الساحة الفنية بحاجة لعودة المسرح التجاري

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد  المنعم

 

أكد عبد الرحمن الملا منتج مسرحية “بشويش” أن الساحة الفنية بحاجة لعودة المسرح التجاري، معتبراً أن غياب الدعم من أبرز معوقات الإنتاج الفني، داعياً المنتجين إلى عدم تخوف الخوض في غمار الإنتاج الفني شرط اختيار النص الجيد والرسالة الهادفة التي تستطع الوصول إلى الجمهور.

 

وقال الملا في حوار مع الراية: أعمل على استعاد الجمهور للمسرح وتعميق الثقة بالفنان القطري، مشيراً إلى أنه يعمل من خلال تقديم أنشطة فنية مميزة في الإجازات على أن يُسهم في جذب المواطنين لقضاء تلك الإجازات داخل الدولة، كما يتطلع في المستقبل لإنتاج مسرح للطفل ويخطط لإنتاج أفلام وثائقية عن قطر الماضي والحاضر بالاستفادة من النجوم القطريين.

 

 

> بداية حدّثنا عن مبادرة إنتاج مسرح تجاري له رسالة ؟

– بالفعل هي مبادرة حرصت على أن أطرحها بعد أن شاهدت ولمست بنفسي مدى حاجة الساحة الفنية إلى عودة المسرح الذي يناقش القضايا الاجتماعية، ونظراً لاهتمامي بالرياضة حيث إنني كنت لاعباً سابقاً، فقد كانت قضية تنظيم المونديال تشغلني كثيراً وكنت على تواصل مع المؤلف تيسير عبد الله الذي بلور الفكرة وطرحها عليّ وقدّم لي النص فتحمّست له كثيراً، وقد شجعني لهذا العمل وقال لي انطلق، وأنا أثق فيه وفي كتاباته كما أنني أثق بالمخرج سعد بورشيد الذي يتفانى في تقديم كل ما لديه، وكما ذكرت أنني كنت رياضياً وأنا أعتقد أن الفن والرياضة وجهان لعملة واحدة لهذا حدث اقتناع سريع بالفكرة وتعاوننا على أن نبدأ فوراً في تنفيذها، وهذه الظروف الدقيقة توجب على الجميع أن يتوحّدوا سواء من الفنانين أو الكتاب أو الرياضيين أو المهندسين أو الأطباء فجميعنا قطر، ولهذا تعاونا من أجل إنتاج هذا العمل لنقول للجميع ها هي قطر وما وصلت إليه قطر من تحضر وتقدّم.

 

> لماذا اخترت المسرح لتوصيل رسالتك؟

– توصيل المعلومات لأي مواطن من خلال وسائل الإعلام ربما يكون أسهل ولكن هذه المعلومة ستكون مباشرة ووقتية ولن ترسّخ في الأذهان ويشعر بها من يتلقاها بنفس القدر الذي ستصل إليه في حال تلقي نفس المعلومة من خلال عمل فني يقدّمه الفنان بكل مشاعره وأحاسيسه ويؤمن به، وأنا أدرك قيمة الفن في توصيل الرسائل المهمة للناس خصوصاً أن الأمر ليس تسجيلياً وأنما هو فن يخاطب الوجدان والمشاعر.

 

> ما هي أهم العقبات التي تواجه الإنتاج الفني؟

– في الحقيقة يمكننا أن نُجمل معوقات الإنتاج الفني في قلة وغياب الدعم، فالمنتج يخاطر عندما يتصدّى لإنتاج عمل جماهيري خصوصاً بعد أن ابتعد الجمهور عن المسرح، وأنا غامرت كثيراً بهذه المبادرة وأنا أعشق التحدي، ولكنني لم أنظر إلى الجانب المادي بقدر إيماني بالقضية التي أحرص على تناولها، وأنا أطالب جميع الشركات والقطاع الخاص من العاملين في مجال الإنتاج الفني أن يدعموا المواهب القطرية والمسرح ويمنحوهم الثقة من خلال الاعتماد عليهم مرة أخرى في الأعمال المسرحية، حتى لا نرى هجرة جماعية لفنانينا وحتى نحقق لهم الانتشار والشهرة داخل أوطانهم وليس بعيداً عنها، وعلينا أن نتبنى المواهب القطرية وندعمها.

 

 

 

 > وما هي طموحاتك في مجال الإنتاج الفني؟

– طموحاتي لا تنتهي.. وكما ذكرت فإنني أسعى إلى استعادة الثقة في الفنان القطري وأن أساهم في عودة الجمهور للمسرح مرة أخرى من خلال أعمال اجتماعية كوميدية هادفة، وأحرص أيضاً على أن أجعل المواطن القطري يبقى داخل دولته في الإجازات ولا يسافر خارج قطر وينفق أمواله بالخارج خصوصاً وأن الدولة توفر للمواطنين كل سبل الراحة والترفيه في الإجازات والأعياد وأصبحت قطر قبلة للسائحين من البلدان المجاورة، لذلك فأنا حريص من خلال تقديم أنشطة فنية مميزة في الإجازات على أن أسهم في جذب المواطنين لقضاء تلك الإجازات داخل الدولة، كما أتطلع في المستقبل لإنتاج مسرح للطفل وأخطط لإنتاج أفلام وثائقية عن قطر الماضي والحاضر والاستفادة من النجوم القطريين الذين أصبحوا للأسف يبتعدون عن الساحة الفنية بسبب افتقارها لعناصر الجذب وأصبحنا نرى كثيراً من الممثلين يتجهون للإخراج أو يتركون المهنة أو يسافرون للعمل خارج قطر.

 

> وكيف ستحقق هذا الدعم للمواهب القطرية من خلال العمل؟

– حرصنا على أن يكون الفنان القطري له تواجد قوي في العمل من خلال منحهم أدواراً رئيسية ومساحات كبيرة في العمل، واكتشفنا بالفعل أن الشباب لديهم مواهب متميزة ولكنهم كانوا يتوقون للفرصة ولمن يتيحها إليهم، وأنا أؤمن بأن القطاع الخاص شريك أساسي في تطوير الحركة المسرحية وعلى الجهات الداعمة أن تعمل على عودة إحياء المسرح لدى الجمهور من خلال المشاركة في حضور المسرحيات وشراء تذاكر لمنتسبيها ليحضروا العروض مع ذويهم وهو الأمر الذي يعود بالإيجاب على الجميع خصوصاً أن المسرح هو معيار لقياس مدى تقدّم وتطور الشعوب، ولكن شريطة أن يكون العمل المقدّم هادفاً وله مضمون.

 

> ما هي رسالتك للمنتجين؟

– أقول لكل منتج يريد أن يقدّم أعمالاً فنية ولا يتعرّض للخسارة: اختاروا نصاً هادفاً وجيداً وله مضمون ورسالة، واختاروا ممثلين جيدين لديهم من الخبرة والموهبة ما يؤهلهم لانتزاع إعجاب الجمهور وعدم الخوف بعدها من شيء، فالتوفيق سيكون حليفكم إن شاء الله، وعلى المنتج ألا يفكر فقط في الربح وأن يكون هو الأولوية، فأنا عندما قرّرت إنتاج هذا العمل لم أفكر في أي ربح مادي أو دعم ولكن عند طرح المشروع الجيد ستجد من يدعمك بعد أن تدور العجلة.

 

> وهل حصلت على دعم بعد أن شرعت في تنفيذ هذا العمل؟

– في الحقيقة لا أستطيع أن أتجاهل دعم الهيئة العامة للسياحة ووزارة الثقافة حيث رحبتا بالفكرة بشدة، وكذلك الدعم اللوجيستي من جانب المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، ويكفي أن الهيئة العامة للسياحة وضعت مسرحية “بشويش” ضمن برنامج الهيئة السياحي لفعاليات عيد الفطر المبارك وتم وضع الملصقات الدعائية التي توزع للسائحين وفي المطار لتكون مسرحية “بشويش” من أوائل الأعمال الفنية التجارية التي تسهم للترويج لدولة قطر من الناحية الفنية، وهو ما يجعل مسؤوليتنا كبيرة من أجل إنجاح هذا العمل وتقديمه في أفضل صورة خاصة أنه باكورة إنتاج شركة السافلية للإنتاج.

 

> ما هي الرسالة الأساسية للعمل والتي تودون أن توجهونها من خلاله؟

– خلال إحدى زياراتي للعاصمة البريطانية “لندن” التقيت بشخص عربي كان يحدّثني عن حضوره لأحد المؤتمرات التي تم تنظيمها للحديث عن تنظيم قطر لمونديال 2022، ويقول هذا الشخص عندما سمعت معلومات مغلوطة وهجوم على قطر: لم أشعر بنفسي إلا وأنا أطلب الميكروفون وأدافع عن قطر، وقد شعرت بغيرة شديدة كوني عربياً ووقتها شعرت أن قطر بلدي وأن واجبي هو أن أدافع عنها، وهذا الأمر يثبت لنا أننا كشعوب عربية همّنا واحد وطالما أننا نلتف حول بعضنا البعض فلن نضار من تلك الهجمات، وشاهدنا اجتماع وزراء الإعلام العرب وبيانهم الداعم لدولة قطر ووقوف كل الدول العربية وراء قطر لتنظيم هذا الحدث الرياضي المهم، ومن كل ما سبق شعرت أنه من واجبي أن أساهم أنا وفريق العمل أيضاً في تقديم رسالة فنية لها نفس المضمون وهي أننا لن نخشى من أي هجوم علينا طالما أننا “كلنا قطر”.

 

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى