الشعر يعاني بسبب إهمال اللغة العربية

الحسرة الثقافية الالكترونية-الراية-
ضمن فعاليات سوق كتارا الثقافي في شهر رمضان المبارك، أقام المقهى الثقافي أمسية شعرية يوم الخميس الماضي استضاف خلالها الشاعر الفنان علي ميرزا والشاعر المصري الشاب طارق أحمد شوقي، وتضمنت إلقاء مجموعة من القصائد الشعرية وسط تفاعل من الجمهور.
وقد أشار الشاعر علي ميرزا في كلمة له خلال الأمسية إلى الإهمال الشديد الذي يعانيه الشعر على المستوى العربي والعالمي كذلك، وأرجع هذا الأمر إلى مجموعة من الأسباب من بينها إهمال تعليم اللغة العربية الفصحى في المدارس. وقال “جيلنا تربى على اللغة العربية الفصحى منذ الصغر لدى المطوع في المسجد حيث كان خير بديل لنا من المدارس على عكس جيل اليوم الذي يفتقر للعربية الفصحى وأصولها وأساسياتها”.
وأوضح ميرزا ارتباطه بالشعر النبطي الذي بدأ كتابته منذ الصغر قائلا: “فضلت أن أكتب بالعامية لأنني وجدتها أقرب إلي، حيث كنت في سن صغيرة عندما بدأت الكتابة ولم تكن اللغة العربية الفصحى جيدة لدي بمستلزماتها ومتطلباتها”.
الشعر النبطي
ولفت إلى أن تفضيله للشعر النبطي على الفصيح يعود لكونه أسلوبا يمكن من خلاله جس نبض القارئ القطري والعربي بشكل أكبر، موضحا أنه قد تم طباعة نحو 3000 نسخة لقصائده في ذلك الوقت. وأكد نفادها ونجاح انتشارها خلال سنة واحدة، وهذا ما شجعه للتوجه نحو كتابة الشعر الفصيح حيث إنه شعر بأن الفصحى تبقى صالحة لكل زمان ومكان ويفهمها العالم بشكل أوسع “لا أستطيع أن أخرج إلى المغرب بالعامية…”.
كما أكد الشاعر على أن حبه لكتابة الشعر نبع في داخله وتعلمه من ذات نفسه حيث إن ظروفه وتخصصه في مجال العلوم الصحية التي كانت بعيدة كل البعد عن الأدب والشعر لم تكن تسمح له بالتوسع في مجال الشعر، لذا اضطر لأن يتعلم من تلقاء نفسه وقد قام بذلك من خلال قراءته لكتب الشعر والأدب المختلفة والتي صقلت موهبته وأبرزتها.
قصائد مميزة
وألقى ميرزا خلال الأمسية مجموعة من القصائد الشعرية المميزة، كانت قصيدة “حورية من وحي الليل والعيون السود” النبطية أحدها، حيث أطرب أسماع الحضور والتي يحتويها كتابه المعنون بـ”أماني في زمن الصمت”، كما ألقى مجموعة أخرى من القصائد من كتاب “أم الفواجع” و”أحلام اليقظة”.
من جهته تحدث الشاعر طارق أحمد شوقي عن العلاقة بين الشعر الفصيح والشعر النبطي أو العامي، ومدى تأثره بكلا المجالين، وألقى بعض القصائد الشعرية المتنوعة بين الرثاء، والدين، والغزل وغيره رغبةً منه لأن يتعرف الجمهور على توجهه الشعري وذائقته الفنية.
وألقى شوقي قصيدة “قنديل من وجع الرحيل” رثا فيها والده الذي توفي في شهر رمضان المبارك وهو صائم، خلال غربة شوقي وعمله في المملكة العربية السعودية، وتعذر حضوره لدفن والده، وقال واصفاً ذلك: “أبي رحمه الله مات في شهر رمضان المبارك بالعشر الأواخر منه قبيل الغروب وسط حقله وهو صائم وممسك بزرعه، فبكاه الزرع والحقل في خشوع مهيب، وأزعم أن طريقة موته كانت قصيدة بحد ذاتها لم أتمالك نفسي أمام قبره فوجدتني أقول تلك القصيدة”.
كما ألقى الشاعر شوقي قصيدة “فارس الإشراق في مدح الرسول” والتي مدح فيها رسولنا الكريم وأعطى وصفاً جميلا لحياته، وألقى قصيدة بعنوان “حاولت أن أنساك” تبعها بقصيدة “رسالة إلى الفنان” والتي كتبها دفاعاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم ضد الرسوم الكاريكاتورية المسيئة.