“الطلياني” تحصد الجائزة العالمية للرواية العربية

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر: الراية
فازت رواية “الطلياني” للتونسي شكري المبخوت بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2015 والتي أعلنت مساء الأربعاء الماضي في أبوظبي بحضور لجنة التحكيم ومؤلفي ست روايات هم من وصلت أعمالهم إلى القائمة القصيرة للجائزة في دورتها الثامنة. “الطلياني” التي تعد أول تجربة روائية للكاتب ورئيس جامعة “منوبة” شكري المبخوت، لاقت إجماعا وسط النقاد والأدباء العرب الذين شكلوا لجنة التحكيم على تميزها في السرد الروائي وموضوعها المختار بتسليطها الضوء على يوميات الفرد العربي إبان وبعد ثورات “الربيع” ، مع تكريم خاص للمرأة التونسية التي يقول الروائي أنه “فعلا كان البطل الرئيسي رجل لكن البطلات الحقيقيات كن النساء الكثيرات الحاضرات بقوة في الرواية اللواتي صنعنه ليصبح كذلك” .
وتأخذنا الرواية الفائزة الصادرة عن دار “التنوير” بين فصولها الـ 12 وصفحاتها الـ 344 إلى قصة الشاب التونسي عبد الناصر، والذي لوسامته يلقب بـ “الطلياني” (الإيطالي) لنغوص في نضاله السياسي ومغامراته العاطفية في لحظات تأمل وتفكير لتاريخ تونس الحديث وخاصة فترة الانقلاب الذي قام به زين العابدين بن علي على نظام الحبيب بورقيبة في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.
وقام الروائي بإسقاط أحداث وشخصيات الرواية بمخاوفها وتقلباتها في فترة سابقة على ما يحدث من تغييرات وتجاذبات بالمجتمع التونسي اليوم، بعدما هبت به رياح الربيع العربي على غرار الكثير من بلدان المنطقة.
يسيطر على أحداث رواية “الطلياني” لغزُ اعتداء في مقبرة استهدف به عبد النّاصر، جارَه إمام المسجد خلال دفن والده الحاج محمود أمام ذهول المعزّين. فيتكفّل الراوي بتقصّي دوافع تلك الحادثة من خلال إعادة بناء الذاكرة الجريحة لـصديقه الطلياني مستعيدا وقائع تمتدّ من طفولته إلى ليلة الحادثة.
والظاهر من أحداث رواية “الطلياني” أنّها رحلة في حياة طالب يساريّ كان فاعلا وشاهدا، في الجامعة التونسية وخارجها أواخر عهد بورقيبة وبداية عهد بن عليّ، على أحلام جيل تنازعته طموحات وانتكاسات وخيبات في سياق صراع ضارٍ بين الإسلاميّين واليساريين ونظام سياسيّ ينهار، وفي سياق تحوّلات قِيَميّة خلخلت بنيان المجتمع التونسيّ. فتكشف الرواية، من خلال إطلالة الطلياني على عالم الصحافة، آليّات الهيمنة والرقابة بقدر ما تكشف، من خلال علاقته بزينة طالبة الفلسفة الطموحة، هشاشةَ الشخصيّات وتواريخها السريّة وجراحها الباطنيّة.
الجدير بالذكر أن (البوكر) الجائزة العالمية للرواية العربية: أنشئت في عام 2007 بأبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة وتم تنظيمها بتمويل من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وبدعم من مؤسسة جائزة بوكر البريطانية وتمنح الجائزة في مجال الرواية حصرياً ويتم ترشيح ست روايات لتتنافس فيما بينها على الجائزة وتمنح الرواية الفائزة خمسين ألف دولار أمريكي بالإضافة إلى عشرة آلاف دولار للروايات الستة المرشحة للفوز بالجائزة.
نتذكر تاريخ الفائزين بالجائزة، حصل عليها في عام 2008 الروائي المصري بهاء طاهر عن روايته “واحة الغروب” . وفي العام الذي يليه بقي الأدب المصري أيضاً مسيطرا على الجائزة بحصول يوسف زيدان عن روايته “عزازيل” ، وفي عام 2010 دخل السعودي عبده خال فحصل عليها عن روايته “ترمي بشرر” ، المغرب في عام 2011 للروائي محمد الأشعري عن رواية “القوس والفراشة” ، في عام 2012 فاز بها اللبناني ربيع جابر عن روايته “دروز بلغراد” ، في عام 2013 الكويت رواية “ساق البامبو” للشاب سعود السنعوسي، وفي عام 2014 انتزعها العراقي أحمد سعداوي عن روايته “فرانكشتاين في بغداد” .