الطفل محور جميع البرامج التنموية في قطر

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد المنعم

 

دشن سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث صباح أمس بقاعة بيت الحكمة في برج الوزارة احتفال قسم أنشطة المسرح وجائزة الدولة لأدب الطفل باليوم العالمي للطفل والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام، وقد تضمن اليوم الأول منها حفل الافتتاح الذي بدأ بتقديم عرض شيق لطالبات مدرسة النهضة الابتدائية، اللائي قدمن لوحة فنية أدين خلالها رقصة “المراداة” الشعبية، ثم الكلمات الرسمية وفي الختام كانت الندوة التي قدمها مجموعة من رواد المسرح القطري والكتاب تحت عنوان “مسرح الطفل في قطر”.

 

“الطفل والتنمية”

 

وأكد الكواري في كلمته أمام الحضور بحفل الافتتاح على اعتزاز قطر قيادة وشعبا بالطفل، والعمل على رعايته ، باعتباره محورا مهما من محاور التنمية والمستقبل في آن واحد.

 

وقال “إننا كعرب وكمسلمين لسنا في حاجة الى مواثيق دولية للاهتمام بالطفل، إذ إننا في قطر نولي اهتماما خاصا بالطفل، ما يجعله يحظى برعاية واهتمام كبيرين”.

 

وأضاف أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عندما زار معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الماضية قضى جل وقته مع الأطفال، إدراكا من سموه بأهمية الطفل، وأنه محور المستقبل، وأن الدولة تدرك جيدا قيمة الطفل ورعت ذلك في الدستور وفي استراتيجية عام 2016 ووضعت خططا لذلك، ما يعني أن الطفل محور جميع البرامج في الدولة، وليس الأمر مقصورا على وزارة الثقافة فحسب”.

 

وتابع سعادته لذلك فإن الطفل هو محور رئيسي من محاور الدولة، “ولذلك تأتي هذه الاحتفالية الرمزية تأكيدا على هذا الاهتمام، وأن فعاليات الوزارة المرتقبة سوف تشهد اهتماما متواصلا بالطفل، فهناك اليوبيل الفضي لمعرض الدوحة للكتاب، والذي وجه سمو الأمير بأن يكون على مستوى راق ، يليق بقيمة وأهمية المعرض”.

 

وقال سعادة الوزير إن هذا كله يعني أن اهتمام وزارة الثقافة لا يتوقف فقط عند جائزة الدولة لأدب الطفل، أو من خلال قسم الأنشطة المسرحية، ولكنه ينسحب على اهتمام عام بالطفل في جميع إدارات الوزارة المختلفة.

 

“مكانة الطفل”

 

من جانبه قال راشد البنعلي، نائب رئيس مجلس أمناء جائزة أدب الطفل إن أوضاع الأطفال في مختلف أرجاء العالم وانتهاك حقوقهم في تزايد مستمر بقدر تزايد الحروب والصراعات وانتشار الفقر والجهل والمرض، معربا عن أسفه في أن يعود هذا اليوم ونحن نستمع لأخبار يندى لها الجبين عن فظائع يعانيها الأطفال في كافة بقاع الأرض.

 

وأكد أن “دولة قطر أعطت للطفولة حقوقاً وامتيازات نشعر بالفخر والتباهي بها بين دول العالم ، وما جائزة الدولة لأدب الطفل إلا شكل بسيط مميز من تلك الخطوات التي تعزز مكانة الطفل الثقافية وتربطه بأسرته ومحيطه العام في المدرسة وخارجها”.

 

ووجه التحية الى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، “والذي لم يبخل من عطاء كرمه ورعايته لشعبنا القطري وطفولتنا بشكل خاص كي يضمن مستقبل البلاد بخلق جيل سليم وواع يتحمل المسؤولية المستقبلية للاستمرار في علو ونهضة قطر الغالية”.

 

“مسرح الطفل”

 

وعقب حفل الافتتاح كان الحضور على موعد مع ندوة “مسرح الطفل في قطر” التي شارك فيها كتاب وفنانون في مجال المسرح، وأدارها الفنان سعد بورشيد، رئيس قسم الأنشطة المسرحية بوزارة الثقافة، وطالب المشاركون خلالها الوزارة بضرورة دعم مسرح الطفل، ورعاية الموهوبين، والعمل على إنتاج عمل مسرحي كبير موجه الى الأطفال.

 

واستعرض سالم ماجد، استشاري المسرح بوزارة الثقافة، تجاربه المسرحية . داعيا الى ضرورة الوصول الى إنتاج عمل مسرحي موجه الى الطفل. وهو ما شدد عليه الفنان عبدالعزيز جاسم بتأكيده على أهمية دعم وزارة الثقافة للفرق المسرحية والمؤسسات الخاصة المعنية بالمسرح لإنتاج أعمالها الموجهة الى الطفل.

 

وبدورها، دعت الكاتبة وداد الكواري، الى ضرورة الاعتناء بمسرح الطفل، “فالطفل القطري بحاجة الى مسرحيات من بيئته”.

 

أما الفنان فالح فايز فاعتبر أن مطلع العام 2000 كان بداية لتراجع دور مسرح الطفل لدخول من ليس له علاقة بالطفل أو المسرح، ما تسبب في تجنب الجمهور للمسرح، بعدما صار الهدف هو الربح التجاري. محذرا مما وصفه بالعروض المسرحية المعلبة ، والتي تتسبب في تجنب الجمهور الإقبال على دخول المسرح.

 

“المسرح التربوي”

 

وبدوره، تناول الفنان محمد البلم أهمية المسرح التربوي والدور الذي أداه هذا اللون المسرحي، الى أن شهد تراجعا، ملقيا بالمسؤولية في ذلك على الوزارة وجائزة أدب الطفل، “كونهما من الجهات المعنية بالمسرح التربوي”.

 

ومن جانبه، تعرض الكاتب الدكتور ربيعة الكواري، الى جيل الرواد الذين ساهموا في تأسيس حركة مسرحية قوية، الى أن تراجعت هذه الحركة ، ملقيا بالمسؤولية على الإعلام في هذا السياق.

 

ودعا الكواري وزارة الثقافة الى ضرورة توثيق أعمال الفنانين من جيل الرواد ، وخاصة المسرحيين، دون مجاملة لأحد ، والعمل على تشجيع الكتاب بمكافآت مالية، “على نحو ما يعمل عليه القطاع الخاص في دول الخليج، بهدف تشجيع الكتاب”.

 

واتفق الفنان سعد بورشيد مع ما ذهب إليه د.الكواري. مؤكدا أن هناك جيلا من الرواد نحتوا في الصخر، وكتبوا بأحرف من نور تاريخ الحركة المسرحية.

 

ولفت بورشيد الى أن قسم المسرح يعمل حاليا على إنشاء مكتبة إليكترونية وأرشفة جميع الأعمال المسرحية، “وهو مشروع ضخم، نأمل الانتهاء منه قريبا”.

 

“إحياء النهضة المسرحية”

 

ومن جانبها، أعربت عائشة جاسم الكواري، أمين سر جائزة الدولة لأدب الطفل، عن أملها في إعادة النهضة للحركة المسرحية مجددا، وخاصة مسرح الطفل، بعدما توقفت هذه الحركة.

 

لافتة الى أنه أصبح لدى الجائزة كم هائل من النصوص المسرحية، تصل الى 10 نصوص تقريبا حصلت على الجائزة على مدى الدورات الماضية لها.

 

وقالت إنه وفي ظل التعاون بين الجائزة وقسم المسرح بالوزارة ، فإنها اقترحت الاستفادة من النصوص المسرحية الفائزة . وأعربت عن أملها في الوصول الى عرض مسرحي من هذه الأعمال خلال العام المقبل، “ليكون 20 نوفمبر العام المقبل يوما مميزا للطفل”.

 

وقالت الكواري إن الاحتفال لهذا العام بالطفل جاء بناءً على توجيهات سعادة وزير الثقافة، وإن الفعاليات المقامة ضمن هذا الاحتفال تستهدف تعزيز القيم التعليمية والتربوية في نفوس الأطفال، وتنمية مواهبهم وهواياتهم الفنية والذهنية.

 

وتابعت: ” نسعى من خلال برنامج الفعاليات التي تستهدف المعنيين في مجال ثقافة الطفل إلى تنمية الطفل وبنائه ثقافياً ومعرفياً وإبداعياً ليكون لبنة قوية ضمن بناء مجتمعي راسخ ورصين جدير بمستقبل مزدهر ومعبّر عن تطور وارتقاء الوطن، لذلك حرصنا على تنويع فعاليات هذا العام لتشمل مواضيع في أدب المسرح وفنونه وتهيئة المعنيين بهذا المجال من المدرسين والمتخصصين لنرسخ رؤية جديدة ترتقي بالطفل وقدراته، وتساعده على اكتشاف مواهبه الخلاقة “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى