحتية اساسية في البناء الذوقي.
2- متابعة القنوات الثقافية والاعلامية لما تبثه من برامج. والتأكد أنها لا تسيء للبناء الفكري والاجتماعي للانسان الفرد والمجتمع. ولا يعني هنا الرقابة القسرية. بل الرقابة الثقافية الواعية حفاظا على الذوق العام للمجتمع.
3- العمل على توفير المنتوج الادبي من خلال الدعم المادي له من قبل مؤسسات الدولة الثقافية حتى يصل للمتلقي بسعر مناسب يمكنه الحصول عليه دون أن يرهق ميزانيته.
4- عمل ورش ثقافية توعويه من خلال منظمات المجتمع المدني. وهنا اقصد المنظمات الحقيقية التي تشتغل من اجل الفائدة المجتمعية لا الربحية.
ويمكن من خلال هذه المقترحات البسيطة أن نلغي التغيب القسري الذي يعيشه المثقفون ونخلق عوامل جذب لهم للعودة للوطن. وأيضا نخلق جوء عمل مريح لمن هم في الداخل.
مع ان البعض يعتقد أن ما نقترح من خلال كتاباتنا لا يصل، لأن المعنيين بالثقافة يمنحوك الفرصة أن تقول ما تريده لكن هم يعملون ما يردونه. هي محاولات سنكررها عسى أن تصل.
ونقول لجميع المثقفين المطلوب وقفة جدية للحفاظ على الثقافة العراقية التي تكاد تنقرض لولا بعض المنابع الثقافية البسيطة التي لا تسد الرمق.
المصدر: ميدل ايست اون لاين