الكاتب السوداني نبأ عثمان يقول للعيد ..

الجسرة الثقافية الإلكترونية -خاص- 

 

كنا نصنع الأعياد

 

العيد مساحة فرح وسرور شلالات نور من تسامح تضيئها ابتساماتنا المرسلة من خلال دعواتنا وعفونا إن لسان لنا كبأ أو حرف لنا نبأ. 

إرث أمتنا في الأعياد ذاخر كنا نحييه باوتار زرياب وشدو الموصلي في أركان قصر الرشيد ايام مساحات الفرح أكبر من مساحات الأحزان 

أمة كانت تصنع الأعياد تشتل الفرح الموشح بالورد الدمشقي ياسمينا وجوري فل ابيض في نقاء سريرتنا. 

ونحن صغار في صباح العيد كنا نحس بأننا أمراء هذا العيد والعيد عيدنا لما نلقاه من حميمية الأب والجد والعم والخال والأم كانوا يوسعون علينا في اللطف والاحسان وأتذكر جيدا الخروج الزيارات والأمان الذي كان يعم فالكل كان مستبشر فارد اذرعه بالترحاب والمودة. 

لا أمة كانت تفرح فرحنا ولا تسر سرورنا بالأعياد.. طقوسنا عاداتنا ماكلنا مشربنا ملابسنا كل هذا كان يصنع ويخلق عيدا مختلفا..

الأن هل نستطيع أن نأتي باعيادنا القديمة؟ 

ونحن نعيش كل هذا العنت في سبيل أن نحيا فقط لا لكي نفرح. 

فبوابات كثير من مدننا مخفورة بالسلاح 

كثير من مدننا يتحكم فيها القناصة. 

كثير من سموات مدننا تصلي حمم من نار.

كثير من أطفالنا اما في مخيمات ومعسكرات اللاجئين واما طرائد يتنقلون من ساتر إلى ساتر. 

أمهاتنا لا فسحة لهن لخبز كعك العيد يبحثن عن جرعة ماء ويقتاتون من حشاش الأرض. 

العيد اقول :

رد أطفالنا من المخيمات والملاجئ لدورهم فالعيد عيدهم وعيد لا يأتون به أطفالنا فهو عيد منقوص الفرح. 

للعيد اقول:

أوقف زحف النبالة لتجد الطرائد هجعة تهنئ بك عيدا. 

للعيد اقول:

بطلتك امسح لون الدم طعم الدم رائحة الدم حتى تعود عيدا ابيض عيد سعيد لا فاقد فيه ولا مفقود. 

وأقول لامتي :

عودوا واصنعوا العيد.

ولاطفالي اقول:

لا تكبروا حتى يأتي العيد عيدكم عيد أمتي الأفراح والتاخي التوادد الأمن والسلام 

عيد يسعدنا ونسعد به وفيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى