السينما الجزائرية تفقد المخرج رونيه فوتيه أحد أبرز مؤسسيها

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر / وكالات
فقدت السينما الجزائرية أمس الاول الاحد أحد ابرز مؤسسيها والذي جرى اعتباره من قبل العديد من النقاد احد ابرز قاماتها الرفيعة هو المخرج رونيه فوتيه الذي غيبه الموت في احد مستشفيات فرنسا عن 87 سنة.
درس المخرج الراحل رونيه فوتيه الذي لقب بـصديق الثورة الجزائرية السينما في معهد الدراسات السينمائية ليكرس عدسته بعدها لخدمة القضايا العادلة، خصوصا تصويره لمعاناة الجزائريين إبان فترة الاستعمار.
ومن أبرز أعماله التي عالجت الثورة الجزائرية واقتربت من أجوائها فيلمه (الجزائر أمة) الذي أنجزه سنة 1957، وهو العمل الذي صدر بسببه حكم ضده بدعوى المساس بـالأمن الداخلي الفرنسي، كما بينت جريدة (الخبر ) الجزائرية ان الراحل فوتيه قدم فيلمه الوثائقي المعنون (جيش التحرير الوطني في القتال)، لكن العمل الذي أزعج كثيرا السلطات الاستعمارية في الجزائر هو فيلم (ساقية سيدي يوسف) الذي تعاون على إنجازه مع اخرين لمصلحة السينما التابعة لجبهة التحرير الوطني، وهو الفيلم الذي يستعرض ما لحق بسكان قرية ساقية سيدي يوسف الواقعة على الحدود الجزائرية التونسية من اجحاف وظلم، وفيه شهادة حية على ممارسات الاستعمار، وهو الذي تسبب في إثارة الرأي العام العالمي ومطالبته فرنسا بالخروج من الجزائر، وفي نفس الوقت أنجز رونيه فوتي فيلمه المعنون (الجزائر تلتهب) وهو فيلم من 23 دقيقة.
وعشية استقلال الجزائر ساهم رونيه فوتيه في إنشاء المركز السمعي البصري بالجزائر، الذي قام بمهمة تدريب وتعليم السينمائيين والتقنيين الشباب في الجزائرمثال: محمد الخضر حامينا واحمد راشدي وسواهم ، وظل يشرف على المركز حتى مغادرته الجزائر العام 1966.
نال فيلم فوتيه (أن تكون في العشرين بالأوراس) الجائزة الدولية للنقد بمهرجان كان سنة 1972، كما حاز فيلمه الآخر (أبناء العم الثلاثة) على جائزة أفضل فيلم عن حقوق الإنسان في ستراسبورغ العام 1970.
أما في فرنسا فقد واجهت أعماله العديد من العقبات ، حيث جرى رفض عرض فيلمه (الناقوس) الذي يتطرق للتمييز العنصري (الأبرتهيد) بجنوب إفريقيا، قبل أن يسمح بعرضه في العام 1965.
يشار الى ان فوتيه حظي بعدة تكريمات على غرار الاحتفاء الخاص بمهرجان وهران للسينما العربية في العام 2012، والتكريم الأخير في العام 2014 بسنيماتيك الجزائر.