الكتابة المسرحية في قطر تفتقد للاهتمام

الجسرة الثقافية الالكترونية
أشرف مصطفى
يستعد الفنان فهد الباكر للمشاركة في الدورة السادسة من “ملتقى الإبداع الخليجي” المزمع إقامتها خلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر المقبل بمدينة الشارقة في الإمارات، وذلك بعد أن وجه الملتقى إليه الدعوة رسميًا لتقديم ورقتي عمل في مجال المسرح.
ويشارك في الملتقى الذي يقيمه اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات ما يزيد على 30 أديبًا من أدباء دول مجلس التعاون الخليجي ودولتي اليمن والعراق إضافة إلى مصر التي تحل ضيف شرف على الملتقى، وسيكون محور الدورة السادسة بعنوان “الإبداع الخليجي – الهوية والحداثة” ويتضمّن العناوين الفرعية التالية: قصيدة النثر وعلاقتها مع التراث ومدى التواصل والقطيعة، بينما يتضمّن العنوان الثاني السرد والفنون الأخرى مع التعرّض لأشكال التفاعل، الضرورة، الجماليات، الآفاق، أما العنوان الثالث فيناقش السرد مرئيًا حيث يطرح تساؤلاً، هل هو أخذ أم تفاعل؟ ويستضمّن العنوان الرابع إشكالية المسرح وأسئلة النص.
وستكون المشاركة لكل ضيف من ضيوف الملتقى من خلال بحث يتناول أحد العناوين المقترحة، سواء ما اتصل منها بالتجربة الخليجية عمومًا أو بالتجربة الخاصة محليًا ببلد المبدع.
من جانبه أوضح الفنان فهد الباكر أنه قام بإعداد ورقة عمل تتناول بدايات فن الكتابة المسرحية في قطر مشيرًا إلى أنه سعى من خلالها لإيضاح العديد من الجوانب الخاصة بالإرهاصات الأولى لهذا الفن الذي رأى أنه لم يلق الرعاية المثلى التي حظي بها العديد من أشكال الفنون المسرحية الأخرى، كما أشار إلى أنه يتناول في ورقته الجانب التأريخي للعملية المسرحية برمتها مع التركيز على جانب النص الذي وصفه بأنه بدأ بطريقة أقرب للارتجالية في الخمسينيات من خلال الفودفيلات والاسكتشات التي كانت تقدّم في الأعراس على هيئة فقرات كوميدية الهدف منها الإضحاك فقط دون اللجوء لفكرة مسرحية مقننة وهو ما كان أقرب للكوميديا ديلارتي من حيث أن إبداعه كان يتم بالسليقة، ويتابع الباكر موضحًا أن الاهتمام بفن المسرح كان متجليًا في حقبة الستينيات وهو الوقت الذي شهد ازدهارًا للحركة الكشفية والمسرح المدرسي، حيث كان يتم تقديم حفلات سمر تعتمد على تقديم مجموعة من الفقرات الإبداعية المتمثلة في تقليد بعض الشخصيات التي كانوا يأتون بها من الواقع، وكان يشرف على تلك الحفلات مدرسو اللغة العربية والذين كان لهم إسهامات كبرى في بداية ظهور النص المسرحي من خلال الأنشطة المدرسية لكنها كانت أقرب للنصوص الأدبية من المسرح كفن له تقاليد وأصول إبداعية، مشيرًا إلى أن مدرستي الاستقلال والمعهد الديني كان لهما دور كبير في بدايات الحركة المسرحية، قبل تحوّل الأمر إلى الشكل الأكاديمي بعد تخرّج عدد من الفنانين القطريين من معاهدي الفنون المسرحي في مصر والكويت، حيث أسهمت هذه الدفعات في تقنين عملية الكتابة، كما كان لعبد الله أحمد وهاني صنوبر وكمال محيسي إسهامتهم المهمة في تلك الفترة بمجال الكتابة وتخريج جيل مسرحي واع يدرك الأصول الفنية لفن الكتابة، ويرى الباكر أنه على الرغم من أن تلك الكتابات بدأت بالاقتباس من الروايات العالمية إلا أن هناك بعض الإبداعات التي تم استلهامها من البيئة المحلية في تلك الفترة، مؤكدًا أنه على الرغم من أن المعاهد الفنية كانت مفتاحًا للدخول إلى الجانب الأكاديمي لفن الكتابة إلا أن عملية التأليف بالفطرة والموهبة قد أفرزت عددًا من النصوص المهمة حتى وإن كانت بعيدة عن الأصول الفنية المتبعة الأوساط المتخصصة.
يشار إلى أن ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي ملتقى سنوي يقام شهر ديسمبر من كل عام تزامنًا مع احتفالات دولة الإمارات باليوم الوطني وينظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ويشارك في الملتقى أدباء يمثلون دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى دولتي العراق واليمن، وقد أطلقت الدورة الأولى منه في الفترة من 5 – 8 ديسمبر 2010 في إمارة الشارقة.
المصدر: الراية