الثقافة والفنون عنصران أساسيان في تحقيق رؤية قطر الوطنية

الجسرة الثقافية الالكترونية
حت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر انطلقت صباح أمس فعاليات المؤتمر العالمي (سيمام 2014) الذي يُقام في الفترة من 9 حتى 11 نوفمبر الجاري وذلك في المتحف العربي للفن الحديث “متحف” ويعتبر مؤتمر CIMAM الذي تحتضنه الدوحة هذا العام وعلى مدار ثلاثة أيام، أحد أهم مؤتمرات التواصل والتبادل بين المتاحف والإخصائيين والفنانين في عالم الفن الحديث والمعاصر، حيث يشارك فيه كوكبة كبيرة من المسؤولين والمُختصين والقائمين على المتاحف من مختلف دول العالم.
وفي كلمة لها خلال الجلسة الافتتاحية، أعربت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني عن سعادتها لاحتضان “متحف” لهذه الكوكبة المتنوّعة من الإخصائيين الذين يُمثلون مؤسسات ثقافية شتى من جميع أنحاء العالم خلال هذا المؤتمر خاصة أن دولة قطر عضو في كل من “ايكوم” و”سيمام”، مشيرة إلى أن المؤتمر السنوي للجنة الدولية للمتاحف سيشهد خلال الأيام القادمة مناقشة عدد من وجهات النظر الفنية المختلفة، ما سيُسهم في إثراء الرؤية العالمية حول الفن المعاصر وما يُمثله.
وشددت سعادتها خلال كلمتها على أن متاحف قطر تراودها طموحات كبيرة، شأنها في ذلك شأن دولة قطر، حيث تؤمن “المتاحف” بأن الثقافة والفنون عنصران أساسيان في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، منوّهة بالدور الهام الذي تلعبة متاحف قطر في تحويل اقتصاد البلاد من اقتصاد قائم على الكربون إلى اقتصاد معرفي يستند إلى التنوّع، وذلك عبر تأسيس شبكات ثقافية إبداعية ودعمها، مضيفة: “الثقافة لغة تجمع بين شعوب الأرض جميعًا، تعبر الدول دون جواز مرور، وتتيح منبرًا متسامحًا للحوار”.
فيما لفتت رئيس مجلس أمناء متاحف قطر إلى أن هذه الأخيرة لا تزال مؤسسة ناشئة نسبيًا، إلا أنها أعربت في الوقت نفسه عن فخرها لما وصلت له المتاحف في دولة قطر والتي نجحت في أن تكون في مصاف المتاحف والمؤسسات العالمية سواء كانت بعيدة كمتحف شيكاغو وطوكيو وسان فرانسيسكو أو قريبة كالمتاحف المرموقة في العالم العربي.
ونوّهت سعادة الشيخة المياسة خلال كلمتها إلى استضافة متاحف قطر في وقت سابق من هذا العام الدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، حيث أُدرجت قلعة الزبارة التاريخية الواقعة في شمال البلاد في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو كأول موقع أثري في قطر ينضمّ لليونسكو، لافتة إلى أنه تجري حاليًا عملية ترميم مبنى الدفاع المدني وتحويله إلى مبنى مخصص لبرنامج الفنانين المُقيمين الذي من المقرّر افتتاحه في غضون الأسابيع القادمة.
وأشارت سعادتها إلى أنه رغم اختلاف اللغة وتباين الثقافة بين الدول المشاركة في هذا المؤتمر، إلا أن “سيمام” تجمعهم جميعًا تحت رؤية مشتركة مفادها أن متاحف الفن الحديث والمعاصر لم تشيّد إلا لتكون منارات مؤسسيّة تنشر المعرفة والتعليم في ربوع المجتمع.
وتابعت في هذا الشأن: أن المتحف العربي للفن الحديث “متحف” بالدوحة يضع الفن العربي في جوهر برامجه، حيث يركز على التعليم باعتباره أحد المهام الأساسيّة لتنظيم معارضه، ويشجع فناني المنطقة ويدعم تطوّرهم المهني من خلال شراكاته المحلية مع “كتارا” ووزارة الثقافة والفنون والتراث، لافتة إلى أن العاصمة الدوحة تجلب باستمرار أعمالاً فنيّة من شتى أنحاء العالم، حيث تسعى من خلال ذلك إلى إلهام الفنانين الواعدين من المنطقة وتحفيزهم وتأهيلهم وزيادة الوعي في مجتمعاتنا بالفن العالمي.
وتطرّقت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني إلى مقتنيات المتحف العربي للفن الحديث “متحف”، حيث لفتت إلى أن بداية مجموعة “متحف” ترجع إلى الأعمال الفنيّة التي أهداها سعادة الشيخ حسن بن محمد آل ثاني نائب رئيس مجلس أمناء متاحف قطر لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حيث شكلت هذه الأعمال نواة لمجموعة “متحف” الوطنية والخاصة بالفن العربي الحديث والمعاصر.
ولفتت إلى أن مقر “متحف” كان في بداية الأمر مدرسة، ثم تحوّل فيما بعد إلى فضاء عام لعرض الفنون والاحتفاء بها، منوّهة بافتتاح المتحف مساء أمس الأول معرض الفنانة الإيرانية الأمريكية شيرين نشأت، وإلى افتتاح معرض مجموعة المتحف الدائمة تحت عنوان “فهرس جزء 1” الأسبوع الماضي، حيث يعمل متحف عن كثب مع طلاب مدارس قطر، وتركز برامجه على جذب وبناء قاعدة جماهيرية محبّة للفنون عبر أشكال مختلفة من التعاون.
وكشفت سعادتها أن المتحف العربي للفن الحديث يستعدّ حاليًا للتوسّع في المرحلة القادمة، حيث تعتزم متاحف قطر توسيع المبنى الخاص بالمتحف وذلك من أجل دعم أنشطته الحاليّة، بالإضافة إلى أنه يسعى الآن ومن خلال البرامج المتنوّعة الخاصّة بمعارضه إلى بناء العديد من علاقات التعاون داخل وخارج المنطقة.
ودعت سعادتها في ختام كلمتها المُشاركين في هذا المؤتمر إلى الاستمتاع خلال إقامتهم في الدوحة بالأنشطة الثقافية التي تقدّمها دولة قطر والتي لا حدود لها، والاحتفاء بالألوان المُختلفة من الفنون والعمارة التي يقدّمها متحف الفن الإسلامي و”كتارا” والفن العام والمعارض الفنيّة المزدهرة التي تحتضنها الدوحة حاليًا.
ومن المُنتظر أن يناقش المُجتمعون بالدوحة عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك من خلال النقاشات المفتوحة طيلة أيام المهرجان، حيث أقيمت أمس ندوة بالمتحف العربي للفن الحديث نوقش خلالها الاهتمامات المشتركة الفنية كما كانت هناك حلقة للنقاش وحوار قدمه عبد الله كروم مدير “متحف” مع الفنانة الإيرانية الأمريكية شيرين نشأت، كما زار وفود الدول المختلفة مساء أمس متحف الفن الإسلامي، وفي اليوم الثاني ستكون هناك ندوة بجامعة قطر حول بناء المؤسسات في إفريقيا والشرق الأوسط، فضلاً عن حلقة نقاش وزيارة المعارض الموجودة بالمتحف العربي للفن الحديث، وفي اليوم الثالث ستكون هناك ندوة بمركز قطر الوطني للمؤتمرات لمناقشة الممارسات المهنيّة الجديدة بالإضافة إلى انعقاد الجمعية العامة لـ سيمام وزيارة الوفود لكتارا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الراية