المكتبات السويدية ملتقى ثقافي ومركز للمعلومات

الجسرة الثقافية الالكترونية 

تأسست المكتبات السويدية كمركز ثقافي منذ القرن السادس عشر، ويأتي تسلسلها في تصميم أبنية المدن وفي الأهمية أيضاً بعد مبنى إدارة المدينة أو مجلس البلدية، وكانت البداية المبكرة مبادرة عفوية ارتبطت بمساعدات الأفراد من رجال الفكر والعلماء والفلاسفة حين قرروا جمع الكتب والمخطوطات في مراكز محددة وإتاحتها للناس من أجل القراءة والإطلاع، كما تدخلت الإرادة الملكية السويدية لتجعل بناء المكتبات في المدن أولوية بين المراكز الخدمية.

تاريخ وأرقام وخدمات

ويذكر التاريخ السويدي أن أوائل المكتبات في السويد بنيت خلال الفترة من 1710 إلى 1877 ميلادية حين تنبه الملوك السويديين المتعاقبين إلى أهمية بناء مكتبات رسمية تتيح للشعب السويدي فرص الإطلاع والقراءة.

ومنذ ذلك الحين استمرت حركة البناء حيث افتتحت العديد من المكتبات الملكية في العاصمة ومراكز المدن والجامعات والمدارس والمستشفيات، ويبلغ تعداد المكتبات الحكومية في المدن السويدية اليوم أكثر من 1200 مكتبة عدا مكتبات المدارس والجامعات والمعاهد المتخصصة.

ومن أشهر المكتبات السويدية القديمة المعروفة بأبنيتها التاريخية المميزة، المكتبة الملكية في ستوكهولم ومكتبة جامعة لوند المعروفة بعمارتها التاريخية ومكتبة يوتوبوري ومكتبة مالمو ومكتبة جامعة أوبسالا وغيرها من المكتبات التي تشير إلى أهمية المكتبة في حياة الناس وثقافتهم إلى جانب كونها معالم معمارية حضارية.

واليوم تطورت المكتبة السويدية لتشمل خدماتها المدن الصغرى، بعضها يفتح يومياً وبعضها يفتح مرتين في الأسبوع، وخاصة في القرى والمدن الصغيرة، جيث يُقبل الناس على المكتبات السويدية لقراءة الصحف واقتناء الكتب المسموعة والمقروءة وكتب الأطفال، ولكن الأهم من كل ذلك هو اعتبار المكتبة مركزاً للمعلومات.

المكتبة مركز للمعلومات

ووفق قوانين المكتبات في السويد يحق لأي مواطن أن يتقدم إلى مسؤول المكتبة أو الموظف المناوب بالسؤال عن العناوين التي يقصدها أو الدوائر أو الجهات التي يجهل كيفية الوصول اليها.

كما يُلزم القانون المكتبات بتوفير النشرات والمعلومات المكتوبة والإصدارات على مدار العام، بغية إرشاد المواطن إلى النشاطات الثقافية والمعارض الفنية والمؤتمرات والمحاضرات والمهرجانات والاحتفالات العامة ومواعيدها وعناوين الأماكن التي تقام فيها.

وبالمقابل تقوم المدارس بتدريب الأطفال على زيارة المكتبة منذ وقت مبكر وتعليمهم طرق اختيار الكتاب المفضل وكيفية استعارته، حيث تحوي كل مكتبة قسم مخصص للأطفال، الذين يزورونه رفقة معلميهم ويقرأون القصص بصوت مسموع ويتعلمون أن المكتبة هي مركز اجتماعي وثقافي يوفر الهدوء والخدمة والمعلومة لجميع الأعمار.

وبهذه الطريقة يُزرع منذ الطفولة الإحساس بأهمية المكتبة في حياتنا، هذا وتطبع المكتبات كل عام أدلة ورقية لنشاطاتها ونشاطات المدينة الثقافية والفنية كنوع من دعوة عامة الناس لحضور تلك الفعاليات وإلى إقامة علاقة متبادلة بين الناس وبين المكتبة.
………

الكومبيس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى