الجداريات العملاقة تزيّن سوق واقف باليوم الوطني

الجسرة الثقافية الالكترونية
*أشرف مصطفى
المصدر: الراية
شهد مركز واقف للفنون أمس معرضًا يضم إنجازات 5 ورش فنية أقيمت على مدار أربعة أيام متتالية منذ 14 إلى 17 ديسمبر الجاري بشكل تفاعلي مع الجمهور، تضمّنت الورش إنجاز جداريات من أحجام مختلفة تتنوع ما بين الرسم والنحت والخط العربي والخزف والفنون الأخرى؛ ما جعل العديد من الزوار يتوافدون بشكل لافت وملحوظ على مشاهدة مخرجات هذه الورش التي تم العمل خلالها بطريقة حيّة ومباشرة أمام الزوار.
كلنا نرسم قطر
من جهته أوضح فيصل العبدلله منسق الشؤون الفنية بمركز سوق واقف للفنون إن المركز حرص على الاحتفال باليوم الوطني خلال هذا العام بتقديم عدد من الورش التي الفنية كانت عبارة عن ورشة بعنوان “كلنا نرسم قطر” وهي جدارية عملاقة بطول 9 أمتار قام بإبداعها عدد كبير من التشكيليين القطريين المتميزين، وهي عبارة عن جدارية مجمّعة من القطع، عمل على كل قطعة منها أحد الفنانين، بالإضافة إلى ورشة تفاعلية مع الجمهور قدّمها عبد الوهاب المهدي واعتمدت على التشكيل بالفوم ثم تلوينه وإعطائه كهدايا للزوار، إلى جانب ورشة الخط العربي والتي اشتملت على بعض من أشعار المؤسس بالتداخل مع جماليات الفن التشكيلي، بالإضافة إلى ورشة تعليمية للأطفال بعنوان “أغلى وطن”، وقدّمتها الفنانة جميلة آل شريم بالاشتراك مع الفنانة بدرية الكبيسي، وكذلك ورشة لفن الجرافيتي عمل عليها الفنان ثامر الدوسري، وورشة النحت التي نتج عنها منحوتة بارتفاع مترين تعبّر كذلك عن اليوم الوطني، وشارك في إبداعها الفنانان عبد الناصر السمرائي، ومصطفى عبور، بينما قدّم كل من طلال القاسمي، ومريم عيسى العبدلله ورشة للسيراميك والخزف.
أقوال المؤسس
من جانبه قال حميد السعدي أحد المشاركين في ورشة الخط: إنه تم عمل جدارية طولها 6 أمتار استعرضت بعض أقوال المؤسس، وأراد المشاركون من خلالها إبراز الروح الوطنية من خلال كلمات تحفّز الجمهور على المزيد من حب الوطن، وأكد أن روح التعاون كانت هي السمة الغالبة على إنجازهم للعمل الذي لاقى استحسان الجمهور الذي تفاعل مع العمل من خلال المناقشات مع مبدعيه.
فن الجرافيتي
الفنان ثامر الدوسري الذي قام بإبداع جدارية تنتمي إلى فن الجرافيتي أكد أنه استعرض من خلالها حالة تعبّر عن عشق الوطن من خلال بعض التداخلات التي أراد لها أن تأتي مبسّطة ولا تعتمد على التعقيدات الكبيرة والتي يتسم بها فن الجرافيتي، مستخدمًا تقنيات وأسلوبًا جديدًا في عالم الجرافيك، وعبّر عن سعادته بتضمّن احتفال مركز واقف للفنون باليوم الوطني لفن الجرافيتي حيث إنه فن حديث لا يعلم عنه الكثيرون ويحتاج لمزيد من الدعاية لتعريف الجمهور به.
من جهتها أوضحت الفنانة بدرية الكبيسي أنها ساهمت في تقديم ورشة للأطفال تم من خلالها مراعاة التعامل مع كل الفئات، بمن فيهم ذوو الإعاقة، لافتة إلى أن الأطفال قاموا بإنتاج متميز عبّر عن سعادتهم بالاشتراك داخل هذا العمل الوطني الكبير، فقاموا بإبداع فراشات بلون العلم، وأضافت أن المركز شهد على مدار الأيام الماضية حالة نشاط قصوى وفّرت خلالها إدارته المناخ الكامل لإنجاز إبداعات متميزة، وقالت إن سعادة الأطفال كانت حافزًا لتقديم كل ما يملكون في هذه الورشة، كما أن الحضور الكبير مثّل حافزًا أيضًا حيث انجذب المواطنون والسياح الزائرون لسواق واقف للتفاعل مع الورش.
فطرة الأطفال
أما الفنانة جميلة آل شريم والتي شاركت كذلك في ورشة الأطفال أكدت أن تلك الورشة تمّت بأسلوب جديد ومغاير عن كل ورش الأطفال المعتادة، واعتمدت على الاشتراك الفعلي للأطفال في إنجاز أعمال إبداعية تتحلى بمزجها بين فطرة الأطفال وعفويتهم والارتكان إلى أساسيات الفن التشكيلي السليمة، وأشادت باختيار الإدارة لمدرستين للتربية الفنية إلى جانب الفنانين من خلال الورشة، كما أشادت باستضافة ذوي الإعاقة وهي الفئة التي رأت أنها تحتاج من الفنانين المزيد من التركيز، وقالت إن أهم ما ميّز ورشة الفن أنها كانت للجميع ولم تهتم بالموهوبين فحسب، حيث عملوا من خلالها على تنمية الذوق الفني لدى الأطفال.
إبداعات تشكيلية
إلى ذلك أشادت الفنانة جميلة الأنصاري بمبادرة مركز واقف للفنون التي ساعدتهم على التعبير عن حبهم للوطن من خلال إبداعات تشكيلية متنوعة تنتمي لكل أصناف الفنون البصرية، وكذلك بالتعامل المباشر مع الجمهور وإطلاعهم على مراحل العامل بكل تفاصيلها، وقالت إن إدخال التراث والحضارة الحديثة ودمجها معًا في لوحات أبرزت الهوية القطرية وعبّرت عن التطور الكبير الذي تمر به البلاد.
كما عبّر الفنان علي دسمال الكواري عن سعادته بروح التعاون التي اتسمت بها الورشة مؤكدًا أن الاحتكاك بين الفنانين وبعضهم من خلال تلك الورشة من شأنه إفادة الفنان والساحة التشكيلية عمومًا كما أن التركيز على الرموز التي تعبّر عن الوطن والمشاعر الوطنية التي تحلّى بها العمل كان دافعًا لتقديم المزيد من النجاح لرفع اسم قطر عاليًا خفاقًا في مجال الفن التشكيلي.
في حين أوضحت الفنانة حصة كلا أنها عملت من خلال مشاركتها في ورشة الرسم على المزج بين القديم والحديث، فاختارت أن تعبّر عن الطابع التراثي من خلال الأم “العودة”، وإظهار تراث الأجداد للوصول فيما بعد إلى التطور الكبير الذي شهدته البلاد، وقالت: أردنا أن نرسم للأجيال الجديدة جوانب من أصالة تاريخهم وإبراز هويتهم، مع التعبير عن نجاح قطر في الوصول إلى التطور الكبير الذي تشهده البلاد.
وقالت الفنانة منى بوجسوم: أسعدنا التفاعل الكبير والملاحظات التي كان يقدّمها لنا زوار سوق واقف للورش، وكان العامل المشترك بين الجميع سواء من الفنانين أو الزوار هو الروح الوطنية والمشاعر الجيّاشة تجاه وطننا .