«الجديد»: نصف سنة

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

يحتفــي العدد السادس، تموز (يوليو)، من مجلة «الجديد»، بثقافة النقـد والسؤال النقدي، انطلاقاً من اعتبار يرى استحالة إجراء مراجعات فكرية وثقافية وسياسية في مجتمعات عربية قلقة. وضمّ العدد ملفّين، يشمل أولهما مقالات تطرح السؤال النقدي حول الكيفية التي يمكن معها الثقافة العربية أن توقـظ في الشخصية الثقافية سلامة الحس إزاء كينونة الذات، بحيث يكون الفرد الاجتماعي عصياً، تلقائياً، على قبول ثقافة الطغاة والطغيان، والابتلاء بها.

الملف الثاني هو «سجال» الشهر، وفيه مقالتان تحملان رداً نقدياً مدافعاً عن الذات بقلم مفكّرين: الأول عربي هو جاد الكريم الجباعي، والثاني هو المفكر الفرنسي ميشال أونفري، الذي نشرت «الجديد» في عددها الرابع حواراً معه أجاب خلاله عن أسئلة إشكالية متعلّقة بالإسلام والعنف في المشرق العربي، وكذلك في فرنسا.

ويحفل العدد بنصوص قصصية وشعرية ومقالات، إضافة الى حوار مع الشاعرة الأميركية من أصل فلسطيني نعومي شهاب ناي، تحت عنوان «الذاكرة والطوفان» ومختارات من شعرها.

وكتب رئيس التحرير الشاعر نوري الجراح، افتتاحية العدد وعنوانها «قنطرة عربية: أسئلة العلاقة بين الفكرة الجامعة والأفكار المختلفة»، ومما جاء فيها: «مع هذا العدد، تطوي «الجديد» نصف عام من الإصدار الشهري، في مغامرة شيّقة مع الأدب والفكر والأسئلة المتفجرة المطروحة علـى العقل والوجدان في حاضر عربي عصيب. مغامرة مع الكاتب والقارئ وفي المسافة بينهما، فـ«الجديد» ولدت، كما برهنت حتى الآن، لتكون قنطرة عربية بين القرّاء والكتاب، وبين الجغرافيات المشتّتة للثقافة العربية في لحظة تاريخية اختفت معها المجلة القائمة على جدل العلاقة بين الفكرة الجامعة والأفكار المختلفة.

ليس أمراً يسيراً ولا آمناً أن تخرج على الناس معاكساً التيار، وهو ما انتهجته «الجديد»، ولم يكن سهلاً أن تلتزم المجلة بروح بيانها التأسيسي، وتعمل على ترجمته في زمن عربي لاهب ومتفجر، تحولت معه الكتابة إلى مغامرة خطرة، وأصبح للكلمات وزن دهري، وباتت تزان بموازين مرهفة أين منها تلك التي يزان بها الذهب.

انطلاقاً من بيانها التأسيسي، فتحت المجلة صفحاتها للأقلام العربية مشرقا ومغرباً، وتجاورت على صفحاتها نصوص أبدعتها أقلام مجهولين ومعلومين ومشهورين، فلم يكن الاسم هو المعيار، ولكن وزن الكتابة كان أسبق وأرجح (…). في هذا العدد، تتّضح أكثر فأكثر الإمكانات التي يمكن لمنبر عربي منفتح على الآخر في الثقافة أن يوفّرها في معركة اللقاء والجدل والسجال بين الذات والآخر. وبديهي أننا نتحدث عن الآخر بوصفه شريكاً في حوار حضاري، ولا نتحدث عن عدو في خندق مواجه وليس بيننا وبينه سوى بحر من الأوهام والبغضاء».

ومن المحتويات: تمثيلات «الآخر» في الفكر الغربي (خلدون الشمعة)، نكوص حضاري في مسار تاريخي (البشير ربوح)، تمظهرات الواقع والسيّاق (حبيب مونسي)، البعد المتوسطي في الصراع والحوار بين الحضارات (خطار أبو دياب)، عن التعب الذي يلد الأمم والحماسة التي تميتها (جون ريتش)، الثقافة الجزائرية بعد الطوفان (ابراهيم سعدي)، الفيلسوف ميشال أونفري ينعى الحضارة الغربية(حميد زنار)،

الجنس في الرواية الجزائرية (حميد عبدالقادر)، بنية المكان في الرواية الكنفانية (عبدالرحمن بسيسو).

ومن كتاب العدد أيضاً: أحمد برقاوي، أحمد سعيد نجم، باسم فرات، تيسير خلف، جمعة اللامي، خزعل الماجدي، سامر أبو هواش، سعيد ناشد، كمالا العتمة، محمد صباح الحواصلي، مرزاق بقطاش، مصطفى تاج الدين الموسى، هالة صلاح الدين.

المصدر: الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى