المعماري التشكيلي محمود الرمحي: نموذج العمارة الإسلامية استمراري تواصلي

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-
حتضنت قاعة عبد الله عمران تريم في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الجديد في معسكر آل نهيان في أبوظبي، مساء أمس الأول محاضرة للمعماري والفنان التشكيلي الإماراتي محمود الرمحي بعنوان : البحث عن البيت العربي، قدّم المحاضرة حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وحضرها عدد من الكتاب والأدباء .
استهل حبيب الصايغ بقراءة قصيدة “بيوت” من مجموعة وردة الكهولة يقول فيها:
تظل البيوت معلقة في فضاء المهندس
منذ الطفولة
متدلية كالقناديل
دانية، راقيه
ويموت المهندس
لكنه قبل أن يتلاشى تماماً
يعلقها في الشوارع
بيتاً من الحب
بيتاً من النور
بيتاً من الكره
بيتاً من ال . . . . .
لم أشأ أن أداهم
هذه القصيدة بالموت
لكن قبر المهندس قال: كفى!
واختفى
وأضاف الصايغ: لكن الرمحي لا يذّكر بالموت فهو مهندس الحياة، ومزيج من الكاتب المبدع المهندس الذي يتعامل مع هذا الموضوع بفن وذائقة، مستعرضاً سيرته العلمية والعملية .
وأشار إلى أن اتحاد الكتّاب يقيم خلال شهر رمضان برنامجاً ثقافياً نوعياً يحتفي بالمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة وصانع الاتحاد، كما يحتوي البرنامج الذي أعلن عنه من قبل ندوات ثقافية وشعرية ودرامية تثري الواقع الثقافي المحلي خلال الشهر الكريم .
وعلى وقع التناغم بين الشعر والعمارة تحدث الرمحي عن العمارة العربية قبل الإسلام وخلال العصور الإسلامية في المدينة المنورة ودمشق وبغداد والأندلس، وبدأ بتقديم لمحة تاريخية عن البيت العربي قبل الإسلام منطلقاً من 7000 آلاف سنة من حضارات بابل والفراعنة التي روعي في بناء بيوتها ومعابدها العناصر المعمارية الأساسية حركة الشمس، والمناخ، التهوية الطبيعية، الظل، الهواء .
ورصد الرمحي التطور العلمي والثقافي والاقتصادي للعمارة والذي أسهم في خلق الأيدي الماهرة ما انعكس على شكل البناء وتطويع المواد المحلية بشكل علمي، وفي جنوب العراق تم تطوير المواد المتوافرة لخدمة العمارة .
وتحدث الرمحي عن الحضارة اليمنية مستعرضاً ملامح من تناغم الطبيعة مع العمارة وتطويعها لخدمة الإنسان، كما توقف عند حضارة تدمر بوصفها أنموذجاً فريداً يجسّد استيراد العناصر المعمارية من حضارات خارجة عن المنطقة وصبغها بنكهة عربية، ثم الأنباط ومدائن صالح وكلها نماذج تم فيها تطويع الطبيعة لخدمة الإنسان
وأشار الرمحي إلى أن العمارة الإسلامية أخذت نموذجاً ذا طابع استمراري وتواصلي مع تاريخ العمارة العربية .
ولفت إلى أن البيت العربي الصحراوي يتصف بالدفاعية من حيث شكله الخارجي لكنه من الداخل يجسّد كونه بيتاً وليس قلعة أو حصناً .
وتطرق الرمحي للعلاقة بين العمارة والطبيعة .
وخلص الرمحي إلى أن البيت العربي والعمارة العربية والإسلامية هاجرت وعبرت المحيطات بخصائصها الفنية المتفردة، وأصبحت تسمى بأسماء أخرى في إسبانيا حالياً على سبيل المثال لكنها لم تختف أو تتلاشى .