الدوحة المسرحي .. أخطاء متكررة

الجسرة الثقافية الالكترونية
*مصطفى عبد المنعم
المصدر: الراية
انتقد عدد من الفنانين والمخرجين الخطوات البطيئة في سير عملية قراءة النصوص المسرحية المرشحة للمشاركة في مهرجان الدوحة المسرحي وأكدوا أن تشكيل لجنة النصوص وبدء عملها قد تأخر كثيرًا خاصة أن النصوص المرشحة يصل عددها إلى 20 نصًا أعلنت اللجنة أنها تعكف على قراءتها وأنها ستحدد النصوص المقبولة في منتصف فبراير المقبل، وهو ما اعتبره عدد من الفنانين تأخيرًا كبيرًا يعوق دون الاتفاق مع الفنانين المشاركين في الأعمال، فضلاً عن ضيق المدة الزمنية المتبقية لعمل البروفات والتجهيز والإعداد للمهرجان، واعتبروا أن هذه هي مشكلة كل عام وهي أحد أهم أسباب عدم خروج الأعمال بشكل متكامل.
قائمة الانتظار
وفي البداية يتحدث الفنان فالح فايز الذي يقوم حاليًا ببطولة مسرحية (المرزام) التي تشارك في مهرجان الشارقة المسرحي الأول وهي من تأليف وإخراج عبد الرحمن المناعي.
إن بدء أعمال لجنة النصوص الآن سيؤدي إلى تأخر إعلان الأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية وهو ما يؤدي إلى ضغط المخرجين والممثلين ومصممي السينوغرافيا وإلزامهم بمدة زمنية أقل كثيرًا ما ينبغي، وأشار فايز إلى أن النصوص المرشحة للمهرجان تم استلامها في أكتوبر الماضي وأغلق باب استقبال الأعمال في 30 أكتوبر، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن وهو ما يقرب من ثلاثة أشهر لم يتم استغلالها أبدا بالشكل الأمثل، وهذا الأمر سيشكل أزمة لدى الفرق التي ستستعين بفنانين من الخارج حيث لا يمكن الاتفاق مع فنان ووضعه على قائمة الانتظار كل هذه المدة وفي النهاية ربما يقبل النص ويُشارك في المهرجان وربما لا، ولفت إلى أن أغلب الظن أن النصوص التي سيتم قبولها ستكون للفرق الأربعة الرسمية والبقية للشركات والتي عادة ما تكون أربعة نصوص أخرى أو ستة على الأكثر وهو عدد قليل بالنسبة للنصوص التي ترشحت وهي 20 نصًا، ويضيف المخرج فالح فايز قائلا: أنا عن نفسي أستعين بفنانين محليين وقد أخبرتهم أنني تقدمت بالنص وفي حال قبوله سنبدأ في عمل البروفات فورًا.
جهد مضاعف
من جهته قال الفنان علي حسن إن تأخر بدء أعمال لجنة القراءة وبالتالي تأخر إعلان أسماء الأعمال المشاركة هو خطأ كبير لما في ذلك من إجهاد الفنانين وتحميلهم جهدًا مضاعفًا في الاستعدادات والبروفات بالإضافة إلى أن هذا الضغط من الممكن أن يكون على حساب جودة العمل وإتقانه، والمفترض على قسم المسرح أن يتدارك الأمر وأن يقدم كل التسهيلات اللازمة للمشاركين خصوصًا أن الأعمال تم تقديمها منذ فترة كافية، وأضاف الفنان علي حسن قائلا: للأسف نحن نقيم المهرجان في كل عام وللأسف ترتكب ذات الأخطاء وأعتقد أن العملية تحولت إلى روتين فضلا عن غياب المكاشفة والمحاسبة، فلماذا لا يكون هناك تنسيق بين إدارة المسرح واللجنة المنظمة للمهرجان وبين الفنانين وأن يستمعوا إلى ملاحظاتهم الخاصة بكل دورة حتى يتم تدارك هذه الأخطاء وضمان عدم تكرارها ولكن ما يحدث للأسف هو أن المهرجان ينتهي ولا نجد من يسأل حتى العام الذي يليه.
طامة كبرى
من جانبه يقول الفنان فيصل رشيد إن تأخر الإعلان عن النصوص المشاركة في المهرجان هو طامة كبرى! فكيف سيتمكن المشاركون بالمهرجان أن يستعدوا لعروض المشاهدة أو حتى يستعدوا لتقديم أعمال جيدة، فمتى يستطيع المخرج أن يتفق مع ممثلين، وكيف أجعلهم في حالة انتظار وربما لن يقبل النص، وفي حال تأخر لجنة النصوص في إعلان الأعمال المشاركة ستحدث حالة من الربكة وأزمة في الوقت وأعتقد أنه في مثل هذه الظروف ينبغي أن تلغى لجنة المشاهدة حتى لا نتأخر أو نقدم أعمالا تتسم بالاستعجال وعدم الإتقان، أو أنها كانت لجنة مشاهدة فقط لأنه في كثير من الأحيان يكون النص غير جيد إلا أن المخرج ينجح في تقديمه بشكل يفاجئ الجميع وقد يكون العكس بحيث يكون النص جيدًا والمخرج لا يقدمه بالشكل المطلوب.
ولفت فيصل إلى أنه قدم نصا للمشاركة بالمهرجان وحتى الآن يخشى أن يتفق مع الفنانين حتى لا يربطهم معه وهو لا يعرف مصير نصه كما أنه يخشى في الوقت ذاته ألا يكلمهم فيتفق معهم مخرج آخر، موضحًا أننا حاليًا في شهر فبراير ولم نعرف شيئًا عن الأعمال المشاركة والمهرجان في مارس وهو ما يعني أننا لن نجد سوى شهر واحد فقط للعمل وهو ما يتناقض مع مطالبات إدارة المهرجان المتكررة كل عام والتي تنادي بأنه يجب أن تكون الأعمال بمستوى جيد ومتقنة، وأنا أتعجب من تأخير البت في الأمر رغم أن الأعمال تم تسليمها في شهر أكتوبر الماضي.
انتقاء الأفضل
بدوره يقول الفنان عبد الحميد الشرشني إن مدة شهر فترة كافية لإنجاز عمل مسرحي جيد، وأنا مع أن تتريث لجنة النصوص وأن تتمعن في قراءة النصوص حتى تنتقي الأفضل، وأوضح أن الأمر لا يشكل ضغطًا على المخرج أو الفنان مؤكدا أن الفنان من الممكن أن يوضح موقفه لأكثر من مخرج وأن يكون جاهزا في حال رفض نص وأن يكون لديه مكان آخر متفق معه بحيث إذا ما تم رفض نصه في المكان الأول له أن يذهب لمكان آخر، وأنا أعطيت كلمة لمخرج وجاءني مخرج آخر ولكنني قلت له أنا مرتبط بكلمة مع المخرج الفلاني وإذا لم يتم مشاركة نصه سأكون معك.