القرية التراثية تحيي ليلة النافلة بعروض فنية متنوعة

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية القطرية-
احتفلت إدارة التراث بوزارة الثقافة والفنون والتراث مساء أمس بليلة “النافلة”، بحضور ورعاية سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، وعدد كبير من الحضور الجماهيري، الذين توافدوا على القرية التراثية، لإحياء هذه الليلة، التي تعد إحدى المناسبات الاجتماعية المهمّة في قطر ودول الخليج العربية.
وشهدت الفعاليات بعض الفقرات المستوحاة من التراث الشعبي، فضلاً عن تقديم المأكولات الشعبية والحرف التقليدية، بما يؤدي إلى ترسيخ العادات الاجتماعية لدى الأطفال لتكون حاضرة لديهم.
ووصف سعادة الوزير هذه الفعالية بأنها تأتي بهدف الحفاظ على الموروث الشعبي، وإدخال البهجة والسرور على الأطفال، وتعريفهم بالمناسبات الاجتماعية المختلفة، التي تضرب بجذورها في عمق التراث الشعبي.
وقال سعادته إن تبني الوزارة لإحياء هذه الليلة يأتي انطلاقًا من واجبها في الحفاظ على الموروثات والتقاليد الشعبية الأصلية لدولة قطر. لافتًا إلى أن التراث بجميع مكوناته هو الأساس الذي تقوم عليه الهوية الثقافية لدولة قطر والجذر الذي يغذي طاقتها الإبداعية وثقتها بنفسها ويلهم تطورات المستقبل.
ولفت سعادته إلى حرص الوزارة على تشكيل قاعدة من الثروة البشرية القطرية تتولى جمع مواد التراث الشعبي القطري وتوثيقها وفهرستها وتصنيفها وأرشفتها وتفعيل معطياتها باعتبارها الأفضل في جمع تراثها والحرص على نشره والتعريف به.
ومن جانبه، قال السيد حمد حمدان المهندي، مدير إدارة التراث بوزارة الثقافة والفنون والتراث، في تصريحات إن حضور سعادة الوزير وتشريفه لهذه المناسبة يعد تأكيدًا على اهتمام سعادته بمثل هذه الفعاليات والمناسبات الاجتماعية، خاصة أنها تتوافق مع تحقيق الوزارة للأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، خاصة فيما يخص قضايا التراث الشعبي بشكل عام.
ووصف المهندي حضور المناسبة، وخاصة الأطفال بأنه يؤكد الحرص على أن تكون العادات الاجتماعية راسخة لديهم، “خاصة أنها تكون فرصة مهمة لكي يشاهدوا على الطبيعة ذلك التداخل بين الجميع في إطار من العلاقات الاجتماعية “.
وقال إن هذا ما يؤكده دائمًا سعادة الوزير بأن يكون هناك اهتمام بالأطفال ومشاركتهم بمثل هذه المناسبات، خاصة أنها تتزامن مع استعدادات الناس الاجتماعية لشهر رمضان المبارك، والاستقبال الروحي له. لافتًا إلى أن إحياء هذه المناسبة في القرية التراثية يأتي من ثوابت تراثية، خاصة مع ما تشهده هذه الليلة من علاقة اجتماعية كبيرة تتمثل في توزيع الأطعمة بين الجيران، على نحو ما قدمته بعض الفقرات في مشهد تمثيلي، عندما يتم توزيع الأطعمة على الجيران.
ووصف ليلة “النافلة” بأنها من المناسبات الاجتماعية المهمة، “فهي تسعى لتحقيق الألفة الاجتماعية بين الناس، خاصة أنها تتعاظم في وقت تجرى فيه الاستعدادت لاستقبال شهر رمضان المبارك، وما يسبقه ويشهده من أجواء روحانية كبيرة”.
من جهتها، قال السيدة أمل العلي رئيس قسم الفعاليات والمناسبات التراثية بإدارة التراث: إن لكل شعب من الشعوب الإسلامية، – لاسيما الخليجية – تقاليده وعاداته في الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك، وتُعتبر ليلة منتصف شهر شعبان إحدى المناسبات الاجتماعية المهمّة في العديد من دول العالم الإسلامي، يُكثر المسلمون فيها من العبادات والتقرّب إلى الله بالصّوم والدعاء وتوزيع الصدقات.
وقالت إنه في قطر تعمّ الفرحة جميع أفراد المجتمع بقدوم الشهر الفضيل ويستعدون له نفسيًّا ووجدانيًّا ويوفّرون ما يلزم البيت من طعام، ومن أهم مظاهر التحضير لقدوم شهر رمضان والتبشير بدنوّ الشهر الفضيل، تُقام مناسبة جميلة ومعبّرة وهي ليلة النافلة وهي من العادات الشعبية السّائدة التي عادت لتظهر في المجتمع القطري بشكل قوي، وتقام في منتصف شهر شعبان، وهي ليلة مباركة يجري إحياؤها وقيامها بالتعبّد والذّكر وتلاوة القرآن وفيها ثواب كبير.