الفنون التشكيلية تشهد نهضة حقيقية

الجسرة الثقافية الالكترونية

*أشرف مصطفى

 

افتتح سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث معرض “أثر” الذي يقيمه “أنيما” جاليري للفنان القطري علي حسن الجابر، بمقر الجاليري باللؤلؤة على مدار شهرين.

 

ويضم المعرض أحدث لوحات ومنحوتات الفنان علي حسن الجابر، والتي يمزج من خلالها ما بين التقنيات التقليدية للخط والتجريد في المعالجة المعاصرة، ويأتي هذا المعرض كنتاج للتعاون المشترك بين “جاليري أنيما” والفنان لتنفيذ أشكال نحتية تخرج من حدود مسطح اللوحة إلى الفضاء فتصوغ حوارًا جماليًا مركبًا مع مفاهيم الحجم والبعد والأثر، فضلاً عن احتوائه لمجموعة قيمة من الصور الفوتوغرافية بعدسة الفنان.

 

 

 

نهضة تشكيلية

 

وفي تعليقه على المعرض، صرح سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث بأن معرض “أثر” ما هو إلا انعكاس لنشاط الحركة الفنية على الساحة القطرية، مشيدًا بالأعمال التي يقدمها “أثر” والتي تدل على إبداع وتميز الفنان القطري علي حسن، وأكد سعادته، أن مجال الفنون التشكيلية أصبح يشهد نهضة حقيقية، بدأت تتشكل منذ احتفال الدوحة بتتويجها عاصمة للثقافة العربية عام 2010، وهو العام الذي اختارت الوزارة له شعاراً متميزاً من تصميم الفنان علي حسن الجابر، ومنذ ذلك الحين بدأت الساحة التشكيلية تفرز إبداعات جعلت قطر تتألق في هذا المجال، وجدد د. الكواري دعوته المتكررة للقطاع الخاص لمواصلة القيام بدوره في الحركة التشكيلية، لافتاً إلى أهمية تنظيم مثل هذه المعارض من قبل القطاع الخاص، معتبرًا أن الثقافة “ليست حكرًا على وزارة الثقافة أو المؤسسات الثقافية الحكومية”.. ونوه في الوقت نفسه إلى ضرورة تعاون وتكاتف كافة مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة سواء تلك المعنية بالثقافة والفنون أو غيرها فيما بينها لتشجيع الفنانين القطريين على مزيد من العطاء والفن والإبداع.

 

 

 

توثيق لأثر الإنسان

 

من جانبه، أوضح الفنان علي حسن أن معرضه “أثر” يوثق لأثر الإنسان في الدوحة، من حيث مكانه وزمانه وأسلوب حياته، ومن هنا جاء عنوان المعرض، مشيرًا إلى أن معرضه يضم مجموعة من الأعمال التي تشكل خلاصة بحث وتأمل في المكان والجدران وآثار الناس في مواقع متعددة في دولة قطر، خاصة أن المواقع القديمة منها هي التي تعكس التنوع الثقافي الذي تتمتع به دولة قطر، وقال: لم أذهب بعيداً عن الشكل الفني الذي اتسمت به إبداعاتي فعناصري ما زالت موجودة، وتعتبر الأعمال الجديدة امتدادًا لـ”قرية الشعراء”، و”خيول الصحراء”، فكل ما قدمته هو تراكمات حاولت أن أنقلها، وساعدني في ذلك أنيما جاليري بحكم العقد الذي أبرمناه سويا لتنفيذ أعمالي في ورش متخصصة، حيث كان يصعب تنفيذها بدون وجود تلك المعامل، لتنفيذ ما تخيلته، وأضاف: متحفزا لخوض غمار كل أشكال الفن التشكيلي وأسعى لتنفيذ أعمالي بالمواد الحديثة والقديمة معاً.

 

 

 

مزج القديم بالجديد

 

وعبرت غادة شولي مؤسسة أنيما جاليري عن سعادتها بالتعاون مع الفنان علي حسن الجابر، مؤكدة أن ما تم تقديمه من خلال هذا المعرض يعد جديدًا على الساحة التشكيلية، ووصفته بالغني والمتنوع، موضحة أن أهم ما تميز به الجابر في أعماله الجديدة اعتماده على مزج القديم بالحديث، حيث وضع لمساته الحاضرة إلى جانب الماضي وكأنه تكملة له، كما تميز بإبداع مجسمات ذات خامات متنوعة ومختلفة، بالإضافة لخلط تلك الخامات داخل العمل الواحد ما أعطى له أبعاداً جمالية استطاعت أن تجذب له المتلقي.

 

 

 

عمق المجتمع

 

الفنانة أمل العاثم أكدت أن أعمال الجابر التي أنجزها لهذا المعرض، دخلت بعمق في نسيج المجتمع وعبرت عن الهوية القطرية، وقالت من خلال “آثر” استطعنا أن نشهد قفزات سريعة للفنان علي حسن الجابر في عالم الفن التشكيلي، وهو الشيء المتوقع من هذا المبدع الذي قام بإبداع عدد من الأعمال خلال عامين تحتاج في الأساس لعشر سنوات، وأضافت أنه على الرغم من تميزه في الحروفيات إلا أنه لخص العديد من المعارض والتجارب الخاصة به في عمل واحد، بعد أن قام بصقلها بمستحدثات تتواكب مع التطور الذي شاهدته الساحة التشكيلية في العالم، فخرجت أعماله المعبرة عن الهوية القطرية بشكل حداثي، ورغم تنوع أعماله إلا أنها جاءت جميعها بأبعاد تحمل بصمته التي عهدناها منه، وذلك حتى لا يدور في متاهة الأعمال الفنية التي تخرج عن الإطار الخاص بالفنان لمجرد إرضاء الجمهور، فاستطاعت أن تجذب إليها المتلقي وترضي فنه في ذات الوقت.

 

 

 

تنوع تشكيلي

 

ويجمع معرض “أثر” بين فنون التصوير الفوتوغرافي وفن النحت، حيث يعرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية لعدة أماكن بالدوحة التقطت بعدسة الفنان علي حسن، إلى جانب عرضه لمجموعة من منحوتات القافلة وقرية الشعراء للفنان نفسه، والتي جسد فيها حسن العلاقة بين الحرف والشعر العربي والثقافة القطرية الخليجية بموروثاتها الغنية المختلفة.

 

 

 

يذكر أن “جاليري أنيما”، الذي تأسس منذ ثلاثة أعوام في اللؤلؤة، يعتبر جزءًا من المشهد الثقافي القطري، حيث يساهم، ضمن القطاع الخاص في دولة قطر، في رسالة التنمية الثقافية التي تشهدها الدولة، وذلك من خلال احتضانه معارض وأعمالا لكبار الفنانين العالميين المعاصرين، وعرض أعمال كبار المبدعين التشكيليين القطريين لجمهور الفن في الدوحة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى