الفنان التشكيلي يوسف النحوي: لا أريد للمتذوق أن يحزن

الجسرة اثلقافية الالكترونية

فاطمة الحديدية *

المصدر / عمان

يوسف النحوي، خريج بكالوريوس فنون تشكيلية من الهند، وعضو في النادي الثقافي وعضو في جمعية الفنانين الاوروبيين في المانيا، دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بمشاركته بلوحة لصاحب الجلالة – السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه- . مصنوعة من قطع الفسيفساء ومشرف على جماعتي الفنون التشكيلية والتصوير بجامعة السلطان قابوس.
برزت موهبته في المرحلة الإعدادية، وتبلورت خلال دراسته في الهند، حيث كانت نقلة نوعية له، فتطور وعمل معرض للوحاته الفنية وبعد عودته من الهند عمل في كلية الحقوق، وفي عام 2005م دخل جمعية الفنون التشكيلية.دائما الشغف بالفن هو طريق النجاح، حيث إن النحوي ركز كل طاقاته على الرسم وأشغل وقت فراغه في الرسم فقط في جمعية الفنون التشكيلية حيث أصبحت بيته الثاني. أقام الفنان التشكيلي النحوي معارض داخلية وخارجية وكان أول معرض دولي له عام 2007 في النمسا بالعاصمة فيينا وكانت تجربة جميلة ومثيرة فتحت له أبوابا كثيرة للنجاح.
وعند سؤاله عن علاقة الفن التشكيلي بالتصوير الفوتوغرافي قال : «هي علاقة واحدة، التصوير هو فن وهو مساعد للفن التشكيلي، حيث إن رسم لوحة من الطبيعة يتطلب صورة احترافية ، والصورة تساعد الفنان في التقاط لحظة لا يكررها الزمن ، وهذه اللحظة نستغلها في فن آخر.
التصوير نتحكم به عن طريق العدسة والحساسية والسرعة ويكون بالتقاط اللحظة كما هي ، أما بالنسبة للرسم ، فهو يتعدى الصور الحقيقية بإضافة عناصر من الخيال .
و بالنسبة للمدارس الفنية التي يتبعها النحوي أضاف:»بدأت بالمدرسة الواقعية وحاليا في المدرسة الانطباعية لأنها تحاكي الواقع بألوانها وتدخل على تقنيات كثيرة ، فالفنان يترجم أحاسيسه عن طريق الرسم .
المخزون الثقافي للفنان منذ الصغر يستخدمه في لوحته من إحساس وتكوين لون و ملمس وفضاءات ومساحات ، فكل بيئة تؤثر في الفنان و يستلهم منها لوحاته فالإنسان جزء لا يتجزأ من الطبيعة .
وردا على سؤال حول مدى تأثره بالفنانين المعروفين على المستوى العربي والعالمي يقول النحوي : لم أتأثر بأي فنان، لأن الفن ينبع من داخلي ولكن ليس معناه أنني لم أطلع على لوحاتهم، وباطلاعي لاحظت أن نهجي نفس نهج الفنان التشكيلي سلفادور دالي لا شعوريا، بحركات قريبة.
التعمق بالفن يجعل من الفرد مترجما لأحاسيس الآخرين من خلال لوحاتهم والألوان المستخدمة وطريقة خط الفرشاة في اللوحة.
وعن مكانة الفنان التشكيلي في المجتمع العماني تحدث النحوي بقوله: هي مكانة راقية، من أرقى المكانات لأنها ثقافة ورسالة عالمية، والفنان مرآة لبلده مثل الكاتب والشاعر والموسيقي، ولكن الفنان أرقى لأنه لا يحتاج أن يخاطب الشعوب باللسان و إنما بلوحاته ، فاللوحة تتحدث عن نفسها.
الفنان العماني يمثل عمان بمرآة جميلة، فهو مهم وتهتم به الدولة، وتصرف لهم رواتب، لأن الفن التشكيلي يدخل في كل المجالات لأهميته ومثال على ذلك الفنان التشكيلي ليونارد دافنشي الذي كان يخرج الموتى من القبور ويرسمهم ، وقد ساهم هذا العمل في إثراء الطب لما فيه من رسم تفصيلي لجسم الإنسان، والمجتمع الخالي من الثقافة والفنون يعد مجتمعا جاهلا وسيرجع للوراء. ويؤكد النحوي بأن الفن ساهم في إثراء المتاحف باللوحات التشكيلية القديمة و التي أبرزت نمط حياة الشعوب والحضارات والفن التشكيلي العماني بدأ قديما ، وتجسد في الفن المعماري كالقلاع والحصون و نمط الملابس التقليدية المستندة على ثقافة عريقة ومخزون تاريخي كبير.
وبحديثه عن جذب المشاهد للوحاته الفنية قال : الألوان الفرحية سواء كانت الداكنة أم الفاتحة و الحركة و أي رسم ينبع من قناعة بداخلي ، و دائما مواضيعي أعيشها فهي علاقة حب بيني بينها ، فاللوحة هي انعكاس لمشاعري و أحاسيسي.
فالألوان مهمة جدا ، ليس فقط في اللوحة وإنما في أنماط الحياة ككل، من لباس ومظهر واقتناء أشياء ملونة، فالألوان الفاتحة تجلب السعادة وهي عامل مؤثر في نفسية الفرد ، فواجهات المحلات تجذب الزبائن بالفن والألوان ، والديكورات تجذب النظر.
هناك رسائل يوجهها الفنان يوسف للجمهور من خلال لوحاته بقوله: أول رسالة هي أن الفن جميل، وعنصر مؤثر، ولوحاته تهدف إلى إسعاد الناس، وتذوق الفن . وعند رسم أي شيء يبرز جمالياته فقط وليس عيوبه. فبقدر الإمكان لا يريد للمتذوق أن يحزن.
ويعبر الفنان يوسف النحوي عن طموحاته المستقبلية قائلا : أطمح دائما إلى الرقي والآن أنوي افتتاح معرض قد يكون قريبا وهو عبارة عن أعمال فنية بأحجام كبيرة، انتهيت من أربعة أعمال وأطمح للتميز وهدفي هو تميز عمان من خلال لوحاتي، فكلما كان الفنان مميزا أكثر كلما أظهر البلد بصورة حسنة، فعمان تتفاخر بي مثلما أتفاخر بها ، فعند افتتاحي لمعرض دولي ، ألبس اللبس العماني المميز الذي يتميز بالألوان الراقية والجذابة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى