المعمري يكتب «عمان.. مدن وحياة» والعريمي يروي «شهادة من زمن الحرب»

الجسرة الثقافية الالكترونية

المصدر / عمان

في إصدارين جديدين عن «بيت الغشام» –
يقدم الشاعر طالب بن هلال المعمري لقارئه كتابه الجديد المعنون بـ«عمان مدن وحياة» الصادر عن مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة، مضمنا دفتي كتابه مجموعة دراسات عن المكان العماني بلغة الشاعر التي لم يخفت صوتها أمام طغيان الحاسة الصحفية لمدير تحرير مجلة نزوى.

يوضح طالب المعمري رؤيته عن الكتاب بالقول أنه «همسات الحنين، أرجوحة الذكرى نحو النبع الأول» مشيرا إلى «الأمكنة التي عشنا حين كنا صبية والآن كبارا أبت إلا أن تحرك شحنات حنينها وأن تطرق باب الاستذكار بنشيدها الحنون» مختتما مقدمته بنص شعري:
يا وطني
كلماتك الوارفة
بالمحبة والاتساع
كلماتك مع شمس الصباح
أو هدأة الليل
كلماتك في تربة الأرض
عين ماء وفلج
سواق تقودنا
نحو جغرافيتك وسمائك
يملؤنا عطفك
سكينة الاستقرار
في كنف عمان.
يرصد المعمري في كتابه مجموعة من الأماكن العمانية الشهيرة، تبدأ من مسقط (حضور العاصمة والتاريخ والمستقبل) وصحار (قصيدة عمان) وقلهات (أول عاصمة لعمان قبل الإسلام) وسمائل (حاضرة العلم والأدب) وقصر جبرين (زهرة المكان علما وعمرانا) وأسواق عمان الأدبية قبل الإسلام، وسوق مطرح – الظلام (مسافة.. المسافة بين الضوء والظلمة) والأفلاج العمانية (مسيرة حياة وحضارة).
صدر لطالب المعمري سابقا ديوان «من يأمن اليابسة» عن دار الجديد اللبنانية عام 1995، وجبل شمس (شعر) عام 2005 والقفار سردا (قصص) عام 2006 وإبرة الكلام (مقالات ونصوص) عام 2009، إضافة إلى ديوان شعر آخر صدر عن دار فضاءات الأردنية 2012 بعنوان نهار غامض.
وفي تجربة روائية محفوفة بالاكتشاف والمغامرة يعود الروائي محمد عيد العريمي إلى قرائه برواية «شهادة من زمن الحرب» التي يمضي فيها إلى أبعاد أوسع وهو يرصد تجربة عماني يدخل مجاهل جبال أفغانستان.
يعنون العريمي فصول روايته بما يحيلها إلى تقاطعات حادة مع غموض الرواية وملابسات أحداثها، بدءا من عنوان «حوار لم ينشر» وصولا إلى «شهادة على كتابة هذا النص» وبين العنوانين تتداعى مفردات تتشكل من نوع «الطريق إلى كابل» و«جيش الخلاص» و«وراء القضبان».
يقدم د. محمد حفيظ الذهب للرواية بالقول أنها «تروي في جانب منها قصصا شبيهة بتجارب عاشها جيلنا خلال النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي» مشيرا إلى تجارب عايشها شخصيا حينما التقى عددا «من الشباب الخليجيين الذين تركوا دراستهم وتخلوا عن أحلام مستقبلهم وذهبوا إلى أفغانستان متأثرين بدعوة نشطاء إسلاميين يتمتعون بقدرة فائقة على تجييش المشاعر الدينية».
يختزل العريمي شهادته في مقطع ضمه الغلاف الأخير إذ يقول «كنت مجرد مراقب على سقوط كابل في أيدي قوات حلف الناتو ومعهم فصائل التحالف الشمالي الأفغانية بقيادة أمريكا، وإن كنت في أتون تلك الحرب وشاهد عيان على مدى قسوتها وتداعياتها على البشر والحجر، إلا أن دوري اقتصر على تضميد بعض جرحاها وقراءة القرآن الكريم على رؤوس من يحتضر من ضحاياها وتلقينهم الشهادة ليس إلا.. لم أرفع بندقية في وجه أحد، ولم أزرع قنبلة في طريق عربة أو دبابة، إلا أن جهدي التطوعي المتواضع لإسعاف بعض مصابي الحرب من مدنيين وعسكريين اعتبر إرهابا».
يختتم الروائي محمد عيد العريمي تجربته بشهادة موقعة باسم «العبد بن سعيد» ليضع القارئ أمام لعبته الروائية بسردية تختلف إلى حد ما عن تجارب العريمي السابقة، فيكمل حكاية البطل بعد إكماله كتابة شهادة ابن الشيخين، مواصلا «رحلة الفرار»، وصولا إلى مقتل أسامة بن لادن.
يذكر أن الكاتب محمد العريمي بدأ مشواره الروائي بما يشبه السيرة الذاتية في «مذاق الصبر» التي صدرت حتى الآن في خمس طبعات، وترجمت إلى اللغة الإنجليزية/ ليواصل رحلته الكتابية بستة إصدارات فيه السيرة والرواية والقصة إضافة إلى عدد كبير من المقالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى