الكاتب الجزائري عبد الكريم قادري يقول للعيد ..

الجسرة الثقافية الإلكترونية -خاص-

هو العيد إذا، ما الطعم وما الرائحة، كيف أتى وأي باب دق، بابي موصد في وجهه، لأن جزءا من الفرح قد باعدني إن لم أقل كله، آه منك يا عيد…أتيت تباغتنا بالفرح كعادتك، أتيت تزرع فينا ما تبقى من حياة، وقودها طفل لم يتعلم سوى أن يبتسم، ولم يحفظ سوى أغاني مخملية تعبر عن واقع ليس واقعنا، يحفظ ويدندن أنشودة ” وطني حبيبي…وطني الأكبر…يوم ورى يوم أمجاد تكبر…” وعندما كبر سخر من هذه الأمجاد الكاذبة، لأنه عرف بأن الشعب الفلسطيني يقتل ويذبح ويغتصب وأراضيه مسلوبة، وأكثر من هذا نتآمر ضده مع العدو، كيف نفرح بالعيد وأربعة ملايين سوري لاجئ تتقاذفه الحروب، وتتلاعب به المصالح والسياسات الكاذبة للدول، كيف نفرح والعربي يقتل العربي في كل من اليمن وليبيا ومصر وتونس، كيف هو العيد وخرائطنا ممزقة، وقلوبنا باردة، وأخًوتنا متفرقة، هو العيد إذا…ما الطعم وحاسة الشم توقفت، ما الرائحة والفضاء ضاق بنا، كيف نراه وقد أصابنا عمى الألوان، كيف نعيشه وسط هذا الخراب، عيدي أنا أن أرى ابني مؤيد ضياء وسط كومة ألعابه، لا يختار مسدسا بلاستيكيا ويشير به ضدي، وأن لا يبكي لأشتري له لعبة كلاشنكوف يحارب بها أطفال الحي، او سيفا خشبيا يقاتل به الريح، عيدي انا أن أرى ابني مؤيد ضياء يكبر وهو لا يعرف شيئا عن الرصاص والحروب والدماء والقتل والدمار والتشرذم والتحالف والمؤامرات والإتحاد والتكاثف والجامعة والخيم والشتات والتأشيرة والخرائط والحدود والأشلاء…..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى