الحروف المواربة: سيرة أرامبورو كقارئ

الجسرة الثقافية الالكترونية
أحمد ضيف *
المصدر / ثقافة 24
صدر حديثاً للكاتب الإسباني فرناندو أرامبورو كتاب “الحروف المواربة” الذي يضم نصوصاً وحكايات عن علاقته بالقراءة وقراءاته خلال سنوات طويلة، بالإضافة لتحليله لعدد من الكتب الأوروبية الهامة.
وعن الكتاب نشرت صحيفة إيه بي سي الإسبانية مقلاً للناقد جي إم بوثويلو، ينتقد فيه بعض أجزاءه.
ومما جاء فيه “من الطبيعي والمعتاد أن نجد في أعمال الكاتب الإسباني فرناندو أرامبورو كُتّاباً يبزغون من داخل السرد ليجمعوا مقالات ومحاضرات وتأملات عديدة، أو يتناول عيوب حياته كقارئ، في هذا النوع، ثمة عناوين لا يمكن نسيانها لقيمتها كشهادة، لقسوة أحكامها أو لتأثيرات نقده على أعمال كُتاب آخرين، إضافةً لذلك، فأفضليات وقراءات كاتب عادةً ما تكون عاكسة وفاضحة لعالمه.
وقالت الصحيفة: “كتاب أرامبورو الجديد “الحروف المواربة” كتاب شديد الأهمية في مجمله، غير أنه يتضمن عدة صفحات أثرت سلباً عليه، ليس لأنها بلا قيمة أو أنها غير مناسبة في لحظتها كمقال صحفي أو محاضرة، بل لأنها بوضعها جانب صفحات أخرى شديدة النصوع في الكتاب نفسه، تعكس بشدة وجودها الطاريء والصدفي أو تناسبها لسياق محدد (أضرب مثلًا بصفحات عن تكريم كاتب أو ثرثرة موجهة للقراء عن ما هي القصة). هذا السياق لا يناسب ولا يقنع قارئ هذا الكتاب.
وتابعت “لقد خلق فرناندو أرامبورو غموضاً حول طبيعة الكتاب، إذ يتخيل إطاراً يمنح خيطًا إلى مجمل النصوص التي يحيكها، هذا الإطار هو حوار مع شخصية يسميها (العجوز)، وهو صاحب مكتبة هائلة، وحانة للنبيذ المميز، كاتب ومحدثه يشربان بينما يتأملان”.
وفي هذا السياق، شخصية الراوي، أرامبورو، يحكي له عدة أشياءـ من ناحية سيرته الذاتية كقارئ وتلك هي أفضل الصفحات، لأنه دون تكلف يحكي قصة شخصية مليئة بالأصالة، مثير للعاطفة كيف يحكي عن ولد لأبوين عاملين، يعاني الضغط والحرمان، يغذي إرادته وروحه بالطفو في عالم الأدب.
وأضافت “كما يحدث في كتاب لويس لانديرو الجديد، تعد الصفحات السيرية عند أرامبورو عالية القيمة، لاحتوائها على شهادة ولتضمنها صدقاً يصل إلى العمق، تعكس أيضاً أرامبورو ككاتب متفرد والشخص الذي يقف خلف هذا الكاتب”.
وأردفت الصحيفة “بجانب الجزء السيري، الأكثر أصالة، ثمة نصوص أخرى يقرأها أرامبورو للعجوز بصوت مرتفع، وتتضمن ما يمكن أن يكون امتداداً لمقالات ودراسات. هناك أيضاً قطع قيّمة بجانب حكايات أخرى، ونصوص تصرخ بحثاً عن سياق وتفتقد للعمق”.
وفي ختام المقال قالت: “ليس حسناً أن تقف أمام جمهور عريض لتشرح له ما هو واضح عن الشعر والرواية والقصة، الأسوأ أن تنقل ذلك في كتاب، فتعيد شرح ما هو معروف، في المقابل، جاءت قراءات الأعمال الأوروبية الكبيرة صائبة وعميقة، وكان صحياً أن يشير الكاتب إلى مؤلفين إسبان آخرين ويعترف بجودتهم”.