الموت بتاويل أنثوي

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

المجموعة القصصية الأولى “حارس الزبد” للكاتبة الفلسطينية هناء موسى الصادرة مؤخرا عن دار “الآن ناشرون وموزعون” وتتكون من تسع عشرة قصة قصيرة تتبع المفارقات الغرائبية لمشاهد واقعية وتهتم بالتفاصيل الإنسانية التي تكون علاقة الإنسان بما حوله من موجودات.

 

تتناول القاصة في قصصها موضوعة الموت وتطرح من خلاله الأسئلة التي تتعلق به وبالحياة، تستفز بها القارىء ولا تقدم له الإجابات حيث تترك له مساحة للتأويل والتفسير ومساحة ليفتح أكثر من احتمال للإجابة.

 

في إحدى قصص المجموعة تتساءل الكاتبة “ما الموت؟ إنه مثل أن يقفز أحدهم من فوق صخرة عالية تحيط بها الغيوم إلى المجهول، إلى احتمالات جديدة كثيرة، هل هو أرضٌ أخرى؟ كيف تكون هذه الأرضُ؟ جنة أم قفراً؟! موحشةً أم مأهولةً؟! كيف سيكون سقوطُه؟ هل ستتناثر عظامه أم تسيل روحه كما الشلّال، أم تتمايل والريح؟ أم سماءٌ، أم فضاءٌ لا نهائيّ؟! وسيسقط ويسقط من دون أرض أو سماء أو أشياء يمكن تسميتها”.

 

وترصد هناء موسى في قصص المجموعة موضوعات تتناول عزلة الإنسان، والاحتجاج على الواقع المنطوي على أزمات إنسانية حادّة، وذلك من خلال علاقة الإنسان بالإنسان، وعلاقته بالكائنات الموجودة حوله.

 

وجاء على غلاف المجموعة أن ما يلفت الانتباه في مجموعة “حارس الزبد” المكونة من تسع عشرة قصة واقعة في صفحة من القطع المتوسط، ليس المتعة والإدهاش فحسب، لكنّه الأثر الذي يدوم، ويستفزّ الأسئلة، فيترك التأويلُ للقارئ متعةَ الكشف عن أكثر من مغزى في النص الواحد، بما يصحب ذلك من كثافة التركيب اللغوي وثراء المجاز.

 

ووصف الخبر الذي أعلنت به “الآن ناشرون وموزعون” عن إصدار الكتاب قصص المجموعة بتعدّد مستويات السرد في القصص، وتنوّع الأصوات، وتداخل الأمكنة والأزمنة، لكن هناء موسى تمكنت من التنقل بخفة بينها، ليلمح القارىء محاولات مغايرة لتجريب شكل جديد، وقد نجحت الكاتبة في تقديم صياغة وبناء يستعصيان على الفهم المتعجل، ويحملان أوجها متعددة من التأويلات تناولتها الكاتبة بحرفية وتمكن على مستويي الرؤية والتقنية.

 

ومن أجواء المجموعة التي تناولت فيها الكاتبة الموت: “هل هي حرب في مكان ما؟ هل هو صدى رصاصة تنفجر في دماغ مقاتل قرر عصيان الأوامر، أم طلقة تخترق جسد شخص صودف وجوده في المكان الخطأ، ولكن في التوقيت الصحيح لموته، أم هو ثقبٌ في جمجمة الدكتاتور حيث ينسَل ضحاياه من هناك، أم صـرخة زوجة الدكتاتور تعلن ولادةَ دكتاتور جديد صغير! حمقى أولئك الطيبون إذ يظنون أن الشـر مؤقت”.

المصدر: ميدل ايست اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى