الجمل يحاضر عن الحرف بين الحكائية والتشكيلية بـ«الجسرة»

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

حاضر الفنان والناقد التشكيلي ناصف الجمل، مساء أمس الأول بصالون الجسرة الثقافي «الحرف بين الحكائية والتشكيلية».

واستهل ناصف الجمل خلال محاضرته التي أدارتها حنان بديع، منسقة الصالون الثقافي بتعريفه للجمال استنادا على ما جاء به الإمام الغزالي في «إحياء علوم الدين» حينما قال: «إن الجمال ينقسم إلى جمال الصورة الظاهرة المدركة بعين الرأس وإلى جمال الصور بعين القلب ونور البصر»، معتبرا هذا التعريف يمثل قمة الوصف للعلاقة الجمالية في أسمى صورها ما بين النص السردي والفنون التشكيلية.

وأبرز المحاضر، أن الفن هو نشاط إنساني تم الاستدلال عليه منذ عصور ما قبل التاريخ، وينتجه مجموعة من البشر الذين يمتلكون موهبة إبداعية وابتكارية، ويكون لديهم القدرة على التعبير عن طريق الوسائط الفنية عن أفكار وموضوعات تؤثر في الآخرين؛ إذ إن الفن هو المحاكاة عند كل من أفلاطون وأرسطو، وهو تعبير عند «كروتشه» وهو ظاهرة اجتماعية عند «دور كايم»، وهو الرمز عند «سوزان لانجر»، وهو الحدس عند «هنري بروجسون».

وأوضح ناصف الجمل، أن الحكاية لها دور هام في تنمية الخيال فكريا وبصريا وبالتالي تساهم في تكوين شخصية الفرد ومن ثَمَّ المجتمع، وهو ما قال به الدكتور عبدالله إبراهيم في تعريفه للمادة الحكائية في كتابه المتخيل السردي أن المادة الحكائية (ما هي إلاّ «متن مصاغ» صوغا سرديا..).

وأثناء حديثه عن الحرف والفنون التشكيلية، أوضح ضيف صالون الجسرة، أن التشكيلين عبر التاريخ، لم يغفلوا القيم التشكيلية للحروف.

إلى ذلك، أبرز ناصف، أن الخط العربي يعد أحد أبرز مظاهر العبقرية الفنية عند العرب؛ إذ كان وسيلة للمعرفة ابتداءً منذ أن كان جنيناً في رحم الكتابة الفينيقية، ثم توضح في الكتابة الآرامية ثم في الكتابة النبطية المتأخرة، حتى بلغ كماله وجماله في الكتابة العربية، وأصبح فناً له ما يقرب من ثمانين أسلوباً وطريقة، ومن أشهرها الكوفي والثلث والرقعة والفارسي والديواني وفروع هذه الخطوط، ومن هنا، فقد أكد الفنان المسلم على أهمية الحضور الجمالي للكلمة المقدسة في الأمكنة المقدسة، وأكد القيمة الجمالية المطلقة للأشكال الهندسية، وبشكل خاص على الخط العربي الذي يعد من أكثر الأشكال قداسة لارتباطه المباشر بدلالته اللغوية المقدسة، لافتا أن الخط العربي هو فن تشكيلي، له عناصره ومقوماته الخاصة به؛ حيث يمكن أن تتم اللوحة كتابة وتكويناً (شكلا ومضموناً) باستخدام الألوان المتعددة، أو اللون الواحد بدرجاته، أو اللونين (أبيض وأسود أو غيرهما)، كما يمكن أن تكون الكتابة جزءاً من اللوحة التشكيلية، أو أن تكون الحروف في لوحة ما عناصر لا تتعلق بالمضمون.

 

 

المصدر: العرب القطرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى