المسرح القطري قادر على المنافسة خليجيًّا

الجسرة الثقافية الالكترونية

*اشرف مصطفى

المصدر: الراية

 

مع اقتراب موعد عرض مسرحية “المرزام” ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في دورته الأولى، رفعت فرقة مسرح قطر الأهلي درجة الاستعدادات القصوى وقامت بتقديم عدة عروض تجريبية، حيث قدّمت على مدار يومين متتاليين عرضين متكاملين للصحفيين والنقاد والعاملين بالمجال المسرحي، بينما سيتم تقديم العرض الأول للجمهور في الدوحة مساء اليوم على خشبة مسرح الدراما بكتارا، ليعتبر بذلك تجربة أخيرة للقاء الجمهور قبل العرض المنتظر في مساء يوم العاشر من فبراير ضمن مهرجان الشارقة المسرحي، وذلك بعد تجهيز ووضع اللمسات النهائية للعمل مع التركيز على كافة التفاصيل الدقيقة لكل عناصر المسرحية، وقبل هذا اللقاء المرتقب حرصت  الراية  على عقد لقاءات مع فريق المسرحية للتعرف على مدى جاهزية العمل.

 

 

 

أجواء تراثيّة

 

بدوره، أكّد الفنان عبد الرحمن المناعي أن المسرح القطري قادر على المنافسة خليجيًا، مشيرًا إلى أن العمل ” المرزام” يتناول فترة هامة من تاريخ المنطقة العربية وما يدور فيها من صراع ومحاولات الهيمنة، وتدور في أجواء تراثية تستلهم وسائل وأدوات التعبير الشعبية، ويريد من خلالها أن يتحدث عن قضية السيطرة والظلم والاضطهاد، حيث تدور فكرة النصّ حول قرية تعيش تحت سيطرة شخص منحاز إلى أحد الأطراف على حساب سكان القرية الأبرياء الذين يتحولون لضحية هذا التعنت، وبينما كان يصب المرزام مياهًا على رأس الجيران يتطور ليصب في نهاية المسرحية دمًا، وهو ما يمثل تنامي الظلم ضد هؤلاء البسطاء، علمًا أن المرزام في اللهجة القطرية تعني المزراب أي مجرى الخشب الذي يركب في جانب البيت من أعلاه لتصريف مياه الأمطار.

 

وأكّد المناعي أن العرض جاهز منذ أكثر من أسبوع، حيث قام فريق العمل بتقديم عرض كامل بدون جمهور أكثر من مرة، إلى أن قرروا أن يتطور الأمر ليتم تدريب فريق العمل على لقاء الجمهور بالمسرحية بعد إكمال كافة عناصرها، وقال المناعي: تأتي هذه العروض المتتابعة للمسرحية إدراكًا مني أن أي مسرحية تظل تتطور بشكل مستمر، حتى لو استمر العمل لمدة أربعة أشهر، لافتًا إلى أن طول فترة العمل تمكن المخرج من إيجاد حلول أفضل على مدار العمل، وأضاف ما حدث في العرضين التجريبيين كان مقنعًا حسب وجهة نظر من حضروا وحرصوا على التعبير عن انطباعهم، حيث إنني حريص على الاستماع لكل الآراء، لأن من يتحدثون هم من خارج الصورة، بينما أنا مازلت بداخلها، لذلك أحرص على سماع آراء من يرون العمل من الخارج، وأضاف: إلى الآن مازلت مهمومًا بالعديد من الأمور التي أرى أنه بحلها قد يتطور العمل للأفضل، ومن ضمن هذه الأمور قضية الإيقاع، وجمالية المشهد، منوهًا إلى أن فريق العمل سيستمرّ في محاولة التجويد للأفضل على مدار الأسبوعين القادمين وحتى موعد عرض المسرحية بمهرجان الشارقة.

 

 

 

عرض جماهيري

 

وأكّد المناعي اكتمال كافة عناصر المسرحية حتى أنه تمّ الانتهاء من عمل المناظر التي سترافقهم في عرض العمل بالشارقة، لافتًا إلى أنه حرص على أن يقدم العمل في الدوحة بشكل متكامل، قاصدًا أن يكون الديكور خفيفًا رغم ملئه للخشبة، وأشار إلى أن خامات الديكور من نفس بيئة العمل، حيث تم الاعتماد على جريد وسعف النخيل والحبال والخيش، كما أن الديكور يصلح للعرض على أي خشبة مهما كانت مقاساتها، وقدّم المناعي الدعوة للجمهور لحضور عرض الليلة على مسرح الدراما في كتارا، مؤكدًا أن الدعوة مفتوحة للجميع، وقال: يهمني سماع الآراء حول العمل، وهي عادة قديمة بالنسبة لي، لأنني أدرك أن العملية الفنية عملية أذواق، وعلى الرغم من كوني لا أستطيع أن أقدم ما يرضي الجميع، لكنني أسعى دائمًا أن أتجنب الوقوع في الأخطاء الأساسية مثل بطء الإيقاع، أو عدم انسجام الممثلين أو عدم وصول الصوت بشكل جيد، لذلك فإنني أتلمس من المهتمين بالمسرح وجهة نظرهم التي من الممكن أن تفيدنا في عرضنا يوم 10 فبراير بالشارقة.

 

 

 

تحفيز الإبداع

 

الفنان فالح فايز الذي يقوم ببطولة العمل من خلال دور بو ناصر، عبّر عن سعادته بمشاركته في أول نسخة من هذا المهرجان الخليجي الذي يقام بالشارقة يوم 9 فبراير، وقال مشاركتنا باسم فرقة قطر الأهلي شرف لنا جميعًا، مشيدًا بحرص المناعي على تقديم أكثر من ليلة عرض، مضيفًا إن العمل أمام جمهور يعطي روحًا مختلفة للممثل ويجعله يخرج كل ما عنده ويبدع فيما يقدمه، وبالتالي يمكنه من الحكم على ذاته إذا كان وصل للمستوى المطلوب أم بحاجة للمزيد، كما أن الرهبة تزول مع الوقت وتعطي دافعًا، فيتحسس الممثلون أخطاءهم لإصلاحها، وقال: مازال أمامنا المزيد من الوقت لتطوير العمل، ورغم أننا راضون على ما وصلنا إليه لكن مازال لدينا المزيد من الطموح، ولعل التناغم الذي يحظى به فريق المسرحية هو أبرز دافع لنا لبذل المزيد، وقدم الفنان فالح فايز الدعوة للجمهور لمؤازرة فريق العمل ودعمه بشكل كامل قبيل السفر للشارقة بداية الشهر المقبل.

 

الفنان إبراهيم محمد وهو الذي يقوم بشخصية بو خلف، وهو من بطانة الشيخ بو ناصر، أكّد أن العمل يسعى لتقديم أفضل ما لديهم من طاقات، كما أن الفنان عبد الرحمن المناعي قام بتجويد العمل على مدار فترة التدريبات الطويلة التي حرص عليها، وأشار إلى أن تقديم أكثر من ليلة عرض جعلهم يمتلكون ثقة أكبر بقدراتهم، وعبّر عن طموحه وفريق العمل أن يترك هذا العمل بصمة لدى المشاهدين ويلقى الاستحسان لدى المشاهدين بما يليق باسم المسرح القطري، خاصة أن جميع من عملوا فيه أبدعوا بحب وإخلاص شديدين.

 

 

 

ثلاثة عروض

 

من جانبه، أكّد الفنان أحمد عفيف أن فريق العمل برغم من اكتمال عناصر المسرحية إلا أنه يطمح في المزيد ويسعى نحو التجويد في العمل، وعبر عن سعادته بإتاحة الفرصة لهم لتقديم ثلاثة عروض ومقابلة الجمهور في ثلاثة أيام متتالية لتأكيد جاهزيتهم للمسرحية، وقال: لا يوجد عرض مكتمل مائة بالمائة، وبالتأكيد أن كل إبداع هناك ما هو أفضل منه، لذلك سنسعى جاهدين للوصول إلى الأفضل، مشيرًا إلى أن الفنان عبد الرحمن المناعي وصل بهم لجاهزية ملاقاة الجمهور قبل فترة، بينما تأتي تلك العروض التجريبية للتدريب على لقاء الجمهور والعمل وسط كل عناصر العرض المسرحي التي توفرت خلال تلك العروض التجريبية.

 

 

 

العروض التجريبية

 

الفنان فاطمة الشروقي التي تقوم بدور امرأة قوية تواجه الظلم، ولا تخاف من بو ناصر أكّدت أن تقديم فريق العمل لهذه العروض التجريبية كانت بمثابة وسيلة لاكتشاف الأخطاء وتوضيح النواقص، خاصة أن أغلب ما حضر العمل هم من المتخصصين الذين يملكون اراء نقدية تمكن فريق المسرحية من التعرف على آراء سليمة بشأن العمل وترشدهم للأفضل، وأكّدت الشروقي أن العمل مع الفنان عبد الرحمن المناعي له متعة خاصة، وشكل مختلف، حيث يتعامل المناعي مع فريق المسرحية بشكل أبوي ويحرص على أن يستمع لهم ويجعلهم يعبرون عن أنفسهم، وهو ما يسمح للممثل بتقديم كل ما عنده من خلال مساحة إبداعية كبيرة توفرها له طريقة المناعي، وختمت حديثها معبرة عن فخرها بالعمل مع هذه النخبة من الفنانين المتميزين وتمثيل قطر في هذا المحفل المسرحي الهام بالشارقة الشهر المقبل.

 

كما عبّر كذلك الفنان محمد حسن عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل مع الفنان عبد الرحمن المناعي وطاقم العمل الذي وصفهم بعمالقة المسرح القطري، مؤكدًا أنهم يعملون بكل ما لديهم ليخرج العمل في أبهى صورة تليق بالمسرح القطري في النسخة الأولى من مهرجان الشارقة المسرحي، مؤكدًا أنه يستفيد في كل مرة يعمل فيها مع الفنان عبد الرحمن المناعي الذي يضيف لأي ممثل يعمل معه، وأكّد جاهزية الفريق لتحقيق إنجاز جديد للمسرح القطري بمهرجان الشارقة المسرحي.

 

أخيرًا يشار إلى أن مسرحية المرزام من تأليف وإخراج عبدالرحمن المناعي، وتمثيل فالح فايز، إبراهيم محمد، أحمد عفيف، فاطمه الشروقي، محمد حسن، راشد سعد، عبدالواحد محمد، محمد الصايغ، أسرار، نافذ السيد، محمد السياري، خالد يوسف، أحمد الخياط، إبراهيم الدوسري، عبدالله الملا، مبارك الريامي، صالح البورشيد، ومدير الحركة خليفة جبر، إدارة الخشبة علي الشرشني،

 

تصميم المناظر عبدالرحمن المناعي، المدير الفني ناصر صالح، الإنتاج خالد سالم، تنفيذ المناظر محمد العبيدلي، وأحمد الحرمي، الإضاءة عمار العتروسي، المكياج ياسر سيف.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى