الشبابي للإبداع الفني يناقش تجربة “أبيات وإنطباعات”

الجسرة الثقافية الالكترونية -الراية-

عقد المركز الشبابي للإبداع الفني أمسية ندوة فنية فكرية ضمن منتدى فكرة على هامش معرض الشعر العربي الحديث الذي أقامه جاليري المرخية تحت عنوان “أبيات وانطباعات”، وذلك من أجل إلقاء الضوء على أعمال الفنانين المشاركين ورؤيتهم للفن، وتأتي هذه الندوة، ضمن التعاون القائم بين جاليري المرخية والمركز الشبابي للإبداع الفني، والذي أثمر العديد من المعارض والندوات طيلة المواسم الثلاث الماضية، وحاضر في الأمسية كل من الفنانين عبد الله عكار، فايق عويس، يوسف أحمد، صباح الاربيلي.

 

في البداية قامت الفنانة التشكيلية الشابة دانة صفر بتقديم المحاضرين، ثم بدأت الندوة بمناقشة آليات الفنان التشكيلي للاستلهام من شكل آخر من أشكال الفنون وكيف تتم ترجمة ذلك من خلال الفنون البصرية، حيث قام كل من الفنانين المشاركين بالتعريف بتجربتهم في المعرض محل النقاش.

 

بدوره أشار الفنان يوسف أحمد أنه انطلق في أعماله من خامة سعف النخيل التي يشتغل عليها منذ أمد، وأنه في مشاركته، حاول تحويل الكلمات وتفتيتها، وأن الحروف لو قالها مقروءة تفقد قيمتها على حد تعبيره، لكن عندما تكون الحروف مبهمة تتشوق لمعرف كنهها وما بدواخلها مثل الهدية المغلفة التي تتشوق لمعرفة ما بداخلها، منطلقا من قول نزار قباني: الحروف تموت حين تقال، وأنه من خلال خامته حاول أن يعطي معنى الكلام، منوها أن ما يميز المعرض أن كل فنان له بصمته وطريقته، مشدداً على أن التنوع مهم والفنانون المشاركون يعدون نخبة متميزة من الفنانين العرب.

 

أما الفنان التونسي عبدالله عكار، فاعتبر أن المعرض مناسبة للتعرف أكثر على الفنانين العرب مباشرة، وخصوصا أنه يقيم في فرنسا، معربا عن إعجابه للعمل بالكلمة على اعتبار أنها هي الأصل، وجاءت أعمال عكار على الحديد من أشعار الشابي ودرويش والسياب، لتصبح كلماته تزاوج بين صلابة الحديد وبأسه وليونة المعنى ورقة الشاعرية.

 

كذلك فقد أبرز الفنان الفلسطيني فايق عويس، أنه اشتغل على خامة القماش، وزينها بأشعار محمود درويش، ومن ذلك بيته الشهير “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.

 

وانتهج الفنان العراقي صباح الأربيلي نفس النهج في بعض أعماله الأخيرة، سواء التي قدمها في مركز سوق واقف للفنون عندما قدم أعمالا من أشعار الشيخ المؤسس، أو عمله الفني على كورنيش الدوحة.

 

شارك في المعرض نخبة من الفنانين المعاصرين والذين استوحوا أعمالهم من القصائد لشعراء معاصرين، وهم الفنانون جمال عبد الرحيم من البحرين، وحازم المستكاوي من مصر، وحسن مير من عمان، وحمزة بونوه من الجزائر، وخالد الساعي من سوريا، وصباح الأربيلي من العراق، وعبد الله عكار من تونس، وفايق عويس من فلسطين، ويوسف أحمد من قطر.

 

تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن يستمر المعرض حتى 25 أكتوبر القادم، ومازال المعرض يحظى في أسبوعه الأول بحضور كبير ممن حرصوا على متابعة أعمال فنية تشكيلية لمبدعين عرب قاموا بربط التشكيل بنوع آخر من الفن وهو المجال الشعري بما يعد لغة فنية مختلفة توصل العديد من الرسائل عبر وسيطين مختلفين وتستهدف بذلك جمهور الشعر وجمهور التشكيل وتضعهم في دائرة واحدة يتقاطع فيها شكلان من أشكال الإبداع، ويتم من خلال المعرض استعراض تجارب تشكيلية جديدة ووضعها أمام الجمهور دون أن يلجأ إلى أن يجوب العالم العربي ليشاهد أعمال هؤلاء الفنانين المتميزين، بما يسمح للمعرض بتقديم ما يليق بمكانة الدوحة التشكيلية على المشهد الثقافي العربي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى