«الزهايمر» جوليان مور وعادل إمام.. من رصانة زينة يازجي إلى جيزيل خوري.. وتعلقنا بالفساتين الشفافة

الجسرة الثقافية الالكترونية

مالك العثامنة *

المصدر / القدس العربي

«أوسكار جوليان مور وعدالة العالم
أن تفوز جوليان مور بأوسكار، بالنسبة لي خطوة بناءة في تبديد عتمة الكون وخطوة أولى لتحقيق العدالة في هذا العالم.
طبعا بقيت لدينا خطوات كثيرة منها توقف الحروب وعودة كل لاجىء الى بيته والتوقف عن إنتاج ورق العنب في معلبات وإنقراض أحلام والتبرع بتوفيق عكاشة لمختبرات التجارب الكيميائية، وإحالة جامعة الدول العربية إلى متحف الآثار، وكثير من التفاصيل المسيئة للمشهد العام.
مبروك جوليان، وبصدق أنا أحب هذه الممثلة الصبورة والمتفانية جدا ومبروك لعشيرة المواورة هذا الفوز العظيم، ولا شك أن فيلمها الذي يعالج موضوع التعرض لمرض الزهايمر الخطير يستحق الفوز، كما المشاهدة وهو ما يذكرني بتلك المعالجة الساذجة للمرض ذاته في فيلم لعادل إمام حمل اسم «زهايمر» لا تخرج منه إلا بأمنية أن يصيب الزهايمر خلايا الدماغ التي احتفظت بشيء من هذا الانتاج السيء.

يازجي وجيزيل
يختلط الحابل بالنابل في الإعلام المصري، الذي بات ساحة تراشق بين نجوم السينما فيه وإعلامييه من برامج «التوك شو»، وهي برامج عموما صار غالبيتها أشبه بضجيج «التوك توك الشهير»، بدلا من حوار «التوك شو» التقليدي.
القصة غير محصورة بمصر، فالإعلام العربي برمته يتسابق في هذا النوع الجديد من برامج «التوك توك» والتي تتنافس في ما بينها بقوة الصراخ والمناوشات والحوار الصاخب ونسبة الشتائم، والأفضل فيها ما ينتهي بقلب طاولة الحوار «وهو حوار غائب أساسا منذ بداية الحلقة».
زمان، كنت أطرب فعليا لمشاهدة برامج منى الشاذلي، والتي تحولت هي الأخرى لنجمة شباك تقفز من فضائية إلى أخرى بمواسم تعاقد تتغير حسب المزاج السياسي السائد، وحاليا فقدت الرغبة في البحث عنها وعن برامجها تعبا من تقليب المحطات.
مرد إعجابي سابقا ببرامج منى الشاذلي قدرتها على السيطرة على الحوار بوتيرة هادئة دون المساس بعنصر التشويق…وهذا ما نفقده اليوم في برامج الحوار العربية إلا من رحم ربي.
شخصيا، أسجل إعجابي وشغفي بمتابعة السيدة زينة يازجي أينما حلت في فضائيات العرب، وذلك لأنها لا تزال قادرة على ضبط الإيقاع بتوازن مع صخب الأسئلة المطروحة على ضيوفها.. طبعا غير طلتها الجميلة والواثقة وحضور مثقف وواعي يحترم المتلقي.
هذه الطلة «وأكثر قليلا» كانت تميز برامج الفاتنة جيزيل خوري، والتي كانت تعرف كيف تجذب المشاهد إلى حوارها حتى لو كان مع شاعر محلي من موزمبيق يقرأ شعره بلغته المحلية، فالتعاطي مع الكاميرا موهبة، والسيدة جيزيل كانت تتقن هذا الفن، ومخرج حلقاتها كان يبدع في تصوير مشهد طاولة الحوار بأكملها فوق وتحت.. مما يجعل المشاهد مشدودا لحوارات جيزيل بكل تفاصيلها!!

خذو الحكمة من رولا سعد
«الكل يرى الناس بعين طبعه».. قول مأثور وقديم، وفيه جزالة، لكنه اكتسب صفة الإثارة وقد استخدمته الحسناء الفنانة اللبنانية رولا سعد على حسابها الـ»فيسبوكي» ردا على منتقديها، وقد ظهرت بفستان شفاف وصفه المطلعون أن خيوطه ملفوفة وليست منسوجة… وذلك في إطلالتها بعيد الحب الفائت.
بصراحة أعجبني رد الفاضلة رولا سعد، وهو رد مفحم وحازم.. لكن ما لا يعجبني هو صناعة الخبر في عالمنا العربي بهذه الطريقة، وهي صناعة ما كانت لتكون لولا وجود مادة خام رئيسة وهي الجمهور المهتم بفستان رولا سعد وغيرها من الفنانات.
أحيانا أعتقد أن بعض نجوم عالمنا العربي يطربون للضجيج الذي تثيره بعض التفاهات التي يتعمدونها، وذلك لزيادة حجم المنشور عنهم في الصحف.. والخبر أعلاه تواترته الصحف العربية لأن له جمهورا يتابعه وبشغف.
إذن.. لا نعيب فستانك يا رولا سعد.. بل نعيب أنفسنا، وما لزماننا عيب سوانا!

سمير حبال من الموسيقى الملكية إلى «صاج الفلافل»
ومن على ضفاف المفارقات الموجعة في عالم الفن والترفيه بين الأصيل والمبتذل، أتذكر صديقي السوري الحلبي في بلجيكا، الفنان سمير حبال، وهو من أشهر عازفي آلة القانون في أوروبا، وأقام حفلات عديدة في القصر الملكي البلجيكي، وبطلب من تشريفات العائلة المالكة هناك، لكن لأن الفن بدون علاقات عامة لا يطعم صاحبه الفلافل، فقد انتهى صديقي قبل فترة وجيزة من تأسيس مطعم فلافل في مدينته البلجيكية حيث يقيم، ملخصا حال الفن الأصيل في العالم العربي ونهاياته أمام «صاج قلي» الفلافل الشهير.
صديقنا الفنان سمير حبّال، لا يزال مفعما بالفن والحياة، ولا يزال رغم ضغوط العيش يخفي «قانونه» في مطبخ المطعم ليتحين الفرصة وقد اجتمعنا لديه فيعزف لنا ولزبائنه البلجيك أحلى المقطوعات الجميلة فيساوينا بفنه المدهش مع العائلة الملكية، وقد استمعنا إلى ما استمعوا وطربوا له.
ودوما أهمس في أذن صديقي الفنان وقد لف لي سندويشة فلافل معتبرة ( .. للعالم قوانينه التي تنتهي بعقوبات، وانت يا مبدع لك «قانونك» الذي لا عقوبات بالمطلق فيه).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى