العنف في الشعر العراقي الراهن كما تقدمه مجلة «بيت»

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر: الحياة
ما زالت مجلّة «بيت» الثقافيّة الفصليّة، الصادرة عن «بيت الشعر العراقيّ» – بغداد تتحدى الظروف القاسية التي يعانيها العراق في شتى الميادين وتصر على الصدور على رغم الصعوبات التي تواجهه. وصدر حديثاً عدد رابع يضمّ أبواباً مختلفة، توزّعت على 318 صفحة. ومن بين الابواب «عتبة» وهي افتتاحية المجلّة كتبها رئيس تحريرها الشاعر حسام السراي.
ومن أبواب العدد، «نصوص» وساهم فيه الشعراء: مؤيد الراوي، عاشور الطويبي، جمال جمعة، جمال علي الحلاق، ابراهيم المصري، نامق عبد ذيب، شوقي مسلماني، صالح زامل، باسم الأنصار، خلود المطلبي، فراس الصكر، وقدّمت المجلّة شاعراً جديداً تنشر له للمرّة الأولى هو مصطفى عبود.
باب «إصغاء» خصّص لحوار مع الشاعر سعدي يوسف، تطرّق فيه إلى قضايا عدة: «الشعر العربيّ اليوم»، «الشاعر وهمّه»، «الشّعر الجديد والفعالية النقدية»، «القصيدة ومواقع التواصل»، «الشِعر والراهن العربي»، «الشعراء العرب ونوبل»، «الشّاعر والتّرجمة الأدبيّة»، «قصيدة النثر» و «الوطن – المنفى».
ويذكر الشاعر سعدي يوسف مجيباً عن أحد الأسئلة: «أمرُ قصيدة النثر محسومٌ منذ أواسط القرن التاسع عشر. لكننا، نحن العرب، بوصفنا خارج التاريخ، ما زلنا في أواسط القرن التاسع عشر، نتناقش مثل حكماء بيزنطة. من ناحيتي نشرتُ في العام 1981 ديواني «يوميات الجنوب، يوميات الجنون» ومعظمُه قصائد نثر. ليست لديّ في الشِعر أسوارٌ صينيّة».
ويحوي باب «نظر» ملفاً عن «العنف في القصيدة العراقيّة الآن» عنوانه «دم في رأس السّطر» وفيه ساهم الناقد عبدالكريم كاظم بمقالة «سيرورة العنف بين حياديّة اللغة ومسلّماتها البلاغيّة»، وتضمنت قراءات لنصوص الشعراء: يحيى البطاط، أسعد الجبوري، قاسم سعودي، ابراهيم البهرزي وميثم راضي. في حين كتب الشاعر خالد مطلك في الملف نفسه مقالة «نهاية غير مؤسفة مع أجيال «السّيلفي»»، وساهم الناقد عدنان أبو أندلس بدراسة عنوانها «الرسم البياني للعنف وأثرهُ الحالي في الكتابة الشعريّة»، التي ضمّت قراءات لنصوص الشعراء: صلاح نيازي، وإبراهيم الخياط، ولطيف هلمت، وغيرهم.
«أنواع قصيدة النثر… نماذج من نصوص تونسيّة»، مقالة أخرى في باب «نظر»، للناقد والشاعر التونسي المهدي عثمان. و «قصيدة الناس… ناس القصيدة»، تحقيق ساهم فيه الشعراء: عبدالسلام المساوي (المغرب)، وجرجس شكري (مصر)، وكولالة نوري (العراق)، وريم غنايم (فلسطين)، وإسلام سمحان (الأردن). في محاولة للإجابة عن أسئلة من قبيل: ما الذي يكتبه الشاعر وهو يسمع من بعيد قرعَ طبول الحرب والاقتتال في المنطقة العربيّة؟ وأيّ قصيدة ستصمدُ أمامَ الخيبة من انطفاء وهج الساحات والميادين الثائرة من حولِه؟
حواريّة افتراضية بين بدر البصرة وخليفة الظلام، هي ما ضمّه باب «حدث» في المجلّة، كتبها حسام السراي، وفيها:» قيل في يومٍ ما من العام 2014، إنّ للمسلمين خليفة (…) وشاءت الأقدار أن يقرّر العرب الاحتفاء برائد حداثتهم الشعريّة، بدر شاكر السيّاب في العام نفسه، كأنّه وبلاده، ابن ضيّع أمّه فظلّ يبحث عن شعرها الأبيض ووجهها المجعد..».
«غياب»، من أبواب «بيت» أيضاً، تقترح فيه هيئة التحرير تخيلات للأسرّة التي احتضنت أجساد عدد من الشعراء في لحظاتهم الأخيرة قبل رحيلهم في 2014، وهم: محمّد سعيد الصكّار، نادر عمانوئيل، محمود النمر، حسين عبداللطيف، مشرق الغانم، أنسي الحاج، صباح زوين وسميح القاسم.