الفنانون يواصلون انتقاداتهم لتأجيل مهرجان الدوحة المسرحي

الجسرة الثقافية الالكترونية

*أشرف مصطفى

المصدر: الراية

 

تواصلت ردود أفعال الفنانين المتضررين من تأجيل مهرجان الدوحة المسرحي والذي أثارته الراية في عددها الصادر أمس حيث أعلن عدد من الفنانين عن استيائهم جراء التأجيل المفاجئ والذي تسبب لهم بأضرار مادية ومعنوية، خاصة أصحاب الارتباطات الفنية والأسرية وكذلك الفرق التي تعاقدت مع فنانين وفرق استعراضية خارجية، منتقدين في الوقت نفسه حالة التخبط التي تعيشها اللجنة المنظمة والتي سبق لها أن رفض طلب الفنانين بتأجيل المهرجان لتأتي لاحقا وتقوم بهذا الأمر بعد أن وضعت الفرق تحت ضغط كبير للحاق بموعد المهرجان ومنعهم من العمل بشكل متأن، في حين قامت اللجنة بالإعلان المفاجئ عن التأجيل في الوقت الذي سبق أن أعلنت استحالته.

 

الحلقة الأضعف

 

الفنان إبراهيم محمد رئيس فرقة الدوحة المسرحية أكد أن تأجيل مهرجان المسرح المحلي ألقى بالعديد من الآثار السلبية على الفنانين المشاركين فيه، وعلى سمعة المهرجان ذاته، ولفت إلى أن هذا التأجيل أحرج الفرقة مع الفنان العراقي عزيز خيون الذي تعاقدت معه مؤخراً للمشاركة في مسرحية “هناك” المقرر لها أن تشارك في نسخة هذا العام من المهرجان، حيث قامت الفرقة بتأجيل حجز الفندق الذي قامت فعلياً بإتمامه له، وأبلغته آسفة بتأجيل رحلته إلى الدوحة إلى الشهر المقبل، كما تضرر كذلك باقية أفراد الفرقة الذين ارتبط معظمهم بمواعيد أخرى في الموعد الجديد ذاته للمهرجان، وقال إبراهيم محمد إن ما حدث يصيب سمعة المهرجان ومصداقية مواعيده ليس فقط على النطاق المحلي بل على النطاق الإقليمي كذلك، خاصة أن العديد من الفرق تعاقدت مع فنانين من الخارج ووقعوا في الموقف المحرج ذاته معهم، كما تسبب الامر في العديد من الاعتذارات لفنانين مشاركين في عدد من العروض الأخرى، وطالب رئيس فرقة الدوحة المسرحية بتثبيت موعد مهرجان المسرح المحلي وعدم اعتباره الحلقة الأضعف في سلسلة الفعاليات التي تحتضنها الدوحة على مدار العام، مع ضرورة إعطاء فن المسرح حقه باعتباره أبو الفنون ومعاملته بما يليق به أسوة بكل دول العالم المتقدم، وكذلك عدم الاستهانة بفناني المسرح، وضرورة التعامل معهم بصفتهم إناسا عليهم العديد من الالتزامات الحياتية الأخرى، وختم حديثه مؤكداً أن إرساء مجموعة من اللوائح والقوانين والتقيد بها أمر كفيل بعدم الوقوع في مثل هذه المهاترات التي أصبحت ملازمة للمهرجان ومرتبطة به في كل دوراته، حيث يسبق كل دورة عدد من المشكلات التي تحيط به وتؤثر على العروض المشاركة فيه، وبالتالي في مستوى المهرجان ذاته.

 

تبادل ثقافي

 

من جهته الفنان أحمد عفيف أكد أن تأجيل المهرجان أوقعه شخصياً في حرج أسري بعد أن ارتبط مع عائلته بوعد كان يلزمه بقضاء الأجازة معهم في رحلة خارج البلاد، وأوضح أن التزامه الفني مع الفنان عبد الرحمن المناعي دفعه لإلغاء حجز رحلته مع الأسرة التي كانت قد تهيأت تماماً لها، وتعجب عفيف من القرار الذي أخذه المسؤولين بكل سهولة دون النظر لظروف الآخرين ومدى الضرر المادي والمعنى الذي سيصيبهم من جرائه، مؤكداً أن خطأ المسؤولين عن المهرجان يدفع ثمنه الآن إناس ليس لهم أي ذنب، وأضاف أن أي مواعيد دخيلة يجب أن تؤجل بدلاً من اعتبار فن المسرح أقل أهمية من غيره من الفعاليات، وقال نتمنى دراسة الأمر في المستقبل بشكل جيد ويكفي أن الموافقات على العروض المشاركة جاءت متأخرة وكنا نتمنى حينها أن يتأجل المهرجان لكن اللجنة المنظمة رفضت حينها، وتم وضعنا أمام ضغط نفسي، فقمنا بإعداد ترتيباتنا بناء على ذلك، والغريب في الموضوع أنه قد صدر تصريح من اللجنة المنظمة للمهرجان في ذلك الوقت يفيد أنه من المستحيل تأجيل المهرجان، أما الأن أصبح من المستحيل ان يقام في موعده الذي حددوه بأنفسهم رغماً عن الجميع، وأضاف لو تم التأجيل عندما طالبنا به لكنا عملنا بأريحية منذ البداية وكانت لنا ترتيبات أخرى، وتساءل عفيف: لماذا لا يتم التبادل الثقافي من خلال إقامة المهرجانين في نفس الوقت بحيث نكتسب للمهرجان ضيوفا من الخارج جاؤوا للفعاليات الفرنكفونية، بينما يحضر جمهور المسرح فعالياتهم كذلك، وفي نهاية حديثه طالب عفيف أن يتم تثبيت موعد المهرجان في الدورات المقبلة ويتم الإعلان عن العروض المشاركة في ديسمبر، معبراً عن أمنيته أن يفي المسؤولون بوعودهم بالعمل على المهرجان منذ الانتهاء من الدورة المقبلة وحتى التالية، خاصة أنه لا يوجد نشاط مسرحي طوال العام يشغلهم أو يؤخرهم عن الإعداد للمهرجان بشكل جيد لا يثير لغطا مثل كل عام.

 

الإخلال بالتعاقدات

 

إلى ذلك أكد الفنان صلاح درويش المدير المالي لفرقة قطر المسرحية، أن هناك العديد من الأضرار التي وقعت على الفرق المشاركة موضحاً إن فرقة قطر المسرحية وقعت في مثل هذه المشكلات شأنها في ذلك شأن كل الفرق، حيث اضطروا لتأجيل موعد حضور الفرقة الاستعراضية السورية المقرر لها أن تشارك في عرض الفرقة، وقال إن الجميع تعاقد مع عدد من الممثلين على أساس ما تم إبلاغنا به، من حيث الموعد وفترة العمل على البروفات لكن ما حدث أجبرنا على أن نخل باتفاقاتنا رغماً عنا، وكان من الأولى أن يراعي المسؤولون المهرجان أن هناك العديد من الاتفاقات المبرمة، من حيث المادة والالتزام بفترة العمل وموعد تقديمه، بدلاً من أن يتم التعامل مع هذا المهرجان الذي ينتظره عشاق المسرح من العام للعام على أنه حفلة عشاء يتم إلغاؤها بكل سهولة، علماً بأن بعض الاتفاقات تمت مع فنانين من الخارج ما يعود بالضرر المادي من حيث تأجيل حجوزات الفنادق والمواصلات وكذلك الضرر الأخلاقي الكفيل بأن نفقد المصداقية بيننا وبين الجهات التي نتعامل معها، وأضاف أن موعد المهرجان مرتبط باليوم العالمي للمسرح وبذلك تم الاستهانة بهذا اليوم الذي يقف فيه جميع المسرحيين في العالم للمسرح إجلالاً وتقديراً، وعبر الفنان صلاح درويش في نهاية حديثه عن استيائه البالغ عما حدث مؤكداً أن ما يحدث منذ فترة يضر الحركة المسرحية التي تتوق للخروج من كبوتها بدلاً من زيادة الأمر سوءًا، وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت العديد من القرارات أحدهم يلغي، وآخر يؤجل، إلى آخره دون النظر إلى الأضرار التي تقع على الفنانين الذين باتوا يعملون بجهودهم الفردية إلا من الدعم الذي يلقاه المهرجان الوحيد لدينا، وذلك كله يتم في وقت يقصر الفنان في بيته لحساب فنه ثم لا يجد عائداً من وراء ذلك.

 

إهانة الفنانين

 

من جهتها الفنانة فوز الشرقاوي إحدى المشاركات في العرض المسرحي الذي يقدمه المخرج فالح فايز هذا العام أكدت على أنها تعرضت شخصياً للضرر من وراء ذلك التأجيل حيث قامت بتأجيل رحلتها الدراسية التي أعدت لها في ذات الوقت الذي تم تأجيل المهرجان له، وذلك نظراً لعشقها لفنها، بينما لم يراع المسؤولون ظروف وترتيبات الفنانين المشاركين، وقالت من الطبيعي أن أي إنسان لديه عدد من المسؤوليات يرتب وقته حسبها، من أجل تحقيق أكبر كم ممكن من مهامه، لكن ما حدث يثبت أن المسؤولين لم يقوموا بالتنسيق بشكل جيد ولم يؤدوا عملهم كما يجب وفي الوقت ذاته قام الفنانون أنفسهم بدفع ثمن أخطاء هؤلاء المسؤولين، مؤكدة أن ما حدث يشعر كل فناني المسرح بأن ما يقومون به لا يلقى أي تقدير، ولكنه يأتي في مرتبة متدنية وسط أولويات وزارة الثقافة، وهو ما يتبعه الشعور الطبيعي بالإهانة التي وجهها المسؤولون لفناني المسرح باعتباره يقع ضمن الفعاليات غير المهمة، وختمت حديثها مؤكدة أنها قامت وغيرها الكثير من الفنانين بإعادة ترتيب أوراقهم من جديد للمشاركة في المهرجان بعد أن تنازلوا عن ارتباطاتهم التي رأوا أنها تأتي في مرتبة تالية بعد المسرح الذي يعشقونه، ويبذلون في سبيل ازدهاره كل ما يملكون من عطاء، وقالت تنازلنا نحن الفنانين بينما لم يتنازل المسؤولون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى