المهرجان اللبناني للكتاب… “مئة عام على المجزرة الأرمنية”

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مايا أبو صليبي

المصدر: السفير

 

نهاية أسبوع نشيطة عرفها “المهرجان اللبناني للكتاب” في الحركة الثقافية – انطلياس، سواء على صعيد الزوار الذين، كباراً وصغاراً، أضفوا الحياة في أروقة معرض الكتاب وفي صفحاته… أو في الندوات التي عقدت وعادت بالحضور الى ذكريات وشهادات من ناجين من الحرب العالمية الاولى كانت نائمة في صناديق النسيان، إلى أن دوّنها رمزي سلامة في كتابه “الناجون”، وسطّرها المشاركون في ندوة “مئة عام على المجزرة الأرمنية”… كما في تكريم الفنان مارون الحكيم الذي جمع الرسم والنحت معاً متنقلاً في رحاب الأرض، وأعلنته الحركة علماً ثقافياً في لبنان والعالم العربي، إلى جانب الدكتورة افلين عقّاد التي “تُجسّد سحر الكتابة والحياة في رواياتها وشعرها ونضالها الدائم في سبيل قضايا المرأة والسلام”.

وكان أنطوان ضومط أدار الندوة حول كتاب “الناجون”، مشيراً إلى أنه كلّما ارتفع شأن الحدث وطال أمده بالمقدار عينه قد يفرز نتائج سلبية كانت أم ايجابية. وأنه كلما استبيح القانون ومات الضمير في من يجدر به تنفيذه بالمقدار عينه وربما اكثر تترتب نتائج مأسوية على الرعايا. أما خاطر أبي حبيب، فاعتبر أن القصة مؤثرة عاطفياً وفكرياً، إنما تعطي فرصة لإبراز نتائج دراسة تفصيلية وعميقة في تاريخ مرحلة الحرب وواقعها الاجتماعي، مضيفاً أنها تجمع الدقة التفصيلية مع تحليل عام للمعالم التاريخية والاقتصادية والاجتماعية للمرحلة.

وأعلن انطوان سعد عن إحياء “دار سائر المشرق” الذكرى المئوية للحرب الكبرى بسلسلة إصدارات ونشاطات، وإطلاق جوائز لتحفيز المثقفين وبخاصة طلاب الجامعات والمدارس، للانكباب على كتابة روايات من وحي إصداراتها المتعلقة بالحرب والقيام بأبحاث ودراسات تاريخية وتوثيقية عن مجريات الأحداث في لبنان قبيل الحرب الكبرى وخلالها وبعدها.

تكريم مارون الحكيم

وفي يوم تكريم الفنان مارون الحكيم، وجدت بريجيت كساب أن علاقته باللون عطاء مستمر في التقنيات واستنباط قدرات جديدة للمادة اللونية، ومحترفه حقل تجارب واختبارات للمواد وتوظيفها للتعبير عن مكنوناته الإنسانية. وبعد أن قدمته الدكتورة سمر ناهض الحكيم كعلامة مميزة في سماء الفن والثقافة، أوضح المكرم أن الفنان الحقيقي يعني أن يظل شغوفا بما يفعل ليبقى للفن أثره الانساني والجمالي بكل الأبعاد الاحترافية- التقنية والاستشرافية. ثم تسلم أخيراً درع الحركة من أمينها العام الدكتور أنطوان سيف.

هذا وكانت قد عُقدت أيضاً ندوة بعنوان “مئة عام على المجزرة الأرمنية”، أدارتها كريستين بابيكيان عساف مشدّدة على حصول الابادة أثناء الحرب العالمية الأولى على يد “الاتحاد والترقي” في عهد السلطنة العثمانية. أما صالح زهر الدين فاعتبر في مشاركته أن الأمة العربية أنقذت الأمة الأرمنية من “الانقراض” و”الذوبان”، وأن عملية احياء مئوية الإبادة هذه لم تكن الا الحصيلة الطبيعية لهذا الانقاذ… والا كانت الأمة الأرمنية قد شهدت “هيروشيمات” عدة صامتة، أو “بكواتم صوت” مختلفة وفي قرن واحد، هو القرن العشرون… وتوقفت جولي مراد عند ما يشبه الأمس بالحاضر، من أمة متغطرسة سفاحة حلمت بقومية أحادية اللون قوامها القضاء على اصحاب الأرض الحقيقيين منذ آلاف السنين، فيما الأمة نفسها اليوم تدعم أصوليات مرعوشة تحلم الحلم نفسه وتنفذ المجازر نفسها بحق الأشوريين والمجموعات المسيحية الأخرى في العراق وسورية. وعادت الزميلة بولا يعقوبيان بالذاكرة الى المأساة التي عاشها والدها الذي كان من المحظوظين الذين نجوا من المجزرة الأرمنية، متمنية لو عاش ليرى أن للحياة أوجها جميلة وأن أولاد الشتات واللجوء ينجحون في العالم أجمع.

عقاد

وفي حفل تكريم إفلين عقاد، بدأت نجاة الصليبي الطويل مشاركتها واصفة المكرمة بالطائر الذي يحتمي بالثقافات والكلمات وبصفحات من الهمس الخفي، الكدّ، الغضب ونبذ القهر والطغيان. ثم عرض شريط لصور خاصة من مراحل حياة الأديبة وبعض غلافات منشوراتها، قبل أن يرتأي جورج قرم الجمع في كلمته بين السيرة الذاتية للمكرمة ومسيرتها الأدبية والفكرية الغنية والمميزة التي زادت من شأن الفكر والشعر والأدب والحركة النسائية والبحث العلمي. لتتسلم أخيرا عقاد درع الحركة بعد توجيهها كلمة شكر للحركة وكل من ساهم في تكريمها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى