العثور على نسخة مجهولة من أعمال شكسبير يجدد التساؤلات حول شخصيته

الجسرة الثقافية الالكترونية
أحمد شافعي #
تعد نسخ مسرحيات شكسبير الأولى من بين أندر كتب العالم التي تخضع لفحص الباحثين ودراساتهم، بحثاً عن الفروق الطفيفة بين المسرحيات وما تكشفه عن نوايا الكاتب، خاصة وأن كلاً من هذه النسخ تختلف عن الأخرى.
عثر على النسخة الخريف الماضي من خلال أمناء مكتبة “سان أومير” قرب “كاليه” أثناء تصنيف مجموعات المكتبة ولقد كشف النقاب أخيراً عن نسخة مجهولة من أعمال شكسبير، في مكتبة صغيرة بشمالي فرنسا، ليبلغ إجمالي النسخ الأولى الموجودة في العالم 233 نسخة، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
ويقول الخبير الأمريكي في شكسبير، إريك راسموسين، الذي سافر أخيراً إلى فرنسا للتحقق من أصالة النسخة: “هذه النسخة ضخمة”، مضيفاً: “النسخ الأولى نادرة الظهور، وحينما تظهر إحداها، تكون في الغالب نسخة متهالكة غير مثيرة، ولكن هذه النسخة رائعة”.
نسخة استثنائية
عثر على النسخة الخريف الماضي، من خلال أمناء مكتبة “سان أومير” قرب “كاليه”، أثناء تصنيف مجموعات المكتبة، استعداداً لإقامة معرض لأعمال الأدب الإنجليزي.
كانت صفحة العنوان وعدد من الصفحات الأولى ممزقة، ولكن الشك انتاب مدير قسم مجموعة العصور الوسطى، ريمي كوردونييه، في أن الكتاب المصنف بوصفه طبعة قديمة غير استثنائية قد يكون نسخة أولى.
اتصل كوردنييه براسموسين، الأستاذ بجامعة نيفادا في رينو، ومؤلف كتاب “نسخ شكسبير الأولى: كتالوغ وصفي”، الذي تمكن من التعرف عليها في غضون دقائق.
ويقول كرودنييه إنها “كانت لحظة مشحونة بالعواطف، حينما اكتشفنا أن لدينا أحد أندر الكتب في العالم وأشهرها، بدأت على الفور أتخيل ردود الفعل التي سوف يثيرها هذا الاكتشاف”.
نظرة جديدة
لم يطلع على الكتاب حتى الآن غير قليل من الباحثين، ولكن اكتشافه وسط إرث إحدى الكليات اليسوعية البائدة منذ عهد بعيد، أصبح يرى بوصفه فرصة لنظرة جديدة، على جميع التنويعات النصية التي تساعد في بحث صلات شكسبير بالثقافة الكاثوليكية.
ويؤكد خبير شكسبير في جامعة كولمبيا، جيمس شابيرو، أنه “كنز أثري صغير، فها نحن نحظى بفرصة لمعرفة القليل عمن كان يقرأ شكسبير، ومن كان يقدِّر كتاباته”.
كان أول من نشر خبر العثور على هذه اللقية هي صحيفة “لا فوا دو نورد” المحلية، التي أشارت إلى أن الكتاب ليس أندر ما في المكتبة الصغيرة، إذ أن من بين مقتنياتها أيضاً إنجيل غوتنبرغ، الذي لا يعرف منه غير خمسين نسخة في العالم كله.
دليل للباحثين
يذكر أن نسخة أولى من أعمال شكسبير بيعت في صالة مزادات كرستي سنة 2006 بـ 6.8 مليون دولار، وتحتوي تلك النسخة على ست وثلاثين من مسرحيات شكسبير، وهي واحدة من 800 نسخة طبعت سنة 1623 بعد سبع سنين من وفاة المسرحي العظيم، وتعد النص الوحيد الموثوق فيه في ما يتعلق بنصف مسرحيات شكسبير، حيث لم تبق أي من مخطوطات مسرحيات شكسبير.
ومن المنتظر أن تعرض المكتبة نسختها هذه للجمهور خلال العام القادم، ويقول راموسين إن النسخة قد تجيب على سؤال طالما أثار الكثير من الجدل: هل كان شكسبير يسرُّ بكاثوليكيته؟ فقد كان ذلك السؤال أو الزعم موضع الكثير من “التكهنات الذكية” بحسب ما يقول الأستاذ بجامعة نيفادا، وقد يكون ظهور هذه النسخة دليلاً أو قرينة تساعد الباحثين في هذه المسألة.
ويضيف راموسين قائلاً إن “الباحثين طالما خرجوا علينا بحجج مبهمة، ولكننا الآن نمتلك قرينة على علاقة بين الكاتب وكلية يسوعية، وهذه القرينة تصبح أقرب إلى الديل الملموس بفضل هذا الأثر الورقي
………….
ثقافة 24