«الخليج السينمائي».. قطاف من الإبداعات في دورات قليلة

الجسرة الثقافية الالكترونية
ناجح حسن *
المصدر / الراي
ظلت دورات مهرجان الخليج السينمائي المتعاقبة–قبل ان تتوقف دورته السابعة العام الماضي – تحظى بتجاوب وتفاعل من صناع الافلام الشباب في منطقة الخليج العربي ومن ضمنها اليمن والعراق، حيث غدت هذه المناسبة السنوية منصة تبشير بالمواهب اللافتة فضلا عن فرصة لعشاق السينما الاطلاع على تجارب متنوعة في سينمات عربية وعالمية كان المهرجان افرد لها اكثر من ركن خاص.
واليوم يتساءل الكثير من المهتمين بفعاليات المهرجان الذي تأسس العام 2008، عما اذا كان المهرجان سيقيم دورته السابعة هذه السنة، التي اعتاد القائمون عليه بان تكون في الاشهر الاولى من العام، أم انّ المهرجان بات من الماضي؟!،.. لكن تلك الانجازات السينمائية التي حققها مخرجون ومخرجات من منطقة الخليج في مهرجانات دولية، لا بد ان تدفع باتجاه اعادة النظر في ضرورة استمرارية اقامة هذا المهرجان، خاصة وان اسماء مثل: نجوم الغانم، صالح كرامة، سعيد سالمين المري، وليد الشحي، محمد مصطفى، خديجة السلامي، نواف الجناحي، محمد حسن احمد، هيفاء المنصور، عهد كامل، محمد راشد بوعلي، عبدالله بوشهري، عائشة الزعابي، عمار الكهوجي وحيدر رشيد ومثلهم العشرات من اقرانهم، جميعهم شقوا طريقهم بنجاح الى فضاءات الفن السابع بفعل تلك الامكانات التي وفرتها لهم دورات مهرجان الخليج الستة المتعاقبة، حيث اخذوا يزاحمون نظراءهم في السينما العربية والعالمية على المشاركة والاستحواذ على جوائز المهرجانات في ارجاء المعمورة.
الى ذلك، أكدت دورات المهرجان على تنامي هذه الاعداد الوفيرة من الأفلام، وعلى ثراء منطقة الخليج في الكفاءات والمهارات الاحترافية لدى جيل جديد من الشباب وقدرتهم على تعزيز السينما العربية برؤى واساليب جديدة.
وأكثر ما يزيد دهشة الناقد والمتابع لمهرجان الخليج السينمائي، تلك القدرة والجهود المتواصلة للقائمين عليه: عبد الحميد جمعة ومسعود امرالله في تضمين برامج واقسام المهرجان بمئات الافلام المتنوعة والمتفاوتة الطول، حيث جرى احصاء أزيد من200 فيلم ضمن المسابقة الرسمية في احدى دوراته ، وضعف هذا الرقم في الاقسام الموازية.. جميعها اشتغالات روائية وتسجيلية تعزف على الواقع والتجريب في تركيز على القضايا والموضوعات والطموحات التي تراود الناس في بيئات عربية وانسانية، مثلما تعكس نضوج افكار شابة من الكفاءات الموجودة ومدى شغفها بصناعة السينما.
كما جمع المهرجان عدداً من الفعاليات التي شارك فيها متخصصون في الحقل السينمائي وطلبة واصحاب مواهب في ورش العمل، التي أدارها واشرف عليها صناع افلام مخضرمون من بينهم العديد من الاكاديميين والعاملين في الاخراج والانتاج والتمثيل الحائزين على جوائز عالمية او هم اعضاء في مؤسسات أكاديمية سينمائية مرموقة.
كما جمعت جلسات (ليالي الخليج) بين كفاءات وطاقات مكرسة في صناعة السينما والعديد من النقاد والاعلاميين في نقاشات وحوارات، جرى فيها تبيان وتبادل الآراء والأفكار، والتعرف على اساليب وتيارات صناعة الافلام لدى مبدعين عرب واجانب، بغية أن تكون جسراً للتواصل والحوار لمناقشة الواقع الحالي للسينما في دول المنطقة وآفاقها المستقبلية، مثلما تتيح الفرصة لصناع الافلام في بلدان الخليج الاستفادة من خبرات وتجارب اقرانهم العاملين في هذا الحقل الابداعي. كما نظم المهرجان ندوات حوارية حول مفاهيم وقضايا وجماليات وتوزيع السينما المستقلة بمشاركة منتجين ومخرجين ونقاد ومدراء مهرجانات وموزعين واعلاميين جرى فيها تسليط الضوء على الوان من التجارب المتنوعة، وهي تحاكي بجرأة وحميمية تفاصيل الحياة اليومية ببراعة صانعيها في القبض على حالات إنسانية تتوارى في ثنايا الواقع والثقافة السائدة وبمعالجات تتعقب رؤى ومفاهيم تتطلع إلى آفاق فكرية وجمالية أرحب مغايرة لانماط الفيلم التقليدي، حيث عدت تلك الأفلام اعمالا ناضجة ترتقي إلى مستوى إبداعي متطور تفيض بالمواقف المؤثرة والدعابات السوداء لواقع افراد وفئات اجتماعية في عراكهم اليومي بالحياة وهم يضمرون مودة وألفة وبهجة.
في اكثر من مناسبة ولقاء أكد مدير مهرجان الخليج السينمائي مسعود أمرالله آل علي اهمية الحضور المؤثر للأفلام الخليجية والعربية والعالمية ضمن فعاليات المهرجان، موضحا أنه حين يتمّ تأمين بيئة مناسبة ترعى المبادرات السينمائية المحليّة، من خلال المهرجانات السينمائية والتثقيف الصحيح في مبادئ صناعة الأفلام، وتزويد السينمائيين الشباب بمنصة، فانه يجري اتاحة الفرصة لهم لتحقيق طموحاتهم المبتكرة في تغطية وسرد طيفاً متنوعاً من قصصهم وحكاياتهم ذات المواضيع والقضايا الهامة. وبيّن ان المهرجان افسح المجال أمام صانعي الأفلام الموهوبين حول العالم فرصة التنافس ضمن فئة الأفلام القصيرة، ومن شأن ذلك أن يعطي لمحة جديدة حول كيفية تعامل صانعي الأفلام مع هذا النوع من السينما لترويج الحوار والتبادل الثقافي بين صانعي الأفلام العالميين ونظرائهم من المنطقة.