المسرح العماني يحتاج «قهوة معتدلة» لتحسين أوضاعه

الجسرة الثقافية الالكترونية
*محمد سيف الرحبي
المصدر: الحياة
اختارت الجمعية العمانية للمسرح أن تمرر رسائل المسرح في السلطنة عبر عمل فني بدلاً من الندوة المطلوبة منها في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الأخيرة، وكان اللافت أن مسؤولي المسرح حضروا ليتأكدوا بأنفسهم من قوة الرسالة.
احتاج المسرح العماني إلى «قهوة معتدلة» خلال عرضه – رسالته وهو يختار مقهى ليقيم فيه الممثلون تمارين مسرحيتهم بعد أن ضاقت العاصمة مسقط بمسرح مجهز، في مقاربة بين ما يحدث في الواقع، وما تجسده فكرة المسرحية على الخشبة، فكان النص الذي كتبه وأخرجه جلال جواد يحمل إشاراته المتعددة من خلال شابين اختارا المقهى الذي يرتاده رواد آخرون لهم علاقة ما بالمسرح، فينقسم الزبائن إلى فريقين، أحدهما يطالب بعمل كوميدي وآخر يرى أن التراجيدي أكثر قدرة في التعبير عن واقع.
يفتتح العمل بمشهد ممثل يقدم إيقاعاً عبر فنجان لديه، يشاركه صاحبه في ثنائية الإيقاع، ويدخلان في الحوار بحيث يفتشان في المواقع الإلكتروية عن مهرجان مسرحي دولي يقدم لهما فرصة السفر والسياحة، فتأتي الدلالات عبر حوارهما منتقدين الفرق التي تشارك خارجيا في مهرجانات وهمية، وبأعمال تعد على عجل لمجرد المشاركة، وتنتقد دور الجهة الرسمية العاجزة عن توفير الدعم للمسرحيين، حتى بوجود خشبة حقيقية يمارس عليها الفعل المسرحي.
وتستمر المزاوجة بين الطلب الفني داخل المقهى وطلب فنجان القهوة، هل هو بسكر «زيادة» أي المسرح الكوميدي، أو خالٍ من السكر، ليأتي تراجيديا، فيما تمر الرسائل إلى الجهات المعنية بالشأن المسرحي في البلاد، وهي وزارة التراث والثقافة، حيث تراجع الاهتمام بالمسرح، ودخلت لجنة تطوير الدراما والمسرح التي أمر بها السلطان قابوس إلى دهاليز النسيان برغم صدور استراتيجيتين للتطوير تخصان المجالين، فيما وعود الحكومة مستمرة لبناء أكثر من خشبة مسرح في العاصمة مسقط لم يظهر منها حتى واحدة.
وبموازاة ذلك فإن العمل المسرحي الداعي إلى «قهوة معتدلة» لم يكف عن التذكير بأوجاع المسرح العماني وهو يتراجع على مستوى الحضور الخليجي على أقل تقدير، بعد أن حصد الجوائز في المهرجانات الإقليمية، إذ أنه خرج خالي الوفاض من الجوائز خلال الدورات الأخيرة من مهرجان المسرح الخليجي للفرق الأهلية، وغيرها من الانشطة المشابهة.
يرى المخرج جلال جواد أن الرسالة وصلت، ودور المسرح تقديم هذه الرسائل على الخشبة متمنياً أن يأخذها المسؤولون بجدية هذه المرة، فمهرجان واحد في السلطنة للفرق الأهلية يقام كل سنتين لا يكفي، وهي تظاهرات عابرة لا تؤسس لفعل مسرحي حقيقي يتعامل مع ابي الفنون على أنه حالة مدنية لا احتفالاً لتسجيل حضور فقط.