الرواد الكبار يستذكر الفنان التشكيلي الراحل محمود طه

خاص(الجسرة)

بريهان الترك
أقام منتدى الرواد الكبار، في العاصمة الأردنية عمّان، حفل تأبين واستذكار للفنان التشكيلي الراحل محمود طه، كما أقيم في قاعة عبد الله رضوان بمقر المنتدى معرضا فنيا بعنوان “نقطة تلاقي 2″، يستمر حتى 23 من آذار الحالي، وذلك بحضور امين عام وزارة الثقافة الروائي هزاع البراري مندوبا عن وزير الثقافة، وبمشاركة الفنانين: الدكتور كرام النمري، والدكتور محمود صادق، ونصر عبد العزيز، وشينار عبد الله، وياسر الدويك، إضافة الى أعمال مختارة للفنان محمود طه.
في بداية الحفل قالت السيدة هيفاء البشير: “نشعر بغصة في القلب على رحيل فنان أردني كبير هو الفنان محمود طه، حيث نجد أنفسنا في لحظة حزنٍ ورثاءٍ لصانع الصلصال الذي حمل من قريته يازور المحتلة، همّ الناس وجراحهم المنغمسة بالنكبة الفلسطينية لينطق الصلصال من خلال أعماله، وقد حّملها ذاكرة وطن جريح وإنسان مستلب هو الإنسان الفلسطيني والعربي الذي تضمخت حياته بدم الشهداء وعبق الفراق لأوطانه وارضه.
من جهته خاطب الفنان التشكيلي عبد الرؤوف شمعون عبر كلمة صديقه الراحل: يا محمود، اسمح لنا أن نغتابك بمحبتنا وأنت الحاضر الغائب، وأضاف شمعون: “محمود طه الفنان الذي غاب عنا، إلا أنه باقِ معنا وبيننا طالما روحه تمر على أعماله واحدة، واحدة، مثلما كانت تفعل يداه، في الطين سر إرادة التكوين، هي الارادة الإلهية في البداية وفي النهاية منه بدأت الخليقة بدأت الحياة وإليه تنتهي. من هنا، أرى أن علاقة محمود طه بالطين كانت علاقة دنيوية وروحية معاً، وتكاد تقترب من وصفها علاقة عشق صوفي”.
وتحدث الفنان التشكيلي محمد الجالوس في كلمته عن علاقته مع الفنان الراحل قائلا: “في وداع الكبير محمود طه، في غياب الجسد وحضور الروح والأثر الفني، فقدنا الذاكرة ذاكرة الماس، تلك التي ميزت محمود طه، وهي ذكرة صلبة، غنية.. محمود طه بالنسبة لي لم يكن مجرد فنان فقط، بل كان حاملاً أمنياً ومؤرخا للأحداث ولتاريخ بدأ من المأساة الفلسطينية حتى استقراره في مخيم الحسين في عمان وما بينهما كانت الرحلة، رحلة البحث عن الفن والحياة وهي رحلة خشنة، قاسية، ومفرحة في ذات الوقت.
أما الفنان ياسر دويك استذكر صديقه الراحل قائلا: “أثناء امتحان القبول في كلية الفنون – جامعة بغداد- وقبل تسليم ورقة عملي واذا بيد تربت على كتفي … ووجهاً لوجه يخاطبني : أنا محمود طه، كأنه يعرفني منذ زمن مخاطباً اترك فندقك وتعال إلى فندقنا، وعرفني على زميله عبد المجيد أبو ديل… ووافقت مباشرة وكان ذلك عام 1964م وكانت بداية مشوار رفقه الزمن الطويل الجميل، مشيرا إلى العشرة المثالية بين الأصدقاء بل كانت اقرب إلى الأخوة. تواصلنا بلغة الفن التي عشقناها معاً وجمعتنا مشاعر الغربة والعزيمة والإصرار على ان ننهل جل العلم والعمل والمعرفة من كبار استاذة المعرفة في العراق وانضم الينا الأخ والفنان عزيز عمورة والفنان محمود صادق والفنانة رحاب النمري والفنان شبلي حدادين لتتسع حلقة التضامن والمعرفة والأحداث وتتشابك ايدينا بهمة وعزيمة.
واختتم حفل التأبين بكلمة لشيخ الفنانين التشكيلي رفيق اللحام الذي سبقته العبرة وهو يستذكر مناقب الفقيد، مستحضراً علاقته الشخصية مع الفنان ومثمناً مبادرة منتدى الرواد الكبار استضافة المنتدى لهذا المعرض وتأبين الفنان محمود طه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى