المسرح المحلي قادر على المنافسة عربيًا

الجسرة الثقافية الالكترونية
*أشرف مصطفى
المصدر: الراية
أكد الفنان سالم المنصوري أن الحركة المسرحية القطرية قادرة على المنافسة العربية، في حال توفرت لها ظروف الدعم المناسبة ،مشيرا في تصريحات خاصة لـ الراية الى أن العرض الأول لمسرحية “أبو سلامة” على خشبة المسرح القومي السوداني في مدينة أم درمان حقق نجاحا كبيرا وذلك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البقعة المسرحي المقام خلال الفترة من 27 مارس وحتى 4 أبريل الجاري.
وأعرب المنصوري عن سعادته بتمثيل قطر في محفل مسرحي دولي جديد بعد أن جابت مسرحيته مدنا عربية وأوروبية خلال الفترة الماضية وحققت نجاحات كبرى، مؤكداً أن أكثر ما أسعده الإعجاب الذي لقيه العرض من قبل الجمهور السوداني الذي صفق طويلاً لفريق العمل بعد انتهاء العرض،وقال لقد أثنى عدد كبير من النقاد والفنانين على العمل مؤكدين أن الساحة الفنية القطرية تضم كوكبة مهمة من الفنانين وأن للساحة المسرحية القطرية باعا طويلا وسبق وأن قدمت أعمالا مهمة وبالتالي ليس من الغريب أن نشهد عملا ناجحا مثل مسرحية ابو سلامة،مشيرا أن تلك المشاركات الدولية المتتابعة هي التي تهون عليه استبعاد مشاركته من مهرجان الدوحة المسرحي، وأوضح قائلاً: بعد أن تلقيت دعوة من الفنان السوداني علي مهدي رئيس المهرجان وأخبرني أنه قد وقع اختيار عرض أبو سلامة للمشاركة، سعدت كثيراً حيث أثلج صدري هذا الخبر بعد استبعاد مشاركتي من مهرجان المسرح المحلي، علماً بأن هذا العرض حقق نجاحاً عند عرضه في أكثر من مدينة عربية وأوروبية كما حصد عدداً من الجوائز من ضمنها أفضل إخراج، وأفضل نص، وأفضل ممثلة دور ثاني، في مهرجان عشيات بالأردن، علماً بأن آخر مشاركة بهذا العرض كانت في مهرجان البحر المتوسط بإيطاليا في شهر أغسطس الماضي، ولقد قمت بإجراء بعض التعديلات في العمل لتتناسب وطبيعة المهرجان، حيث تم التركيز على التراث وإعطاء الطابع القطري بصورة أوسع للعمل، ومسرحية “أبو سلامة” تعتمد على قدر كبير من الكوميديا البعيدة تماماً عن الإسفاف.
وتتحدث المسرحية عن ظلم الإنسان وتهميشه حيث تدور أحداثها من خلال شخص بسيط يعمل حارسا لإحدى المكتبات ويتذكر دائماً أمجاد جده أبوسلامة ويحكي عنها فيتمنى أن ينجب أطفالاً يصبحوا علماء أو قادة ولكنه يصدم بمدير المكتبة الذي يقوم بمنعه من الإنجاب ويقول له “أنت حارس وأولادك يكونون مثلك حراس ونواطير” ويظل الحارس يطمح أن يكون الجيل القادم أفضل حتى يتخلص من هذا القهر، والعمل يناقش قضية تهميش الإنسان والتقليل من قدرات الآخرين والتسلط عليهم.
وتحاول المسرحية مناقشة قضية إنسانية ليس لها علاقة بأي ظرف اجتماعي، ولا بالزمان أوالمكان، حيث تناقش صراع الإنسان مع المحيط، من خلال فكرة الطبقية، والصراع الاجتماعي الذي هو دائما موجود، فوحشية الإنسان تعود إلى فجر التاريخ، وهو ما يحاول أن يعكسه العرض من خلال ذلك الشخص الذي يحمل الأمل في الغد ويسعى لإيجاد مستقبل حافل بما لم يستطع أن يراه في حياته، وهنا تكمن النظرة الفلسفية للأمور المتمثلة في صراع الطبقات الاجتماعية فالعرض يحمل مجموعة من القيم الإنسانية، والصراعات النفسية التي قد تتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد استقرار أي مجتمع.
يشار الى أن المسرحية من تأليف عمار الشنفري وإخراج سالم المنصوري و من بطولة الفنانين عبد الواحد محمد، سالم المنصوري، سارة حسن وتمثيل واستعراض الفنانين السودانيين حسين عثمان، مبارك الحاج، عاصم الكباشي والفنانة سناء سعيد، والمخرج المساعد الفنان سمير مصطفى.