السامرائي ومريم فرج يناقشان ضرورة ترجمة الأدب

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-

ناقشت ندوة “ترجمة الأدب ضرورة ملحّة” التي أقيمت في ملتقى الكتاب ضمن فعاليات رمضان الشارقة المقامة في إكسبو، وحاضر فيها كل من الدكتور غانم السامرائي من جامعة الشارقة والكاتبة الإماراتية مريم جمعة فرج، أهمية الترجمة وتأثيرها الحضاري والإنساني في تطور ورقي الأمم، والأبعاد والآثار السلبية التي تنجم عن عدم إحاطة الترجمة عامة والأدبية بشكل خاص بالرعاية والاهتمام المطلوب، وأدار الندوة الإعلامية نعمات حمود .

تحدث السامرائي عن الأخطاء المقصودة وغير المقصودة في الترجمة عن كتب وروايات وأفلام، والتي أدت إلى نقل صورة مغايرة عن العالم العربي والإسلامي للغرب، وشدد على ضرورة أن يتصدى للترجمة أهل الاختصاص الذي يستطيعون نقلها بصدق ودراية دون أي تحريف أو تغيير في المعنى، وقدم أمثلة على أهمية الترجمة في التاريخ الإسلامي، وقال في زمن الخليفة هارون الرشيد كان يوزن الكتاب المترجم بالذهب لأهميته، والترجمة الأدبية باتت ضرورةً ملحّة، بعد أن أساء الغرب فهمنا في كثير من القضايا، وهو ما أدى حسب، السامرائي، إلى خسارة العرب ماديّاً ومعنوياً ومن ثمّ الانزواء والتموقع الهامشي حتى خسارة الأوطان، وأضاف “إذا أردنا أن نستعيد جزءاً من مكانتنا، علينا أن نقدم صورة حقيقية عن ثقافتنا، وللترجمة الدور الكبير في هذا الميدان” .

وذكّر السامرائي بالخطأ التاريخي الذي تم الوقوع به بسبب سوء الترجمة لأحد قرارات الأمم المتحدة الخاص بفلسطين، حيث ترجم القرار بأن على إسرائيل أن تنسحب من أراضٍ عربية محتلة، وعندما جاء تنفيذ القرار قالت إسرائيل إنها ستنفذه وتنسحب من أراضٍ عربية محتلة، وليس الأراضِي، وهنا كان الخطأ الفادح، للفرق في المعنى بين أراضٍ والأراضي، فضاع حق كبير على العرب، كما قال السامرائي .

وتحدثت الكاتبة مريم جمعة فرج عن أن الترجمة ليست مجرد نقل معلومات وألفاظ من لغة إلى لغة أخرى، بل هي نقل المعنى وما وراء المعنى لأنها أولاً أداة ووسيلة تواصل، تعبّر عن التراث الثقافي والفكري للمجتمع، وعن معتقداته وتوجهاته وتنقلها إلى المجتمعات الأخرى والعكس، وأكدت مريم فرج الأهمية القصوة للترجمة الأدبية التي تأتي من كونها مرآة لحياة الشعوب، تعكس إنجازاتها الحضارية .

وأضافت فرج أن الأجناس التي تطرحها الثقافة من شعر ومسرح وأدب بأنواعه، تعتبر استشرافاً وقراءة للمستقبل، ومن هنا تأتي أهمية الترجمة الأدبية في استعادة الماضي حتى يتعرف الإنسان إلى تاريخه ويحميه من الاندثار، وأشارت إلى أن العرب لم يهتمّوا بمسألة الترجمة رغم أهميتها وإلحاحها، منوّهةً بضرورة الاستثمار بالترجمة الأدبية لما يحققه ذلك من رقي وتواصل حضاري وإنساني مع الثقافات الأخرى . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى