الحياة الشعرية في مصر تفتقد جهود الولد الفوضوي محمود مغربي

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

فضل شبلول

 

 

رحل الشاعر المصري الجنوبي محمود مغربي مساء الخميس 3 سبتمبر/ أيلول عن 57 عاما إصابته بنزيف فى المخ.

 

وبعد ساعات من إدخاله المستشفى بمسقط رأسه بمحافظة قنا (بصعي مصر) أعلن خبر وفاة الشاعر الذي كان يشارك بقوة في الحياة الشعرية والثقافية بمصر والوطن العربي.

 

ونعى المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة الشاعر الراحل، وقال د. محمد أبو الفضل بدران الأمين العام إن الشاعر محمود مغربى قد أثرى المكتبة العربية بالعديد من دواوينه الشعرية وأمسياته الشعرية فى مصر والوطن العربى، وفقدنا في الشاعر الراحل الخلق الحسن وجمال الإبداع, مضيفاً بأنه قد نال جائزة أخبار الأدب فى الشعر, كما تولى عدة أمانات لجوائز الشعر فى محافظة قنا, وأصدر عدة دواوين منها: تأملات طائر, صمت الوقت, أغنية الولد, ناصية الانثى, الفوضوى, للفقيد الرحمة وللاسرة ومحبيه خالص العزاء.

 

محمود مغربى: أمارس دورى الثقافى على المقهى وفى الشوارع

 

وكتب الشاعر فارس خضر رئيس تحرير مجلة الشعر المصرية قائلا:

 

هذا شاعر حتى لو لم يكتب بيتا شعريا واحدا، محمود مغربى قصيدة تمشى على قدمين، لا تنتظر شيئا من أحد، فقط يغنى أغنيته للناس والشوارع والطيور، ويتركها عالقة فوق الرؤوس، كرُقية الأم لطفلها المعلول، كوردة طائرة تصر أن تترك عطرها فوق جثة الحياة الدامية.

 

ويقول مغربي في حوار أجراه معه فارس خضر لمجلة الإذاعة والتلفزيون المصرية:

 

لدى إيمان راسخ بأن الشعر والإبداع والفنون في جوهرها عطاء إنسانى، إذن كيف لي وأنا القارئ والمعايش لكثير من هذه التفاصيل أن أعيش بروح البخل فى محيطى، إذن لا بد من التعاون والمشاركة فى الدور الثقافى الذي أرى أننى أقوم به بشكل غير تقليدي منذ سنوات بعيدة، إذ أدعو دائما للمعرفة والجمال والفنون، ولا تندهش إن قلت لك إننى أفعل ذلك حتى فى أثناء جلوسي في المقهى وفي سيارة الأجرة وفي القطار وفي عملى بهيئة الطرق والكبارى بقنا ولقاءاتي في مراكز الشباب والرياضة المختلفة والجامعات والمعاهد، وأحيانا في المدارس الابتدائية، وفى الحقول عندما كنت أحرث الأرض وأعتلي النخيل، وبسبب ذلك صار لي خلال العقود الماضية مئات الأصدقاء والصديقات من أصحاب الأقلام المبدعة والفنانين التشكيليين، وكذلك من عشاق القراءة؛ كل هؤلاء كانت بداياتهم برفقتي، وكانت المحبة هي الجوهر والعنوان لأن بـ “الحب قصيرة هي مسافات السفر”، وأيضا بـ “الإخلاص.. حتما تصل إلى ما تريد، وأضع تحت كلمة (إخلاص) نخلة من نخيل الصعيد.. باختصار “أنا محب لكل شىء حولى، حتى للجماد، للطبيعة، لكل مفردات الله سبحانه وتعالى هنا وهناك)، لذا أرى في كل ما أقدمه “المحبة في جوهرها”.

 

وعن المرأة يقول الشاعر الراحل محمود مغربي:

 

المرأة محور مهم ليس في حياة الشاعر وحسب بل في كل حياتنا، هي ضرورية للكون، فكما أقول “الحياة بلا امرأة صحراء”، أنا أحد الذين خبروا الصحراء وعاش فيها مفردا لشهور كثيرة، وعشت مع مفردات عظيمة خلقها المولى سبحانه وتعالى مثل البحر والجبال والرمال، والصحراء كنز حقيقى للتأمل ولفضاءات أخرى عديدة، كل هذا أعطى للمرأة بعدا آخر مهما للحياة، لذا أرى المرأة المفردة الكبرى في قاموس الحياة، بدونها يختل توازن الطبيعة. المرأة ببساطة هي حديقة الحياة بحلوها ومرها، فكيف لا نحتفى بها بشكل حقيقي وندرك قيمتها؟!

 

يقول الشاعر محمود مغربي في إحدى قصائده القصيرة:

 

وحدك

 

تفردُ كلَّ الصفحاتِ البكرِ

 

تغنّى لى

 

للدهشةِ

 

للصدفةِ

 

للغمّازاتِ

 

للناصيةِ الأنثى

 

للبحرِ

 

وللنهرِ

 

للطائرِ

 

للشدو..

 

والشدوُ بهىٌ جَنوبىّ!

المصدر: ميدل غيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى