الخواجة يتبع لحن الحب في “غداً أول العمر” للشاعر رعد أمان

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-
نظمت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة جلسة نقاشية لديوان “غداً أول العمر” للشاعر والإعلامي رعد أمان الصادر عن الدائرة، وتحدث في الجلسة الناقد الدكتور هيثم الخواجة، بحضور الشاعر أمان الذي قرأ قصائد مختارة من الديوان .
الخواجة في تحليله للديوان استهل بالقول إن الشاعر “يساكن الشعر ويسكنه، ويسري في دمه سريان العطر في الأنفاس”، ورأى أنه يركز على المشاعر الإنسانية النبيلة التي تعبر عن عشقه للحياة وطموحه وآماله، وغيرها من الموضوعات التي تحرك وجدانه بالجمال فينفثها شعراً .
استشهد الخواجة بقول أمان:
أنا أغني فتخضل اللحون هوى
ويطرب الطير في خضر البساتين
يغار من عذب صوتي بلبل غرد
فيجرح اللحن بين الحين والحين
وأضاف الخواجة أن الشاعر اتخذ الطبيعة نبعاً يمتح منه، فالطبيعة لديه احتلت أدواراً كثيرة وطوّعها من أجل مهمات متنوعة، منها البهجة، والتأمل، والمحاكاة، وإضفاء مسحة جمالية، والعزف على وتر البوح، واتسمت ألفاظه باختيار معجم الفرحة والنور وكل إحالات الضوء، وقال: “في قصيدة (روح الربيع)، تسكب الحبيبة النور في أعماق الشارع وتنثر زهر الحب في آفاقه والنسيم، يظن أنه فاز بعناق الحبيبة، أما الشذا فقد تولّه برحيقه الرقراق، يقول رعد:
والفجر حين رآك خبأ وجهه
حسداً وهام بحسنك البرّاق
يا أنت، يا روح الربيع وسحره،
عمري أنا ما قد مضى والباقي
أنت التي خضع الجمال لعرشها
ومشى إليها الحسن في إطراق”
وتوقف الخواجة عند معاني الحب في قصائد الديوان، فرأى أن الشاعر عندما يعالج محور الحب تتسع لديه دائرة السؤال وتتعمق المشاعر إلى الحد الذي يجعله يتماهى في علاقاته مع الآخرين، فيبث في محراب الحب أصدق الكلام .
وتوقف الخواجة أيضا عند مبدأ تقدير الإنسان لدى الشاعر الذي يدل على أريحية نفسه، فهو يثمّن فضائل الآخرين من خلال مشاعر الصداقة والشفقة والرثاء، وضرب الخواجة مثلاً بقصيدته (عاشق المسرح) التي كتبها مثمناً دور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في دعم المسرح، وما أسداه لحركته العربية والعالمية من خدمات، وأورد الخواجة منها هذه الأبيات:
ولم يزل يصول في ساحاته
كالفارس المبجل المجنح
في مسمع الدنيا يرنّ صوته:
“قد عشت عمري عاشقاً للمسرح
إذا قضيت فاكتبوا في سيرتي
قد عشت عمري عاشقاً للمسرح” .